ترجمة خاصة/ وكالة الصحافة اليمنية//
تطرق تقرير حصري أجرته مراسلة شبكة ” سي ان ان” نعمة الباقر ونُشر اليوم الخميس، إلى معاناة اليمنيين المتفاقمة من الجوع ونقص الوقود والمساعدات الطبية الذي تسببت به الحرب على اليمن منذ ست سنوات.
واستعرض التقرير حالة مرضية إنسانية لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر “حسن” كان الأطباء يأملون في إنقاذه، ورغم إعطاءه الاكسجين خلال فترة العلاج لم يكتسب أي وزن ، ليموت بعد ذلك متأثرًا بعدم قدرته على التنفس.
في تصريح للطبيب عبده عثمان المشرف على حالة الطفل قال فيه لـ سي ان ان ” إنه مجرد حالة واحدة من عدة حالات، الجناح مليء بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بما في ذلك الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أسابيع فقط، مضيفًا أنه من بين 50 طفلًا يتم استقبالهم يموت 12 طفل كل شهر.
وقال التقرير أن الحرب أوصلت البلاد إلى حافة المجاعة ومستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتحليل أجراه التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي (IPC) ، وهو السلطة العالمية المعنية بالأمن الغذائي. كما يظهر التحليل أن 16 مليون آخرين يعيشون في ظروف “أزمة” غذاء.
تصاعد الأزمة الغذائية
ولفت التقرير إلى أنه مع نهاية العام 2020م، تصاعدت الأزمة الغذائية والنقص الحاد في الوقود واستنزاف المساعدات الغذائية، نتيجة خفض التمويل الذي أضر بأنشطة وكالات مثل برنامج الغذاء العالمي ، الذي يكافح الآن لتلبية الاحتياجات الأساسية لملايين اليمنيين في البلاد.
حصار مرير
وعن ميناء الحديدة العصب الرئيسي لاستقبال المواد الغذائية والوقود أكد التقرير بأن الحصار المفروض على الميناء من قبل التحالف، حال دون قيامه بالدور الذي يفترض أن يقوم به خلال هذه الحرب، حيث تسيطر السفن السعودية في مياه الحديدة على السفن التجارية التي يفترض أن ترسو وتفرغ حمولاتها، وبحسب مراسلة ” سي ان ان” فقد حصلت على وثائق تظهر تخليص 14 سفينة من قبل هيئة التحقق والتفتيش التابع للأمم المتحدة لنقل الوقود إلى اليمن، لكن هذه السفن لا زالت في عرض البحر الأحمر بين الحدود اليمنية وإريتريا ، وغير قادرة على تفريغ وقودها.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد جرم تعمد تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وطالب بإبقاء الوصول إلى الإمدادات الضرورية لإعداد الطعام ، بما في ذلك الماء والوقود” سليماً في شمال اليمن.
في هذا الشأن، قالت منظمة الصحة العالمية أنها تُركت بلا تمويل على الإطلاق لتأمين الوقود لتنفيذ خدماتها في جميع أنحاء اليمن، وأنه اعتبارا من هذا الشهر سيتعين على منظمة الصحة العالمية التوقف عن توزيع الوقود على 206 منشأة في جميع أنحاء البلاد ، وأكثر من 60 في المائة من المستشفيات تقدم خدمات غير متوفرة على المستوى الأولي الهش بالفعل بسبب هذا الحصار.
هل يستطيع بايدن قلب الحرب؟
وأشار التقرير إلى أن ديناميكيات الحرب بدأت في التغير، عقب إعلان الرئيس الأمريكي بايدن عن استراتيجية جديدة لليمن ، مما أعطى زخماً للبحث عن وقف إطلاق النار والحل السياسي النهائي.
على خلاف ما قدمته إدارة أوباما من دعم للسعودية في حربها على اليمن، وتحصلها على صفقات أسلحة زادت قيمتها الإجمالية على 115 مليار دولار ، أي أكثر من أي إدارة أمريكية أخرى في تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية ، وفقًا لتقرير صادر عن المركز الدولي.
وكجزء من نهجه الجديد ، عيّن بايدن أيضًا مبعوثًا خاصًا لليمن ، تيم ليندركينغ ، الذي يختتم زيارة لمدة أسبوعين في المنطقة ، في محاولة لإشراك أطراف مختلفة وإعادة جهود الوساطة، حيث قال إنهم مستعدون للتفاوض مع جميع الأطراف وإنهاء الحرب، وردا على سؤال حول دعم الولايات المتحدة للسعودية بينما كانت البلاد تمنع شحنات الوقود إلى الحديدة ، قال ليندركينغ إن الوضع “معقد”.
الحوثي: مستعدون للتفاوض بشروط
وقال التقرير أن ” سي ان ان ” التقت بعضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي الذي قال أنهم مستعدين للتفاوض مقابل مزيد من تحرك بايدن الفعلي لإنهاء دعمه للسعودية وإيقاف الحرب، خاصة وأن بايدن كان شريكًا لـ أوباما وأعطيا الضوء الأخضر للتحالف لشن الحرب علينا.
مضيفًا “الثقة تنشأ عن طريق الأفعال وليس الأقوال، الثقة يجب أن تأتي من خلال القرارات. حتى الآن ، لم نشهد اتخاذ أي قرارات ملموسة”.
اليمن بحاجة إلى السلام