اقتصاد- خليجي: وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت شبكة «بلومبرغ» الأمريكية عن تدهور القيمة السوقية لشركة ارامكوا السعودية، وتدهور أرباح أنشطة المصب، مقارنة بباقي الشركات المناظرة، وذلك في النصف الأول من 2017، وهو ما قد يكون أحد أسباب تفكير المسؤولين السعوديين حاليا في قرار تأجيل طرحها الأولي في البورصات العالمية أو إلغائه.
وأظهرت بيانات محاسبية نقلتها الشبكة الأمريكية أن صافي ربح أنشطة المصب في هذه الفترة لم يتجاوز 842 مليون دولار، مقارنة مع خسارة بلغت 484 مليون دولار في النصف الأول من العام 2016، في الوقت الذي حققت فيه شركات «شل» نحو 5 مليارات دولار أرباحا، و«إكسون موبيل» نحو 4.7 مليارات دولار من أنشطة المصب.
وأشارت البيانات إلى أن معظم أرباح «أرامكو» جاءت من أنشطة المنبع وليس المصب.
وذكرت تقارير، الأسبوع الماضي أن «أرامكو»، أكبر منتج للنفط في العالم، حققت ربحا صافيا بلغ 33.8 مليار دولار، في الأشهر الستة الأولى من 2017، وتدفقات نقدية 52.1 مليار دولار.
وأنشطة المنبع تلك التي تتعلق بالتنقيب وإنتاج النفط الخام، أما أنشطة المصب فتشير إلى صناعات التكرير والمعالجة والبتروكيماويات.
وباتت السعودية مطالبة بإطلاع المستثمرين العالميين على أداء شركة «أرامكو» المالي بشكل دوري، مع استعداد الرياض لطرح أولي لأسهمها في البورصات العالمية خلال أشهر.
ومن المتوقع أن يتسبب تدني الأرباح بصناعات المصب في إحجام مستثمرين عالميين عن شراء أسهم «أرامكو» حال طرحها في البورصات العالمية، نظرا لأهمية صناعات المصب في تأمين الموقف المالي للشركات، لاسيما حال انخفاض أسعار النفط الخام.
ويتخوف المسؤولون السعوديون من تدني القيمة السوقية لأسهم الشركة عند طرحها للاكتتاب، لأسباب مختلفة، حيث وضعت تقديرات غربية متخصصة للشركة قيمة 1.3 تريليون دولار، في حين قدرت «بلومبرغ» القيمة السوقية لشركة «أرامكو» بألف مليار دولار، في أحسن الأحوال.
وقد يكون التطور السابق هو أيضا ما دفع الرياض إلى التفكير في التراجع عن الطرح الأولي للشركة في البورصات العالمية، وقصره على البورصة السعودية، كما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في 21 مارس/آذار الماضي.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد نقلت عن مسؤولين سعوديين (لم تسمهم) قولهم إن ارتفاع أسعار النفط عالميا منح الرياض فرصة للتفكير وأخذ قرار حول ما إذا كان طرح الشركة في أسواق المال العالمية «فكرة جيدة».
وأضاف المسؤولون أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بات مقتنعا، أن مخاطر القضايا القانونية التي يمكن أن ترفع ضد السعودية في أمريكا، أصبحت عقبة لا يمكن تجاوزها في حال طرح «أرامكو» في بورصة «وول ستريت» بنيويورك.
الى جانب عوامل اخرى قد تكون هي الابرز في انخفاض اسعار اكتتاب ارامكوا السعودية، والمتمثلة بعامل الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث تشهد المملكة حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، نتيجة للسياسات التي اتبعها ولي العهد السعودي، والتي القت بظلالها على الحالة السياسية والاقتصادية على السعودية.
اضافة الى حالة عدم الاستقرار الامني الذي جعل المنشآت الاقتصادية السعودية مهددة بالاستهداف بصواريخ صنعاء، كل ذلك نتيجة استمرار السعودية في تحالفها العسكري ضد اليمن، وارتكابها المزيد من الجرائم والمجازر بحق اليمنيين، ما جعل موقف السعودية ضعيفاً تجاه المتجمع الدولي “المستمر في غض الطرف عن كل تلك المجازر” والذي يرى اليوم ان السعودية لم تعد المكان الانسب للاستثمار.