من خطابه المتلفز الليلة.. يبدو ان الرئيس الامريكي ” جون بايدن” سيقود مشروع الحرب الناعمة في أوساط الشعوب العربية..
اذ انتهت مرحلة الحرب الخشنة العسكرية التي قادها “ترامب” وحتى انتهاء الفترة الرئاسية لبايدن.. وهي مرحلة فقط. ستليها مراحل اخرى فالعدو مسخ دموي لا يتوقف مشروعه الاستبدادي والاستعماري عند حدود معينة..
الصهيونية العالمية تضع رؤساء امريكا دائما لتنفيذ مشاريع عدائية فقط.. وكل رئيس يتم اختياره بما يعكس انسجام شخصيته وقدراته مع المشروع الذي يحمله..
الوجود والهيمنة الامريكية في المنطقة العربية صارا مهددين بالتلاشي.. وذلك ما اكدته دراسات استراتيجية للمعاهد الامريكية والاوروبية مؤخرا.. اذ تضاعف سخط الشعوب العربية والاسلامية ضد امريكا واسرائيل وحلفائهما في المنطقة نتيجة ما الحقتاه بالمنطقة من دمار واحدثتاه من ازمات اقتصادية وسياسية وامنية وعسكرية. وبالمقابل تضاعفت شعبية محور المقاومة وازداد هذا المحور قوة وصلابة وصعودا الى الصدارة..
الامر فاقم القلق الامريكي الصهيوني من خسارة الساحة العربية والاسلامية واستمرار سقوط نفوذهم.. لذا ظهر بايدن الليلة حاملا رسائل سلام للشعوب الاسلامية.. اعلن عن مذكرته برفع الحظر الامريكي المفروض على المسلمين.. وفي ذلك خطوبة ود..
واعلن وقف الدعم الامريكي للحرب العسكرية على اليمن ووقف بيع السلاح الامريكي للسعودية..
وهذا القرار ليس فيه من الجدية شيء بقدر ما هو مراوغة سياسية وفرصة لاستراحة محارب ودراسة الخيارات القادمة بروية.. ومزيد من الضغط النفسي على النظام السعودي لاحتلابه اضعاف ما احتلبه ترامب مؤخرا.. وايضا لإيجاد مسارات اختراق ناعم لصنعاء.. وضمان عودة الادوات الامريكية التي حاربت أنصارالله في سنوات سابقة الى اليمن ابتداء بحسين الاحمر وانتهاء بآخرين.. وفتح مسار جديد لنشاط منظمات المجتمع المدني الدولية وبناتها المحلية في مختلف المدن اليمنية لتكون هذه الادوات والمنظمات مجددا ولمرحلة قادمة هي الثقب القذر الذي ينفذ من خلاله مشروع الحرب الناعمة الى الاوساط اليمنية بقوة ووسائل اكثر خطورة من ذي قبل.. سيما ان العدو الامريكي وجد نجاحا ملموسا خلال السنوات السابقة في نشاطه الاستخباري لاختراق قيادات سياسية في صنعاء بعضها القليل محسوبة على انصا ر الله سياسيا فقط. وبعضها الاخر حليفة لانصار الله وافاد منها كحاضن للفوضى الناعمة والفساد السياسي والاداري الذي ضج منه المواطنون مؤخرا في مناطق نفوذ وسيطرة انصار الله..
وخطورة هذا المشروع تستدعي من صنعاء ورجالاتها السياسيين والامنيين والعسكريين الشرفاء والمحصنين بالوعي القرآني والرؤية العميقة الحكيمة ان يستنفروا حواسهم ومضاعفة حذرهم ووضع ألف حساب لكل خطوة يخطونها في المرحلة المقبلة.. سواء على صعيد العلاقات الخارجية. او محادثات السلام. او على الصعيد السياسي عند اتخاذ القرار الداخلي واختيار الشخصيات القيادية سياسيا واقتصاديا وامنيا بما يضمن مزيدا من الحصانة العصية على الاختراق.. وايضا الحذر الشديد في اتخاذ قرار التعامل مع ملف العائدين الى اليمن من القيادات التي سبق لها ان قاتلت انصار الله خلال مراحل سابقة. أو خلال سنوات العد وان ودراسة شروط العودة بدقة وصرامة في التنفيذ..