قال الكاتب كيم سنغوبتا إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف قرار الحكومة البريطانية بتقليص مساعدات اليمن بأنه “حكم بالإعدام”، ولفت أيضا إلى تحذير وزير التنمية الدولية السابق في حزب المحافظين أندرو ميتشل من أن ذلك القرار “سيحكم على مئات الآلاف من الأطفال بالجوع”.
وعلق في مقاله بصحيفة “اندبندنت ” البريطانية اليوم، بأن هذه هي المرة الثانية التي تقلص فيها بريطانيا التمويل للدولة الممزقة. وكانت قد تعهدت بمبلغ 200 مليون جنيه إسترليني في عام 2019، وما لبثت أن قلصته إلى 160 مليون في العام نفسه، ثم انخفض الدعم إلى 87 مليونا.
وأشار سنغوبتا مستهجنا إلى أن إعلان تقليص المساعدات جاء على لسان مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية جيمس كليفرلي في مؤتمر تبرعات افتراضي للأمم المتحدة، مباشرة بعد إعلان وزير الخارجية دومينيك راب أن بريطانيا ستكون “قوة للخير في العالم”، فيما يتصل بتمويل برنامج كوفاكس (مبادرة عالمية للتوزيع العادل للقاحات كورونا)، ولفت إلى أن تبرير الحكومة لخفض الدعم هو أن الوباء “خلق حالة مالية صعبة لنا جميعا”.
وأردف الكاتب أن ذلك التقليص يعني في حالة اليمن حجب المساعدة من منطقة تسببت فيها الحرب إلى جانب وباء كورونا والفقر بعواقب وخيمة، حيث يعتمد 20 مليون شخص، على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء بعد أن لقي أكثر من 100 ألف مصرعهم خلال الحرب التي تشنها السعودية وتشرد 8 ملايين ويعاني مليونا طفل من سوء التغذية الحاد.
وتابع الكاتب بالقول: بأن خفض المساعدات لن يؤدي إلى زيادة المعاناة فحسب، بل إن الأموال التي تُوفر لن تمنع الضرر الذي سيلحق بالسمعة نتيجة لمثل هذه الخطوة، كما علق وزير الخارجية البريطاني السابق جيريمي هانت بأن “التخلي عن بلد وشعب منسي لا يتفق مع قيمنا ويضعف قوتنا الأخلاقية ويقلل من تأثيرنا”.
وألمح سنغوبتا إلى قول الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، الذي سحب دعمه للسعودية في حرب اليمن وفرض قيودا على مبيعات الأسلحة إليها، إن سبب تحركه هو وقوع “كارثة إنسانية واستراتيجية” في البلد، بينما رفضت الحكومة البريطانية الدعوات للانضمام إلى الخطوة الأميركية بشأن مبيعات الأسلحة.
وختم مقاله بأن تقليص الدعم الإنساني الذي تشتد الحاجة إليه الآن يعيق الجهود المبذولة لمواجهة تلك الكارثة.