تحليلات//وكالة الصحافة اليمنية/
مع انقضاء ٦ أعوام من الحرب السعودية على اليمن يبدو واقع الحال الآن على العكس تماماً مما كان عليه في بداية هذه الحرب، من حيث تغير موازين القوة وتحولات المعادلة عسكرياً وسياسياً بعد أن فشلت السعودية وتحالفها في تحقيق كل الأهداف المرجوة التي أعلنت من أجلها ما أسمتها بعاصفة الحزم في (٢٦) مارس من العام ٢٠١٥.
اليمن وهي على أعتاب عام سابع من هذه الحرب تبدو في موقف المنتصر نتيجة قلب صنعاء موازين المعركة لصالحها، وما حققت من تطور لافت في مسار الملف العسكري رغم فارق الامكانيات والتسليح والقوة، وتحولت من موقف المدافع في بداية الحرب إلى موقف المهاجم حالياً بالنظر إلى تطوير تصنيع سلاحها وتحديداً سلاح الجو المسيّر والصواريخ الباليستية، وتطور قدراتها العسكرية بتشكيلاتها المختلفة، وهذا ما أكدته القوات المسلحة اليمنية بالدلائل والأرقام أنها أطلقت 1348 صاروخًا باليستياً منذ بداية الحرب منها 499 صاروخاً استهدفت منشآت عسكرية وحيوية تابعة للسعودية والإمارات، ما يشير إلى الجاهزية العسكرية التامة لقوات صنعاء خاصة بعد أن وسعت من مساحات سيطرتها في الداخل اليمني من خلال انتصاراتها الميدانية في أكثر من جبهة، وما يعكس في ذات الوقت حجم المأزق الذي باتت تعيشه السعودية وحلفاؤها.
الحراك في الملف العسكري خلال ٦ سنوات قابله جمود على مستوى العملية السياسية المفترضة بفعل ما تعيده القوى في صنعاء إلى تعنت التحالف السعودي وأطرافه المحليين، رغم أنه لم تتوقف طيلة هذه السنوات الجهود الساعية للسلام ولم تغب التحركات من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، لكن ما حضر هو التعثر مع كل هذه التحركات التي اصطدمت بحُزمة من التعقيدات والعراقيل في كل الجولات التفاوضية، لكن التحول الكبير سياسياً -برأي البعض- أحدثته صنعاء بتغييرها لموازين القوة لصالحها وانتصارها سياسياً ودبلوماسياً من خلال توحيد قرارها السياسي وتماسك مكوناتها وأطرافها بتشكيل مجلس سياسي أعلى وحكومة مشتركة على عكس حالة التفكك والانقسامات لطرف حكومة عبدربه منصور هادي، ما أجبر خصوم سلطة صنعاء على الاعتراف بها كقوة على الأرض، إضافة إلى توسيعها لعلاقاتها الخارجية وكسر حالة الحصار الدبلوماسي عليها وتعاظم قوة حركة أنصار الله ونجاحها في خلق حالة واسعة من الإلتفاف حولها، وهذا ما برهنته حملة التضامنات الكبيرة مع الحركة بعد القرار الأمريكي بتصنيفها “منظمة إرهابية” الذي تم التراجع عنه بعد ذلك.
ومع فشله العسكري والسياسي يلخص البعض أن انجازات التحالف السعودي خلال سنوات حربه تنحصر في تعقيده للوضع الإنساني ونزيف الدماء اليمنية بفعل غاراته وعملياته العسكرية وتعمده تدمير البنى التحتية والمنشئات المدنية، حيث تفيد الإحصائيات الرسمية بسقوط نحو (43600) ما بين شهداء وجرحى من المدنيين، غير ما تسببت فيه حرب السعودية وحصارها من أزمات إنسانية متعددة صُنفت على إثرها اليمن أنها ضمن البلدان التي تعيش أسوء مجاعة.
(المصدر : العالم- علي الذهب)