تواصلا لردود الأفعال حول إعلان وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية في الـ 19 من يناير الجاري، قال المحرر الأول بصحيفة ” نيوز ويك” الأمريكية ديفيد برينان اليوم الاثنين في مقال نشرته المجلة أن ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب هو الهدية الأخيرة لدعم السعودية التي تقود حربًا على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبالمقابل تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة الرئيس المنتخب جو بايدن في مهامه السياسية القادمة والمتراكمة.
وأضاف المقال بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للبلاد الذي يقود الحرب على اليمن، حيث قدم نفسه على أنه مصلح ليبرالي ، لكن سجله السلطوي الوحشي يروي قصة مختلفة.
وتطرق المقال إلى ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس حول دراسة إدارة ترامب التصنيف لبعض الوقت، كونه سيفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن، وسط تلميحات بإصدار تراخيص من وزارة الخزانة للسماح باستمرار المساعدات الأمريكية لليمن وللمنظمات الإنسانية لمواصلة عملها هناك.
تهديد جماعي لليمنيين
في غضون ذلك ، قال بيتر سالزبري ، كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ، إن التصنيف “يهدد بمعاقبة جميع اليمنيين بشكل جماعي من خلال التسبب في مجاعة لها عواقبها الكارثية.
وقال المحرر: تعرضت العائلة المالكة الحاكمة في المملكة العربية السعودية لانتقادات واسعة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ضد النشطاء والمعارضين في الداخل، بالإضافة إلى دعمها للجماعات المتطرفة في الخارج وتدخلها العقابي والدموي في اليمن، ليعد تصنيف الحوثيين كإرهابيين تعبيرًا عن العلاقة الوثيقة بين أمريكا والسعودية، حيث تعهد بايدن بإعادة التقييم بمجرد توليه منصبه.
وأشار المقال إلى أن محمد بن سلمان هو المهندس الرئيسي للحرب الكارثية في اليمن والقمع الاستبدادي الذي يمارسونه في الداخل، حيث يعزز الأمير الشاب سلطته ومكانته كخليفة لوالده المسن ، وهو متهم – من بين أمور أخرى – بالأمر بقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018.
ويضيف المقال بأن ترامب وقف إلى جانب محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي ، حتى أنه وقف إلى جانب ولي العهد بشأن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة، وروج ترامب لصفقات أسلحة كبيرة مع السعودية وعرقل جهود الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة في اليمن.
آفاق جديدة
ولفت المحرر إلى أن محمد بن سلمان وأفراد العائلة المالكة السعودية يواجهون آفاقًا مختلفة تمامًا مع رئاسة بايدن والسيطرة الديمقراطية على مجلسي النواب والشيوخ، ففي نوفمبر الماضي ، قال بايدن إنه ” لن يبيع أسلحة حربية” للسعوديين ، وأنه بدلاً من ذلك سيجعلهم “يدفعون الثمن ويجعلهم ، في الواقع ، منبوذين”.