تقرير/ عمرو عبدالحميد / وكالة الصحافة اليمنية //
توج الأمريكي نفسه ملكاً على العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قبل قرابة ثمانية عقود من الزمن.
عملية التنصيب للهيمنة الامريكية لم تكن اختيارية او انتخابية أو شوروية، بل فرضها واقع الصمت من قبل الدول التي سقطت بعد الحرب أو تلك المصدومة من هزيمة المحور الأقوى.
الخضوع للإملاءات الأمريكية أصبح الأمر السائد لدرجة إصابة ساكني البيت الأبيض بجنون العظمة ولا قبول لديهم لمن يقول في وجوههم كلمة الرفض المتفق عليها بحرفين كصدفة اشتركت بين لغتي العربية والانجليزية لا NO.
بالحديد والنار تعاملت الولايات المتحدة الامريكية مع كل من يرفض تداخلاتها طول العقود الماضية من اليابان إلى فيتنام إلى كوبا وإيران وغيرهما.
عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، بتفجير برجي التجارة في نيويورك واستغلال الإدارة الامريكية للحدث في غزو الدول اتجهت كافة الأنظمة العربية لخطب ود الأمريكيين، لاسيما مع الإطاحة بنظام “صدام حسين” في العراق عام 2003م.
لم يكن في بال صانعي السياسة الامريكية، أن يظهر صوت من اليمن يرفض إملاءات واشنطن، خصوصاً مع وجود نظام مطيع كان يطمح لأن يكون شرطي أمريكا في المنطقة.
الصوت الرافض خرج من محافظة صعدة ومن “حسين بدرالدين الحوثي” لم يكن عالم دين فقط بل سياسي مخضرم، اقلق النظام حين تواجد خلال الفترة ما بين 1993 إلى 1997م في البرلمان اليمني كما أنه البرلماني الأوحد الذي رفع صوته رفضاً لحرب صيف 94م وبطش النظام لأبناء المحافظات الجنوبية.
بعد أحداث مد وجزر في مناهضة السياسة الامريكية من قبل السيد “حسين بدرالدين” مع النظام وترسيخ الوعي بين طلابه والمجتمع، استدعت الولايات المتحدة رأس النظام علي عبدالله صالح، والذي عاد من واشنطن في الـ 13 من يونيو 2004، ليدشن قرار الحرب الأولى ضد المشروع المناهض للغطرسة الامريكية، والتي اندلعت في الـ 18 من يونيو بعد خمسة أيام من عودة صالح.
قبل 17 عاماً توهمت الإدارة الامريكية انتصار مشروعها في اليمن بعد حرب حشد لها النظام عشرات الأولوية العسكرية بعتادها وعددها، وتحريض إعلامي وطائفي واسع ليعمد السيد “حسين الحوثي” بدمه مشروع الوقوف في وجه الظلم الأمريكي الصهيوني في 10من سبتمبر 2004م الموافق الـ 26 من شهر رجب 1425عام هـ.
ظنت الإدارة الأمريكية أن انتصار مشروعها أمراً محتوماً، ولم تعلم “إن بعض الظن أثم”؛ لتحصد نشوتها بعد عقدين من الزمن، خيبات وحسرة اليوم.