المصدر الأول لاخبار اليمن

الأطفال النازحون: البحث عن الحياة خارج “التعليم”!!

تحقيق : نورالدين الشرجي: وكالة الصحافة اليمنية في تقرير لمكتب تنسق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة ” UNOCH” تحت عنوان ” إحدى عشر حقيقة حول الأزمة اليمنية ” أكدت إن عدد النازحون داخليا أكثر من 3 ملايين شخص و هم أكثر عرضة للاستغلال و سوء المعاملة و خصوصا الأطفال الذين يمثلون الحجم الأكبر من […]

تحقيق : نورالدين الشرجي: وكالة الصحافة اليمنية

في تقرير لمكتب تنسق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة ” UNOCH” تحت عنوان ” إحدى عشر حقيقة حول الأزمة اليمنية ” أكدت إن عدد النازحون داخليا أكثر من 3 ملايين شخص و هم أكثر عرضة للاستغلال و سوء المعاملة و خصوصا الأطفال الذين يمثلون الحجم الأكبر من النازحين وكان المكتب قد أكد في  تقرير آخر  , صادر في 1 أغسطس 2017 إن أكثر من 2.9 مليون شخص  نازح ,  يمثل الأطفال  منهم  55%  , حيث  يمثل الذكور  منهم 28% و تمثل  الإناث 27% .

رحلة البحث عن الحياة

تبدأ أسرة كاملة رحلة البحث عن الحياة في أحد شوارع العاصمة صنعاء , بعد أن فقدوا منزلهم نتيجة القصف الذي استهدف منازلهم في مديرية” حرض” إحدى مديريات محافظة حجة  وهي مدينة حدودية قريبه من الحدود  السعودية  حيث تبعد حوالي 6 كيلو متر عن خط الحدود مما جعلها سهلة الاستهداف من قبل طائرات العدوان.

تتكون الأسرة من أربعة أطفال , ثلاثة ذكور و فتاة ,زياد ومهند و جميلة وأحمد , نازحوا الحرب , الفارون من الموت إلى الجوع, المنتشون بعذاب النزوح  , الفاقدون للذة الحياة , أسرة كاملة في نهاية “شارع هائل ” اقتربتُ خطوات قليلة , نظرتُ إليهم , كان مهند يؤدي دور الطفل العليل والذي اتضح لي في الأخير أنه لا يعاني من أي شيء ,و إنما يعاني من ألم الحرب , فهم نازحون , تقطعت بهم سبل الحياة لتزداد ظروفهم سوءا , يقول زياد الشقيق الأكبر بالنسبة لأخوته , نحن نرغب أن نتعلم و نرغب أن نعيش أيضا , فالأمر بات صعبا , فإن بحثت عن أحدهم ستخسر الآخر حتما.

الأخوة الثلاثة في سن التعليم إلا أنهم يقضون كل يوم من شروقه إلى غروبه في التسول , يقول مهند أبن السابعة , أرغب بمواصلة تعليمي فمتى ستتوقف الحرب , كانت جميلة الأخت الصغرى في العائلة تبكي بصوت طفولي محزن , عمرها يتجاوز الرابعة فما ذنبها لتصبح مشردة عن منزلها , ويضيف  “زياد “نحن لا نتلقى أي مساعدات إنسانية تذكر ,يعيشون في  حارة “المحوى نهاية هائل” و هي الحارة المكتظة “بالمهمشين” كما  قالوا أثناء الحديث معهم.

منظمات الإغاثة لا تهتم

الأطفال النازحون هم الأكثر ابتعادا عن التعليم لظروف جمة ولعل أهمها ” عدم الاهتمام بهم من قبل منظمات الإغاثة الدولية وكذلك عجز “الحكومة” في ظل الحصار الاقتصادي المطبق على اليمن من تقديم أي شيئ لهم  وهذا ما أكد عليه مكتب تنسق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة ” UNOCH” إن أكثر من 513 ألف طفل نازح لم يلتحقوا بالمدارس نتيجة لأسباب عدة لعل أهمها , الحرب العدوانية وعمالة الأطفال.

