تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
لا تتوقف الأحداث “المؤسفة” في تعز.. المناطق التي يسيطر عليها مسلحي التحالف تحولت إلى ساحات صراع عنيف خدمة لأجندات “خارجية” أهدفها معروفة:” التضحية بتعز” وجعلها حاضنة للعصابات والمجرمين وتنظيمات كالقاعدة وداعش، هذا داخل المدينة، أم خارجها أي على امتداد الساحل الغربي فقد منعت قوات التحالف أي مسلح تعزي من حتى مجرد التفكير في الاقتراب منها.
وكالة الصحافة اليمنية في عديد تقارير وقراءات تحليلية استباقية عن المخططات الخبيثة للتحالف والتي تستهدف تعز وأبنائها، وكيف أن الإمارات خططت لإنشاء جماعات وفصائل مسلحة وجندت شخصيات “تعزية”، وقدمت لهم دعماً مالياً ولوجستياً سخياً ..والغاية دائماً تفجير الأوضاع داخل مدينة سلمها بعض أبنائها طوعاً لمغتصب غازي ومجرمين هتكوا أمنها وسلامها وحولوها إلى مدينة مستباحة ، قدمت كقربان في مذبح أطماع قيادة التحالف وخاصة “الإمارات”.
والآن قررت الإمارات تطويق تعز خاصة حزب الإصلاح عبر وضع حزام أمني بالإضافة إلى أنباء من مصادر موثوقة تؤكد أن الإمارات تقوم بالبحث عن جنود الحرس ما قبل 2010 وتغريهم بالمال ثم تأخذهم إلى عدن.
هذه المهمة هي الأخيرة في مخطط عملت الإمارات عليه منذ أكثر من عامين، ولأهميتها فقد أشرف عليها بصورة مباشرة قائد إماراتي كبير وصل إلى تعز صباح اليوم.
وقد سبق وصول القائد الإماراتي ترتيبات حثيثة ، ضمن خطة انتشار أمني في عدد من مديريات محافظة تعز التي يسيطر عليها مسلحي التحالف، تسير في طريق القضاء على “الإصلاح” بمليشياته وقياداته السياسية وحتى المتفرغة للخطابة في المساجد.
خطة الانتشار الأمني التي وضع لها مبرر “محاربة الإرهاب” بحسب عادة الإمارات في معاركها ضد الإصلاح في حضرموت وشبوة، سٌخر لها 4 ألف مجند من منتسبي الحرس الجمهوري والأمن المركزي، تم تجميعهم أولاً في معسكر بدر في عدن ثم نقلوا إلى معسكر تدريبي في مديرية التربة.
وقد استطاعت الإمارات تجميع كل خصوم الإصلاح وجعلهم يعملون تحت إمرتها كحمود خالد الصوفي الذي أدار وما زال الخطة الإماراتية من أبوظبي، مسنوداً بطارق صالح وأبو العباس ومسلحيه الذين هم خليط من سلفيين متشددين ومن تنظيمي داعش والقاعدة بالإضافة إلى الناصريين.. فيما يلعب أمين أحمد محمود المحافظ المعين بضغوط إماراتية دوراً بالغ الأهمية وطبعاً كان المؤتمر الشعبي العام حاضراً بقوة ومنذ بداية المخطط الإماراتي عبر عارف جامل.
وكشفت مصادر عسكرية أن القوات الإماراتية اتخذت من منطقة ” الصنة” مقرا لإنشاء قاعدة عسكرية لها في مديرية “المعافر” جنوب غرب مدينة تعز.
وأكدت مصادر عسكرية مطلعة عن تخلي عدد من القيادات العسكرية عن ما تسمى بشرعية الرئيس المستقيل ” هادي” بينهم قائد محور تعز “خالد فاضل” وقائد اللواء 35 مدرع “عدنان الحمادي “، لافتا بأن المحافظة ستدخل مرحلة جديدة من الصراع وتحويلها إلى ساحة معركة واقتتال لا يحمد عقباه، وذلك بعد أن استطاعت القوات الإماراتية فرض سيطرتها على كافة المحافظات الجنوبية.
مبينا أن القوات الإماراتية اتخذت من مقر نادي” الصنة” في مديرية المعافر، والأقرب لها من ايجاد لها منفذ عبر مديرية موزع إلى المخا الساحلي، واتخاذ “المعافر” مركز لقيادة القوات الإماراتية، وخصصت الصالة الرياضية في النادي مركز للعمليات العسكرية، ومن جبل ” حريم” موقع للدفاع الجوي.
وقد جاءت زيارة قادة إماراتيين إلى تعز في إطار ترتيباتها سرية لكن محاولة التعتيم الاعلامي عليها لم تنجح وقد تزامنت مع ارتكاب طائرات التحالف لمجزرة راح ضحيتها أسرة كاملة في مديرية الصلو.
الناصريون حاول تسويق الزيارة على أنها تأتي في سياق الاطلاع على معرفة الجبهات القتالية جنوب تعز، لكن الناشطين الاصلاحيين ردوا عليهم سريعاً حيث ربطوا بين الزيارة والضربات التي حصدت – بحسبهم – في الفترة الأخيرة الكثير من المدنيين وحتى من العسكريين التابعين للرئيس المستقيل هادي.
واعترض الاصلاحيين على عدم تنسيق القادة الإماراتيين مع الجهات المعنية التي سموها القيادة المحورية للجيش في تعز، بدل تجاوز التراتبية الهيكلية والتنسيق المباشر مع عدنان الحمادي قائد اللواء 35 بدون اشعار محور تعز الذي يقع تحت نطاقه اللواء.
واشتكى الاصلاحيين من تجاهل قياداتهم من قبل قيادة التحالف وخاصة الإمارات، وتعامل تلك القيادات مباشرة مع كتائب أبو العباس منوهين أن هذه الطريقة ذاتها التي تعامل بها في عدن وأسست لمليشيات خارج الشرعية أضحت الأن أداة للتحالف في اضعافها وابتزازها – على حد قول الاصلاحيين -.
الضباط الإماراتيون دخلوا تعز ترافقهم مدرعات أبو العباس واستقبلهم العميد عدنان الحمادي والغرض إنشاء حزام امني إماراتي ، وقد حاولوا جعل تلك الزيارة سرية ومنعوا تداول أخبارها وتصوريها، إلا أنها كشفت سريعاً وانكشف معها أن جاءت علم القيادات العسكرية التابعة للإصلاح والموالية لهادي ودون تنسيق رسمي عدا التواصل قائد اللواء 35 والحزام الأمني في لحج .
وكان العميد الحمادي قد كشف في وقت سابق عن وجود خطة متفق عليها مع الامارات وانه تلقى دعما سخيا (اموال وأسلحة وذخائر) لتنفيذ هذه المهمة .
وفي حين صعدت هذه الزيارة من حدة الخلافات بين الاصلاحيين والناصريين، يبدو أن المناطق التي يسيطر عليها مسلحي التحالف في تعز ستدخل مرحلة كارثية بصورة أكبر من تلك التي عاشتها في الفترة السابقة.. يؤكد ذلك خطاباً تحريضي يتبادله الخصوم الذين وحدتهم “العمالة” تحت إغراء أموال التحالف التي هي ذاتها فرقتهم وجعلتهم يتناحرون كسباً لرضا محتل سيعبر إلى أهدافه الاستعمارية فوق جثثهم التي دفع ثمنها سلفاً..!