وكالة الصحافة اليمنية//تحليل خاص//
فقد الكثير من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح صوابهم، كما فقد الكثير منهم وظائفهم، بعد مقتل الزعيم في ديسمبر الماضي سُحب البساط من تحت أقدامهم، لا مكان للفساد يحتويهم، ولا شاشة تلفزيونية تلمعهم، ولا ساحات تستوعب زيفهم ومغالطاتهم.
طويت الصفحة كاملة ففر الكثير منهم الى الرياض ومأرب، ولجأ فصيل منهم الى عدن وبعض المناطق الجنوبية، وبعد ثلاث سنوات من الادعاء بالصمود ومواجهة العدوان فروا الى أحضان أمراؤه وقادته، وانقلبوا على أنفسهم وبني شعبهم، ليعلنوا اليوم من الرياض ومأرب وعدن كمن سبقوهم في الخيانة والعمالة “قادمون يا صنعاء”.
وبعد أن شُق الصف في صنعاء بسببهم في ديسمبر الماضي، شُق المؤتمر الشعبي العام وانقسمت وسائطه الاعلامية بين مزيفة وكاذبة، وانكفأت على نفسها في شقق صغيرة في القاهرة وأبو ظبي لخدمة مشاريع أصغر.
لم يعد هناك أي حضور لأولئك المستفيدين من نظام علي عبدالله صالح ومن عائلته سوى في صفحات الفيسبوك، ينفثون فيها سمومهم وغلهم، ويعوضون عن هزيمتهم، وخلت صفحات غالبيتهم من أي نشاط ما عدا الاحتفال بأعياد الميلاد الخاصة بهم.
ولأنهم يحاصرون أنفسهم بعيداً عن قضايا الوطن والمواطن اليمني وانخرطوا في الاحتفال بأعياد الحب والمرأة والشعر وغيرها، قرروا قبل اسبوعين الاحتفال بما اسموه “عيد ميلاد الزعيم”، حاولوا بتلك الفعالية نقل نشاطهم من الفيسبوك الى أرض الواقع، غير أنهم اصطدموا بواقع مختلف تماماً، فالزعيم لم يعد هنا ليشاركوه تقطيع التورتة وتقاسم “الكعكة”_ الوطن.
اختفت كل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي كانت تربطهم بالمجتمع واقتصرت حياتهم اليوم على جملة “كل عام وأنت بخير”، الجملة التي يواسون بها بعضهم البعض في الواقع الحقيقي والافتراضي.
ومن باب الانصاف فإن منهم رجال تبنوا قضية اليمن من أقصاه الى أقصاه رافضين للعدوان من أول لحظة، ثابتين على مواقفهم حتى آخر طلقة، لم يربطوا حاضرهم ولا مستقبلهم بأشخاص، ولم تصيبهم أحداث ديسمبر بأي من شظايا الفكر والجدال العقيم.