تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
في اكتوبر العام الماضي استبشرت الكثير من المنظمات الدولية بإدراج التحالف ضد اليمن ضمن القائمة السوداء ، بسبب الانتهاكات التي ارتكبها التحالف بحق اطفال اليمن، ترحيب المنظمات الدولية جاء على خلفية حالة من الاحباط الذي كان يسود بين عدد من المنظمات الحقوقية والانسانية من عدم القدرة على تحصيل اي نوع من انواع الادانة ضد التحالف، الامر الذي اعتبر في حينها اختراقا مهما في الحصانة التي حصل عليها التحالف ضد اي نوع من انواع الادانة.
واليوم اعلن الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني ان التحالف قتل وجرح اكثر من (447) طفلاً منذ إدراجه من قبل الامم المتحدة في القائمة السوداء، وادعاءات التحالف المتواصلة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب المدنيين ، فخلال اليومين قتل واصيب قرابة (11) طفلاً في ثلاث غارات استهدفت المدنيين في تعز وصعدة مساء امس واليوم.
ويرى عدد من الحقوقيين ان ادراج التحالف في القائمة السوداء ، لم يكن إلا من باب المداراة على الفشل الذريع الذي ينتاب اداء الامم المتحدة في تعاملها مع التحالف، حيث ان ادراج التحالف في القائمة السوداء جاء بعد قرابة (10) ايام من اخفاق مجلس حقوق الانسان في دورته (36) نهاية سبتمبر (2017) من تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب الحاصلة في اليمن، رضوخاً لضغوطات امريكية – سعودية ، وهو الإجراء الذي كان يخشاه التحالف نظرا للتبعات القانونية المترتبة على وجود لجنة تحقيق مستقلة، وما سيلحق التحقيقات التي ستجريها تلك اللجنة من إجراءات عقابية قد تطال التحالف.
و يضيف مجموعة من الحقوقيين، أن إدراج التحالف في القائمة السوداء لا يتعدى كونه إدانة اخلاقية، لا يترتب عنها اتخاذ اي عقوبات قانونية ضد التحالف، وان الهدف من هذا الاجراء هو الحفاظ على الهيكل الشكلي لمنظومة الامم المتحدة، المنوط بها الحفاظ على الامن والسلام الدوليين.
معتبرين أن ادراج التحالف في القائمة السوداء يعد بمثابة إجراء تخديري ، لا ينبغي الركون إليه، بل يفترض مضاعفة الجهود الرامية إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في اليمن، خصوصاً أن التحالف استغل تراخي المجتمع الدولي لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعب اليمن، في ظل تحذيرات اطلقها تقرير صادر عن الامم المتحدة نهاية مايو العام الماضي من السعودية والامارات تحاول التستر خلف لافتة (التحالف) للتهرب من المسئولية الفردية عن الجرائم المرتكبة في اليمن.