انتقد الكاتب الأميركي ونائب رئيس معهد دول الخليج العربي في واشنطن، ستيفن سيش، استمرار عمل الأمم المتحدة بالقرار رقم (2216) الصادر في أبريل عام 2015، ووصفه بأنه يعيق عملية السلام وحوّل اليمن إلى كارثة إنسانية، ولم يُنهِ الحرب أو يساعد السعودية في هزيمة الحوثيين عسكرياً.
وأضاف الكاتب -الذي خدم 35 عاماً في السلك الدبلوماسي الأميركي، وسبق له أن قابل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عام 2016 -: «إن القرار الأممي الصادر قبل 5 سنوات لم يحقق أياً من أهدافه، فلم يُعِد الشرعية للرئيس المنفي، ولا أوقف القوة العسكرية للحوثيين».
وأشار إلى أن الحلف السعودي – الإماراتي اعتقد أنه سيسيطر على اليمن خلال أسابيع، لكنه يدخل العام الثالث دون نتيجة حاسمة.
من هذا المنطلق، ذكر سيش، في مقال له نشرته منظمة «أيرين IRIN» غير الربحية، أن القرار (2216) صار غير ملائم لليمن، بل إنه لا يساعد أطراف الحرب على الدخول في عملية سلام؛ لأنه الآن يتجاهل المعطيات الجديدة التي باتت عليها الساحة الآن مقارنة بثلاث سنوات مضت.
وشرح الكاتب أن القرار يطلب من الحوثيين سحب قواتهم من المناطق التي يسيطرون عليها بما فيها صنعاء، ووضع سلاحهم ووقف كل الأعمال العدائية قبل أية تسوية سياسية، مضيفاً أن مطالبة الحوثي تسليم صنعاء أمر واقعي، لكن مطالبته بنزع سلاحهم والأراضي الأخرى غير واقعي، قبل أن تبدأ محادثات السلام.
وتحدّث سيش عن نقطة أخرى وهي شرعية هادي، وقال: «إن ولايته انتهت عام 2014 ومدت لعامين آخرين، لكنه ومنذ فراره عام 2015 من اليمن اعتمدت شرعيته فقط على الإشارات الصريحة الواردة في القرار (2016)».
وتابع: «بما أن هادي من غير المرجّح أن يظل رئيساً لليمن تحت أي اتفاق سلام مستقبلي، فإن الأطراف الراعية له تحاول الحفاظ على الوضع القائم؛ لأن الأسس القانونية التي بنى عليها تحالف أبوظبي- الرياض حربه على اليمن ستكون قد انتهت برحيل هادي، ومعها يصبح التحالف على أرضية هشة».
يؤكد سيش: «ولذلك حرصت الرياض على الإبقاء على وضع حالي كرئيس، حتى لو لم ينفذ أية مهام».
ولفت الكاتب إلى أن القرار (2016) فشل في اعتبار المعطيات على الأرض اليوم، ففي عام 2015 كانت الحرب بين حكومة هادي والحوثي؛ لكنها تحولت الآن لصراع معقّد متعدد الأطراف، فيه قوات الرئيس المقتول صالح والحوثيون والانفصاليون الجنوبيون وزعماء القبائل.
ودعا سيش الأمم المتحدة إلى إصدار قرار جديد بشأن اليمن، يتضمن الاعتراف بالواقع الجديد الذي وصفه محللون بأنه «دويلات متحاربة»، بدلاً من تنميطه على أنه صراع ذو طرفين فقط حسب تعبيره.
وكالة الصحافة اليمنية : متابعات