عمالة الأطفال النازحون

تمر من شوارع صنعاء في الصباح الباكر لتشاهد الكم الهائل من الأطفال يقومون ببيع المناديل و كذلك الأقلام في الجولات و أمام الجامعة و في مختلف الأماكن العامة , و معظم هؤلاء الأطفال عبارة عن نازحون يقرعون باب الحياة على حساب أحلامهم , يتنقلون من مكان لآخر بحثا عن لقمة العيش, يحبون  الحصول  عليها بالحلال رغم إنهم يجبرون على ممارسة هذه الأعمال  و أثناء البحث و التقصي , وجدنا بائع “السواك ” على مقربة من “برافو سنتر ” في شارع” تعز” حي شميلة ” يقوم ” نايف احمد محمد علي ”  من “المعرص ” المجاوره  “لوادي مور ” محافظة الحديدة البالغ من العمر 15 عاما حسب قوله ,فهو  نازح  ويقيم في باب اليمن يقوم في ببيع ” المساويك ” و يضيف أنا لم أتعلم و لا توجد مدارس في منطقتي و الآن أقوم ببيع “المساويك ” وكذلك أخوتي الأكبر مني يقومون بنفس الشيء , و لبرهة يبدأ بصوته المكلوم أن يحدث عن رغبته عن التعليم قائلا ” أين المدرسة لأتعلم !

إجبار على العمل

و في ظل العدوان لجأ بعض الأباء إلى إجبار أبنائهم على القيام بأعمال لا تناسب طاقتهم و هذا ما أكدت عليه وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال تقاريرها حول عملية إيواء أطفال الشوارع الذين مورس ضدهم كل أنواع الاستغلال ومن ضمنهم الأطفال الذين تقطعت بهم سبل الحياة أم لفقدان أسرهم أو للتخلي عنهم  أو للنزوح.. حيث أشارت تقارير مراكز الطفولة الآمنة التابعة للوزارة ففي العام 2004 تم إيواء 120 طفل في صنعاء و في العام 2011 استفاد اكثر من 116 طفل من مراكز الطفولة الآمنة.

وفي ذات السياق , أكدت منظمة سياج  في تقرير لها أن هناك أطفال يتعرضون للاستغلال بشكل مباشر كالاستغلال الجسدي والعاطفي والجنسي والإهمال.

وأوضح التقرير أن معظم الاستغلال الذي يتعرض له الأطفال نابع من الأهل حيث بلغ عدد الأطفال الأيتام “24” طفل؛ فيما بلغ عدد الأطفال الذي لا يزال أبائهم على قيد الحياة “167” طفل.

وذكر التقرير أن غالبية الأطفال ممن شملهم الرصد تركوا تعليمهم, حيث بلغ عدد المتوقفين عن التعليم “154” طفل فيما بلغ عدد من لا يزال يواصل تعليمه “37” طفل من إجمالي من تم رصده.

وفي جانب متصل ” تنص المادة 108 من دستور الجمهورية اليمنية أن لكل مواطن الحق في تعليم ذي جودة عالية ” فأين تقف الجهات المختصة من الأطفال النازحين الذين تكتظ بهم الشوارع والذين أصبحوا خارج نطاق العملية التعليمية.

الورود النازحة

أنا نازحة كلمة توحي بكم هائل من الألم لا حدود له “في  باحات  “جامعة صنعاء ” كانت “بشاير الزيدي ”  تمارس طلبة الله حد تعبيرها وكان صوتها الرقيق يجول في  سماء الجامعة , كلمات معتادة تحمل ظلما في الروح و انكساره ” لله يا محسنين ” تارة ” و يا مصلين على رسول الله تارة أخرى ” لتختم ذلك بتصدقوا علينا “نحن نازحون “و نرغب في أطعام أخواننا الصغار و دفع إيجار المنزل , بشاير وردة نازحة ” حرمت من التعليم و لجأت إلى ممارسة الموت البطيء,فمن في مثل عمرها كان من المفترض أن تكون في المدرسة, يزداد الألم أن تراها تمارس التسول في صرح علمي كانت ترغب أن تكون طالبه فيه بعد أن تكبر كما أشارت هي أثناء الحديث معها.

بصمة كئيبة

وفي دراسة قام بها ” سمير الشميري” في العام 2012 تحت عنوان التسول بصمة كئيبة في جبين المجتمع, أكد فيها إن الجهل أو الأمية  يشكل أكثر من 70% من سكان اليمن وأن الأطفال غير ملتحقين بالمدارس يمثلون 46%.

وفي تقرير لمنظمة “اليونسف” في 1 مارس 2017 أكدت فيه أن مليوني طفل في خارج التعليم، وذلك نتيجة تأثر التعليم بأعمال العنف  بشدة و لم  يعد من الممكن استخدام ما يصل إلى 1600 مدرسة بسبب تعرضها للدمار الكلي أو الجزئي أو استخدامها لاستضافة الأسر المشردة أو التي تشغلها الأطراف المتحاربة  ولا يستطيع نحو 350 ألف طفل مواصلة تعليمهم.

قد يعجبك ايضا