واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
اعتمدت الولايات المتحدة، السبت، “خريطة رسمية جديدة” للمغرب تضم منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، خلال مراسم أقيمت في السفارة الأمريكية في الرباط.
وأعلن السفير الأمريكي لدى الرباط، ديفيد فيشر، أن “الخريطة هي التجسيد المادي لإعلان الرئيس (دونالد) ترامب الجريء قبل يومين، الذي اعترف فيه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، قبل أن يوقع “الخريطة الرسمية الجديدة لدى الحكومة الأمريكية لمملكة المغرب”.
وكتب فيشر على تويتر “سأقدم هذه الخريطة كهدية لجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة، ولدعمه المستمر والقيّم للصداقة العميقة بين بلدينا”.
والخميس، وقع ترامب، الذي سيغادر البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني/يناير، إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في الوقت الذي أعلن فيه عن اتفاق الرباط وتل أبيب على تطبيع العلاقات.
وتشهد الصحراء الغربية نزاعا منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي حركة انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة في الإقليم.
وفي معرض رده على سؤال وجهته له “القدس العربي” حول القيمة القانونية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “كما قلنا ذلك من قبل وعبرنا عنه بطريقة واضحة تماما بالنسبة لنا الموقف من الصحراء الغربية لم يتغير وستبقى الأمور على حالها كما كانت. فالحلول في مسألة الصحراء الغربية لا تعتمد على اعترافات أحادية للدول بل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتي نعتبر أنفسنا حماة لها”.
وكانت الصحافة المعتمدة في الأمم المتحدة بما فيها “القدس العربي” قد كررت السؤال للمتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجريك، حول موقف الأمين العام من قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وكرر دوجريك أن موقف الأمين العام من هذه المسألة لم يتغير وأن الأمم المتحدة تعتبر قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2548 الذي اعتمد بتاريخ 30 تشرين الأول /أكتوبر 2020 ، هي الفيصل في مسألة السيادة على الصحراء الغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد صاغت مشروع القرار المذكور والذي ينص في فقرته العاملة الرابعة على أن مجلس الأمن “يهيب بالطرفين على إستئناف المفاوضات برعاية الأمين العام بدون شروط مسبقة وبحسن نية، مع أخذ الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة لها في الحسبان وذلك بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده ويشير إلى ما للطرفين من دور ومسؤوليات في هذا الصدد”.
والخميس، اتفق المغرب وإسرائيل، بوساطة أمريكية، على استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية. وعلى إثر ذلك، أعلن ترامب اعترافه بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن موقف الولايات المتحدة إزاء مسألة الصحراء، من شأنه أن يسبب أحداث عنف جديدة في المنطقة، حسبما أفادت قناة (أر تي) العربية الروسية للأنباء.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن “اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء قد يعرقل جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى حل المشكلة”.
ووصفت الوزارة قرار واشنطن بهذا الشأن بالخطوة الأحادية الجديدة التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
وتابع البيان: “بقرارها هذا أقدمت إدارة دونالد ترامب على تدمير الأسس القانونية المعترف بها دوليا لتسوية مشكلة الصحراء، والتي تقتضي تحديد الوضع النهائي لهذا الإقليم عبر استفتاء”.
وذكر البيان أن “هذا الموقف الجديد للولايات المتحدة قد يعرقل بصورة جدية جهود الأمم المتحدة للدفع بتسوية مسألة الصحراء ويقود إلى تأزم العلاقات بين الأطراف المعنية مباشرة ويؤدي إلى دورة جديدة من العنف في منطقة الصحراء والساحل”.