تطرقت وكالة “الأناضول” التركية اليوم الأربعاء إلى زيارة رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا عيدروس الزبيدي إلى روسيا واحتفاء المجلس بهذه الزيارة.
وقالت الوكالة إن هدف الزبيدي من الزيارة هو استعادة دولة الجنوب، على الرغم من تأكيدات روسية سابقة أنها ضد الانفصال ودعمها لوحدة اليمن.
وعلى الرغم من وصف موسكو للزيارة بأنها ” عمل” بالغت وسائل الإعلام التابعة للانتقالي بالاهتمام بتلك الزيارة واعتبرتها نجاحًا دبلوماسيًا في سياق الانفصال.
من جهة ثانية شكك مسؤولون في (حكومة هادي) في زيارة عيدروس إلى روسيا وقوبلت هذه الخطوة باعتراضات، خاصة وأن أهدافها غامضة.
مختار الرحبي مستشار وزارة إعلام (هادي) قال في تغريدة على حسابه في توتير إن هذه الزيارة تُعد خرقًا جديدًا لاتفاق الرياض من زعيم التمرد.
وتضيف ” الأناضول” بحسب مراقبين يمنيين أن المجلس الانتقالي يود تذكير روسيا بدورها السابق في اليمن، وأن زيارته إلى موسكو تأتي في سياق محاولة كسب موقف روسي داعم لتوجهاته الانفصالية، مقابل منح موسكو بعض الامتيازات الاقتصادية والعسكرية في جنوبي اليمن.
توجس انتقالي
بدوره، قال الكاتب السياسي اليمني، “يعقوب العتواني” للأناضول: “لا يوجد ما يبرر ذهاب الانتقالي إلى موسكو، بعد أن دخل في التشكيل الحكومي الجديد، وأعلن عزمه المضي قدما في الالتزام باتفاق الرياض”.
وأضاف: “المجلس يتوجس من المستقبل القريب، ولا يطمئن لواقع ما بعد اتفاق الرياض، ويشعر أن السعودية لن يكون في وسعها التهاون أكثر بخصوص الأوضاع في الجنوب، وأن ذلك قد يحد من خياراته على الأرض”.
ورأى “العتواني”، أن “المجلس الانفصالي (الانتقالي) يطمح إلى توسيع تحالفاته الخارجية من أجل قدرة أكثر على المناورة السياسية والعسكرية”.
وأشارت الوكالة إلى بداية تأسيس المجلس الانتقالي في 2017 حين سيطر على محافظة عدن وسقطرى إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى، حيث استمر الصراع بينه وبين (حكومة هادي) ليتم تشكيل حكومة جديد مكونة من 24 وزيرًا بناء على اتفاق الرياض.
لتؤكد ” الاناضول” أنه حتى اليوم، لم يتم إحراز تقدم كبير في مسألة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، خصوصا دمج قوات الجيش والأمن التابعة لـ (لحكومة والمجلس الانتقالي، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع).
وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من 6 سنوات، أودت بحياة 233 ألفا، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.