ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//
تحت عنوان ” تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية فكرة سيئة” استهل الكاتب الأمريكي “دانيال ل.ديفيس” مقاله أمس الثلاثاء في مجلة “ناشنال انترست” حيث قال: ليس من مصلحة أمريكا أن تُغرق نفسها في مستنقع الحرب على اليمن من خلال التحيز لطرف ضد أخر- ومن السخرية أن نقترح أن مثل هذا التصنيف سيسهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق السلام، من شبه المؤكد أنه سيكون له تأثير معاكس.
وأكد الكاتب أن إعلان وزير الخارجية بومبيو أنصار لله “منظمة إرهابية” لن يُفشل هذا الإجراء في تعزيز المصالح الأمريكية فحسب ، بل سيؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الحرب على اليمن المندلعة منذ عام 2015.
مشيرًا إلى أنه ستتاح لإدارة بايدن فرصة لتصحيح هذه السياسة غير المدروسة ، على أن يكون أفضل مسار للعمل إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في اليمن تمامًا.
ولفت الكاتب الأمريكي في مقاله إلى أن الحرب المستعرة في اليمن أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص حتى اليوم، حيث دمرت الحرب البلاد وأوصلتها إلى درجة لا يمكن تصورها، فما يزيد عن 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية.
وأضاف: هذه حرب مأساوية ووحشية، وهي معركة يجب أن لا تشارك فيها أمريكا، فالحوثيين جزء أصلي من المجتمع المدني في اليمن، ومن أهدافهم منذ البداية أن يحكموا أنفسهم دون تدخل قوى خارجية، كما أنهم ليسوا منظمة إرهابية دولية تسعى لمهاجمة الولايات المتحدة.
واستعرض الكاتب أبرز معوقات قرار التصنيف، حيث قال إن القرار سيعقد الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن؛ كون التصنيف يشمل عقوبات للدول أو المنظمات التي ستتعامل مع الحوثيين.
ثانيًا ، سيجعل إيجاد حل دبلوماسي شبه مستحيل، إذا تم تصنيف أحد الأطراف الرئيسية على أنه منظمة إرهابية ، فلن تتفاوض الأطراف الأخرى معهم. بغض النظر عما إذا كان المرء يحب أو يكره الحوثيين ، فهم جزء من المجتمع المدني اليمني وسيتعين عليهم أن يكونوا جزءًا من أي تسوية تفاوضية.
ونوه الكاتب إلى أن المصالح الأمريكية لا يمكن أن تتضرر إلا من خلال تعميق تورطها في حرب اليمن، وأنه ما كان ينبغي للرئيس السابق أوباما أن يوافق على دعم السعودية عسكريًا في الحرب على اليمن، وكان يجب على ترامب أن لا يُضاعف خطأ أوباما، مؤكدًا أن إدارة بايدن لديها فرصة لتصحيح أخطاء الإدارتين.
فخلال حملته الرئاسية ، أعلن جو بايدن أنه سينهي دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن إذا فاز. لا يزال هناك دعم كبير من الحزبين في الكونجرس لإنهاء دور أمريكا في الحرب ويأمل العديد من الأعضاء البارزين في الكونجرس أن يفي بايدن بوعد حملته الانتخابية.
وبحسب استطلاع رأي للأمريكيين قال الكاتب إن هناك عدد هائل يريدون أن تنهي أمريكا دعمها للحرب، فـ 75 % منهم يرغبون في ذلك.