يجمع اليمنيون قاطبة منذ عقود، أن أمريكا وإسرائيل هما مسخا هذا العصر، وأن مخططاتهما ومشاريعهما ستطول كل البلدان العربية والأقطار الإسلامية، ويدرك اليمنيون يوماً بعد يوم، كيف تتوسع رقعة أجنداتهما من العرب المنبطحين الذين ليس لهم من العروبة والدين سوى حروف الاسم.
وعلى هذه الثقافة العميقة والإدراك العالي بالقضية، يتحرك اليمنيون وهم يقارعون تحالف العدوان للعام الرابع على التوالي، ويوجهون رسالتهم اليوم للمحايدين والمبررين للتحالف، بأن الأقنعة أضحت مكشوفة، والكل أدرك ما الذي يجري في سوريا منذ سبعة أعوام، ويعلم أن أدوات أمريكا عندما فشلت وباتت في رمقها الأخير، اضطر الحلف الثلاثي بقيادة واشنطن للتدخل المباشر وتحقيق ما عجزت عنه تلك الأدوات، لكن اليمنيون يؤكدون بمنتهى اليقين أنهم لن يستسلموا لتحالف العدوان، وسيهزمونه.
صورة عامة
يعكس العدوان الثلاثي على سوريا الشقيقة، الصورة الواضحة التي باتت عليها منطقة الشرق الأوسط ويمتد تأثر انقسامها إلى العالم والدول الكبرى، حيث يتجلى ذلك الانقسام في مجلس الأمن عندما تتصل مشاريع جلساته بقضايا الشرق الأوسط، وقد أكدت ردود الفعل العربية والإقليمية تجذّر المحاور، وانقسام المنطقة العربية إلى محورين: محور مقاوم وآخر ” أمريكي يحمل زوراً مسمى “الاعتدال”. اليوم، يعيد العدوان الثلاثي على سوريا إلى الأذهان العدوان الثلاثي على مصر عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر الشهير بتأميم قناة السويس، واشترك في العدوان آنذاك أمريكا وبريطانيا و “إسرائيل” وجميعهم استهدفوا إجهاض نصر حقّقه بلد عربي، وكما انتصرت مصر على العدوان الثلاثي في عام 1956م واحتفظت بقناة السويس قناة مصرية خالصة، استكملت سوريا انتصارها على المجموعات التكفيرية، وعقب العدوان بساعات باشرت قواتها دخول مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تمهيداً لإعلان الغوطة الشرقية لدمشق منطقة محررة بالكامل من قبل قيادة الجيش السوري.
تنديد شعبي ورسمي
أعرب اليمنيون عن غضبهم الشديد واستنكارهم الواسع للعدوان على سوريا، جاء ذلك في بيانات متتالية من الجانب اليمني الرسمي، وكل الأحزاب والمكونات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، جميعها نددت بالعدوان واعتبرته اعتداءً سافراً على بلد ذي سيادة.
ففي بيان لها أدانت الخارجية اليمنية العدوان، واعتبرته انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، محذرة من تداعيات هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة، ومستنكرة الأفعال المشينة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بالتدخل في شؤون الدول ومحاولة فرض الوصاية عليها.
“أنصار الله” تدين
أدان المكتب السياسي ﻷنصار الله العدوان الثلاثي على سوريا والذي يأتي في إطار استهداف كل المناهضين لمشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية في المنطقة، وقال بيان صادر عن المكتب ” إن العدوان على سوريا دعم صريح للكيان الصهيوني الغاصب، ومساندة واضحة للتنظيمات الإجرامية، ويعتبر شهادة واضحة للموقف المشرف لسوريا بأنها خارج الفلك الأمريكي الصهيوني، وأشار البيان إلى أن بعض زعماء المنطقة يتسابقون للخنوع للأمريكي وبيع القضية الفلسطينية في انبطاح مخزٍ للأجنبي المحتل، مؤكداً الوقوف صفاً واحداً مع سوريا في مواجهة العدوان الذي يعتبر عدواناً على كل الأمة، ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى رصّ الصفوف لضمان تحقيق التطلعات في مستقبل من العزة والكرامة والاستقلال.
الأحزاب السياسية اليمنية
الأحزاب السياسية في اليمن أدانت العدوان الثلاثي على سوريا، معتبرة أنه انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري، وأكدت الأحزاب في بيان لها حق سوريا المشروع في التصدي لهذا العدوان الأمريكي الفرنسي البريطاني بكل الوسائل الممكنة، وقالت: “إن هذه الهجمة العدوانية تأتي خدمة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة وفي سياق الأطماع الغربية وفرض هيمنتها على المنطقة العربية”. كما جددت الأحزاب مواقفها الثابتة مع سوريا قيادة وشعباً، داعية شعوب العالم وقواها الحية لإبراز مواقفها الحرة المنددة بهذا العدوان.
بيت القصيد
يأتي العدوان على سوريا الشقيقة ليكشف حالة الاهتراء الكبيرة في ردة الفعل العربي بين العدوان الثلاثي على مصر 1956م والعدوان الثلاثي على سوريا 2018 م ، ويزيل ما تبقى من الطلاء بوجه أنظمة حملت شعار الإسلام وادّعت الدفاع عن فلسطين، ويؤكد انقسام المنطقة إلى محورين لا تلاقي بينهما، محور المقاومة والممانعة للمشاريع الأمريكية والصهيونية الهدّامة، والذي يواصل حصد الانتصارات من سوريا إلى العراق واليمن، ومحور انكشف عنه القناع لا يتورع عن بيع فلسطين ودفع الأموال لسفك دماء العرب وتقديم الخدمات المجانية للعواصم الغربية، منسلخاً عن الدين والهوية.