خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
تزداد المناطق الواقعة تحت الاحتلال غرقاً في بحور الصراعات الدامية، فلا يبدو أن هناك جهة محددة تستطيع تحمل المسئولية امام المواطنين، الذين يسقطون سهواً في الشوارع برصاص الاشتباكات بين الفصائل المتناحرة.
في عدن تحاول حكومة بن دغر ان تصارع بيأس لإثبات شرعية إحترف الجميع إهانتها، لتبقى تلك الحكومة في حالة قلق، تخوفاً من نزق هذا الطرف او ذاك، وسط بحر من المواقف المتضاربة بين دول الاحتلال واتباعها.
وبين شرعية هادي الممزقة بين الطرد الإماراتي، والإستغلال ( السعودي – الإصلاحي) تحاول كل جماعة إثبات سيطرتها على حساب بقية فصائل التحالف.. وفي كل مرة يعتقد هذا الفصيل أو ذاك أنه أصبح قوة تحسب لها الحسابات، يفاجئ بين عشية وضحاها انه ليس أكثر من لعبة يمكن لدول الاحتلال الاستغناء عنها دون أي اكتراث.
في عدن أيضا يتخذ المجلس الانتقالي وضعاً عصابياً، بعد أن سلبه الاحتلال الاماراتي احساس الشعور بالتفوق، بعد مصادرة محافظة الضالع من يد الانتقالي ونشر قوات الحزام الامني التابعة للإمارات خلال الشهر الماضي، مجبرة المجلس الانتقالي على الانصياع ،في حين لم تتجاوز ردة فعل “الانتقالي” تصرفات الخاضع الذي لا يعني تذمره شيئاً لاحد.. بينما مثلت عودة بن دغر مساء الخميس الماضي إلى عدن ضربة جديدة للمجلس الانتقالي بعد ان كان قد اعلن طرد حكومة بن دغر من عدن بلا رجعة إثر عملية السيطرة على الوية هادي بعدن اواخر يناير الماضي، وهي صفعات دفعة المجلس الانتقالي إلى مربعات الدفاع الاجبارية عن شعوره بالزهو عبر التوعد بطرد حكومة بن دغر لاحقاً، في محاولة استعراضية من الانتقالي الضعيف ضد الحكومة المستضعفة.
إلى الشمال قليلاً وفي محافظة تعز لا يبدو الوضع افضل حالاً، بعد أن حرك حزب الاصلاح جموع كبيرة من ابناء المحافظة في تظاهرة حاشدة تعتبر حصيلة اشهر من التصريحات النارية الصادرة من قبل حزب الاصلاح ضد التوجهات الاماراتية بإنشاء قوة حزام امني في تعز، وتعيين طارق صالح قائداً عسكرياً داخل المحافظة، التي يسعى “الاصلاح” لامتلاكها حق حصرياً ، خصوصاً وأنه بات يعتبر نفسه الوريث لشرعية هادي المتهالكة، مما ينذر بإغراق تعز بالمزيد من بحور الدم بين الفصائل المؤيدة والمعارضة للوجود الاماراتي في المحافظة، في ظل وجود تشكيلات من جماعات القاعدة وداعش المتربصة ، لتنفيذ برامج دامية ضمن اجندة واشنطن الراعي الاكبر للإرهاب في العالم.
وتشير ايقاعات الاحداث في تعز أن المحافظة ستشهد في الفترة القادمة حملة اغتيالات بين فصائل (السعودية – الاصلاح) من جهة وفصائل الاحتلال الاماراتي من جهة اخرى، من خلال تصريحات التوعد التي تبادلتها قيادات الطرفين بالتصفية، كان فرسانها ياسر العزي نائب ابي العباس من الفريق التابع للإمارات، وعدد من القيادات التابعة لحزب الاصلاح.
ولعل الضعف الذي اتسم به هادي منذ استلامه مقاليد الحكم في العام (2012) سيلقي بضلاله على كافة المناطق الواقعة تحت الاحتلال، فلا صوت يعلو فوق صوت الاحتلال .