تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
يواجه الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عاصفة من الانتقادات في الإعلام والكونجرس بعد تجنب فرض عقوبات على ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بعدما خلص تقرير للاستخبارات الوطنية الأمريكية أن الأمير السعودي وافق على خطف أو قتل الصحفي “جمال خاشقجي” في مدينة إسطنبول التركية عام 2018، من أجل اعتقاله في السعودية.
ويٌتهم “بايدن” بأنه يتبع نهجا براجماتيا وليس مثاليا كما وعد قبل فوزه بالانتخابات الأمريكية بأن تكون حقوق الإنسان والمحاسبة على رأس أولوياته.
وجاءت الخيبة من “بايدن” بعد حديثه عن جعل السعودية “منبوذة” لسجلها في حقوق الإنسان والحرب مع الجارة اليمن.
وفي افتتاحيتها، طالبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الشهيرة “بايدن” بألا يمنح “بن سلمان” ورقة البراءة، معتبرة أن الأخير مذنب بقتل “خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
من جانبه؛ قال الكاتب البارز في صحيفة “نيويورك تايمز”، “نيكولاس كريستوف” إن “بايدن” ترك قاتل صديقي (في إشارة لخاشقجي) يفلت من العقاب، مضيفا أن “بايدن” استخدم كلمة “اختنق” بعد قراره نشر التقرير ووصف ما فعله بـ”رسالة ضعيفة”.
فيما قال “آدم شيف”، عضو مجلس النواب الديمقراطي، إن الأمير “يداه ملوثتان بالدم” ويجب أن يواجه عواقب عمله.
برجماتية وفشل
ولفت مراقبون في تصريحات إعلامية أن قرار “بايدن” وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن وتعليق صفقات السلاح، ونشر التقرير بدون توجيه عقوبات لولي العهد تعكس براجماتية لا مثالية.
ويعتقد الكثيرون أن بايدن أكتشف أنه لا يستطيع تهميش حليف يريد تعاونه في استقرار أسواق النفط ومحاربة الإرهاب والتعاون ضد إيران.
وفي هذا الصدد قال “دامير ماروسيك” من المجلس الأطلنطي، إن مشكلة “بايدن” أن كل توقعاته التي وضعها عن السعودية وولي عهدها كانت خطأ.
وأضاف أن لغة “بايدن” عن السعودية قدمت انطباعا بأنه سيتخذ موقفا قاسيا، وما حصلنا عليه كلام متشدد حول حقوق الإنسان بدون تحركات.
ونقلت تقارير عن مصادر سعودية قولها إن تعليق “بايدن” لصفقات السلاح للسعودية “إجراء رمزي” لأن نسبة 99% منها وصلت.
العلاقات البريطانية السعودية
على الصعيد البريطاني؛ رأت صحيفة “تايمز” في تقرير لها أنه كان من المفترض أن يضع تقرير الاستخبارات الأمريكية ضغوطا على لندن لإعادة النظر في علاقتها مع الرياض.
غير أن دبلوماسيين بريطانيين وسعوديين، أكدوا أن التقرير لن يترك أي تغيير يذكر، لأن التعاون العسكري والأمني بين البلدين مهم جدا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سعودي قوله إن المملكة دفعت الثمن في سمعتها في بريطانيا وتجاوزت الحكومة الأمر.
وتابعت: “غير أن إعلان بايدن إعادة ضبط العلاقة مع السعودية يضع تحديا أمام الحكومة البريطانية، إن مضي بالفعل في تنفيذه.
فلو لم تفرض الحكومة البريطانية عقوبات جديدة أو تعلق صفقات السلاح، فستعرّض علاقاتها مع حليفها الأمريكي للخطر.
وقال “مايكل ستيفنز” من المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن، إن بريطانيا: طالما مارست رقصتها العجيبة عندما تعلق الأمر بموضوع خاشقجي والسعودية.
وقالت “سنام وكيل” مديرة برنامج الشرق الأوسط في “تشاتام هاوس” إن بريطانيا فيما بعد البريكسيت تحاول استخدام علاقاتها القوية مع شركائها في الخليج، وعندما تسنح الفرص التجارية لها.
ولا تتوقع “سنام” إعادة ضبط في السياسة البريطانية مع الخليج، لكن لو اتخذت إدارة “بايدن” نهجا قويا في موضوع حقوق الإنسان فستتبعها بريطانيا