تحليلات//وكالة الصحافة اليمنية/
“ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”، هذا ما جاء في مستهل تقرير الاستخبارات الامريكية الذي تم نشره يوم امس الجمعة، حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو تقرير اذا لم يقتل إبن سلمان سياسيا، فإنه سيُصيبه بشلل رباعي سياسيا، يجعله عاجزا عن ممارسة مهامه، وسيكون حينها بحاجة الى أمريكا لتدير له شؤون بلاده في حال اصبح ملكا.
من أطلق التقرير الامريكي، لم يكن يهدف الى الإجهاز على ابن سلمان وإنهاء حياته سياسيا والى الابد، فقد تعمد منحه فرصة للعيش ولكن في حالة شلل تام، فإن نجح الامريكي في إستغلال هذا المشلول في تحقيق جميع اهداف امريكا و”اسرائيل”في المنطقة، سيكون هو المطلوب، ولكن اذا لم يستشعر إستجابة سريعة وسريعة جدا من المشلول، عندها ستكون عملية إستبداله بـ”أمير” أكثر شللاً في غاية السهولة.
من السذاجة، ان يعتقد المرء ان الرئيس لامريكي جو بايدن يضحي بإبن سلمان، الفتى الذي اثبت عمليا، حتى قبل التقرير، أنه اطوع للامريكيين من بنانهم، وانهم ليسوا بحاجة الى شله ليكون في خدمتهم وخدمة المخططات الاسرائيلية، من اجل “حقوق الانسان” ومن اجل خاشقجي، فأمريكا على إستعداد ان تبيد شعوبا بأكملها من اجل مصلحتها ومصلحة “اسرائيل”، ولكن كل ما يطلبه بايدن من وراء نشر التقرير، هو تنظيم ايقاع حركات هذا الشاب النزق مع السياسة الامريكية، فرعونة إبن سلمان هي التي تفسد على أمريكا سياستها، وليس فكر او نوايا إبن سلمان، فالرجل لا يقصد ان يعكر صفو الماء على الامريكيين، عندما يستخدم السلاح الامريكي بشكل فظيع في اليمن ضد المدنيين، او عندما يأخذ رئيس وزراء لبنان سعد الحريري رهينة ويهينه ويضربه ويجبره على تقديم استقالته من الرياض، او عندما يخطط لغزو قطر او محاصرة الكويت، او عندما يزج بامراء ال سعود بالجملة الى السجون، فهو يعتقد ان هذه الاجراءات ستصب في المحصلة النهائية في مصلحة امريكا و”اسرائيل”، عندما يكون هو، الاكثر استعدادا لخدمة امريكا و”إسرائيل”، الآمر والناهي، ليس في السعودية فقط بل في المنطقة برمتها.
لم يكن بمقدور ابن سلمان ان يتجاوز اعمامه وابناء عمومته، من هم اكثر منه سنا وخبرة وخدمة لامريكا و”اسرائيل”، وان يتسلق على اكتاف ابيه الى منصب ولي العهد، رغم عدم بلوغ الثلاثين من العمر، دون ضوء اخضر امريكي، بعد ان اظهر استعدادا كبيرا، لتنفيذ كل ما يطلبه السيدان الامريكي والاسرائيلي، ولكن اندفاعه وتعطشه للسلطة، جعلته يُفسد على اسياده بعض جوانب مخططاتهم، فكان لا بد من تأديبه، فجاءت جريمة خاشقجي المروعة، لتضع بيد المربي، سوطا لتلهب به ظهر ابن سلمان، لتحد من تهوره ونزقه.
منذ اليوم الاول التي ارتكب فيه ابن سلمان جريمة قتل خاشقجي، وامريكا تعلم بكل تفاصيلها، وكانت تراقب تصريحات ابن سلمان ومواقف اعلامه، التي بدأت بإنكار وجود خاشقجي بالقنصلية السعودية في اسطنبول، ومن ثم اعترفت بدخوله القنصلية إلا انه خرج منها، ومن ثم تبدلت لتتحدث عن تهجم خاشقجي على الاشخاص الذين كانوا يحققون معه، فارادوا اسكاته، الا انه قتل بطريق الخطأ ، الى الاعتراف صراحة بقتله عمدا من قبل فريق لم يتقيد بالتعاليم!!، وصولا الى اعتراف ابن سلمان بانه يتحمل جانبا من المسؤولية، لان الجريمة ارتكبت في عهده!!، فسلوكيات ابن سلمان الغريبة هذه، هي التي دفعت امريكا الى استغلال جريمة قتل خاشقجي، لوضع يدها على القرار السعودي بالكامل، إما بوجود شخص إبن سلمان المشلول سياسيا، وإما بوجود “أمير” آخر، ستمُن عليه امريكا باعتلاء عرش السعودية، وفي كلا الحالتين، ستكون السعودية في جيب “اسرائيل” قبل ان تكون في جيب أمريكا.
المصدر: قناة العالم