تحت عنوان ” لا يستطيع اليمن تحمل عام آخر من إفلات السعودية والإمارات من العقاب” نشر موقع ” ميدل ايست مونيتور” البريطاني اليوم الاثنين تقريرًا تطرق فيه إلى معاناة اليمنيين من الحرب السعودية التي تقترب من عامها السابع على التوالي، وقال التقرير إن حجم الضرر الذي سببته السعودية في اليمن كارثي، حيث يتحمل المدنيون الأبرياء وطأة هذه الوحشية.
وأشار التقرير إلى أن قتل المدنيين المتعمد يتصاعد من عام إلى أخر، كما أن سوء التغذية أوصلت البلاد إلى حافة مجاعة كبيرة، حيث وصل عدد الأطفال الذين يموتون دون سن الخامسة في اليمن إلى أبعاد مدمرة، لدرجة أن اليونيسف وصفتها f
الطوارئ” في تقريرها لعام 2020م.
ولفت التقرير إلى أن العام الماضي 2020 في اليمن انتهى بهجوم على مطار عدن الدولي تسبب في مقتل 26 شخصًا وإصابة 60 آخرين، في حكومة (هادي) المختلفة مع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
صمت عالمي
وتابع التقرير: على الرغم من أعمال الحرب التي لا حصر لها والتي دمرت البلاد ، فإن العالم يظل صامتًا ، بل وتواصل بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
وأكد التقرير: أن الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية على اليمن لم تسفر عن قتل وجرح المدنيين فحسب ، بل دمرت منازلهم ودمرت حياتهم وخلقت مناخًا من الخوف في المجتمع.
وتشير التقديرات بحسب استدلال الموقع ، إلى أن هناك 1.5 مليون طفل يعيشون في أكثر المناطق المنكوبة في جنوب اليمن. الأطفال ، في الواقع ، هم من بين أكثر المتضررين من الحرب، حيث لا يزال التحالف يطيل أمد الحرب ويخلق ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم في أفقر دولة في الشرق الأوسط، على الرغم من الدعوات المستمرة للعمل من قبل النشطاء والجمعيات الخيرية وجماعات حقوق الإنسان ، إلا أن العالم لا يزال صامتًا ولكن أيضًا متواطئًا في رفضه للدفاع عن حقوق الشعب اليمني.
ونشر “ميدل ايست مونيتور” بيانات لموقع النزاع المسلح وأحداثه (ACLED) الذي أكد مقتل أكثر من 100 ألف شخص في الحرب، وما قدره برنامج الغذاء العالمي من أن 24 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في حين أن 20 مليونًا ليس لديهم أمن غذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، ومع هذه المستويات المروعة من الفقر ، من المحبط أن يستمر قادة العالم في غض الطرف عن الصراع.
بن سلمان .. تعاليم إسلامية مخالفة
وطالب الموقع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمراجعة ما يقوم به من أعمال وتصرفات وتقييم ما إذا كانت أفعاله تتماشى مع تعاليم الإسلام، فهو وريث لقب ” خادم الحرمين الشريفين” في مكة والمدينة المنورة، فالحرب التي أوصلت اليمن إلى شفا المجاعة والموت يجب أن تكون مدعاة للأسف لولي العهد السعودي لأنها تتعارض تمامًا مع القيم الإسلامية.
وختم التقرير بالتأسف على عدم التجاوب مع دعوات إنهاء الحرب وتنفيذ تدابير لإعادة بناء اليمن، حيث لم تلق كل هذه الدعوات آذانًا صاغية، لقد حان الوقت بالتأكيد للمجتمع الدولي للتحدث والضغط على من هم في السلطة للتحرك الآن لإنقاذ اليمنيين من مزيد المعاناة، فاليمن لا يستطيع تحمل عام آخر من السماح للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتصرف مع الإفلات من العقاب.