المصدر الأول لاخبار اليمن

لهذه الأسباب أعادت قوات الحرس الجمهوري تشكيل صفوفها تحت قيادة عبدالخالق بدرالدين الحوثي..

فطارق خلّف وراءه خلال السنوات من2011 إلى 4 ديسمبر 2017 كمّا هائلاً من الضحايا والمظلومين سواء في صفوف قوات الحرس الجمهوري الذين قتل منهم – بتهمة الخيانة ليلة حادثة جامع النهدين – بمسدسه الشخصي داخل منزله في صنعاء أكثر من ..

تحليل خاص//وكالة الصحافة اليمنية//

نجح نجل شقيق الرئيس الأسبق العميد طارق صالح في الهروب من العاصمة صنعاء بعد أن فجر أحداث ديسمبر الماضي ودفع بعمه علي عبدالله صالح الى حتفه النهائي ، ليصل بعد فترة من الهروب بأسماء وأزياء مستعارة الى محافظة شبوة بمعية عدد من المشائخ والشخصيات التي جندت نفسها وولاءاتها لتنفيذ مخطط استعماري اجنبي يستهدف اليمن ارضا وانساناً ضمن أجندة إماراتية سعودية. غير آبهين لما يتعرض له اخوانهم اليمنيون من قتل وتدمير واستباحة للاعراض والحرمات والكرامات. بل اعتبروا هذه الدموية والعنف المتوحش سبباً للارتزاق والثراء السريع.

صورة عامة لقادة وضباط قوات ومعسكرات الحرس الجمهوري اثناء اجتماعهم بالرئيس اليمني صالح الصماد في صنعاء بتاريخ 15 مارس 2018م

ظل مصير طارق غامضاً خلال الفترة التي امتدت لأكثر من شهر قبل أن يظهر في شريط مصور أثناء وصوله لمدينة شبوة، لتتوقف حينها الاخبار والتقارير التي كانت ترجح أنه قد قتل في أحداث صنعاء، فتتحول عناوين الاخبار الى أسئلة تبحث عن الكيفية التي فر بها من موت محقق، وعلامات استفهام كثيرة عن وجهته التالية وكذلك خطواته.

 

محاولة اماراتية لاستنساخ تجربة الحرس الجمهوري

بعد ظهور طارق في شبوة ظهرت اليد الاماراتية أيضاً وخاصة بعد أن نقلته بطائرة عسكرية خاصة من شبوة الى عدن، وبالرغم من المعلومات التي توقعت تهريبه الى دولة الامارات، كونه خسر المعركة في صنعاء وغير مرحب به في عدن وغيرها من المناطق الجنوبية ، وصار يطلق عليه في أوساط اليمنيين مسمى ” رجل الهزائم المبكرة ” كقائد عسكري غير مؤهل لأن يتحقق على يديه انتصار في أي معركة مع أي طرف كونه يفتقر الى التخطيط والى المشروع والقضية والهدف ، إلا أن الامارات فضلت منح طارق فرصة أخرى للقتال معها ولو من نقطة الصفر، فوفرت معسكرات فارغة وأوعزت الى مرتزقتها ومليشياها المأجورين بالذهاب للتجنيد تحت قيادة طارق من المليشيا المأجورة في المحافظات الجنوبية والاستعانة بمرتزقة اجانب ايضا في صفوف المعسكر. وإطلاق مسمى ” حرّاس الجمهورية” عليهم. في محاولة اماراتية واضحة لاستنساخ تجربة معسكرات قوات ” الحرس الجمهوري” بصنعاء التي نأت بنفسها عن الخيانة.

 

نفخ الروح المحبطة في البزة العسكرية لقيادة الحرس السابقة..

 

نجحت الامارات في إعادة استئجار واستخدام طارق ومحاولة نفخ الحياة في بزته العسكرية كقائد سابق للحرس الجمهوري ، ليواصل القتال في معركتها لاحتلال اليمن ، ودعمته مادياً وعسكرياً وعلى مدى الشهرين الأخيرين تواجد في عدن لتجهيز جيشه الصغير رغم اعتراض عدة مكونات جنوبية على وجوده في عدن واشراكه في القتال تحت راية “الشرعية” التي يعتبرونه ألدّ أعدائها.

صورة عامة لقادة وضباط قوات ومعسكرات الحرس الجمهوري اثناء اجتماعهم بالرئيس اليمني صالح الصماد في صنعاء بتاريخ 15 مارس 2018م

وحاول طارق صالح استغلال مكانة عمه في نفوس جمهوره اليمني ، وتوظيف احداث مقتله لاستدراج قوات من منتسبي الحرس الجمهوري في صنعاء وبعض المحافظات الشمالية الى عدن للسقوط في فخ العمالة والولاء للغزاة ، بذريعة الالتحاق به والقتال تحت قيادته ، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً ، واصطددم بجدار منيع من الوطنية والولاء للأرض في نفوس قوات الحرس الجمهوري ، الذين رفضوا الذهاب الى عدن وخيانة الوطن. معتبرين أحداث مقتل ” الزعيم” سبباً غير كافٍ لتأييد الغزاة وبيع اليمن لشذاذ الآفاق.

 

الفصائل الجنوبية استباحت دماء المخدوعين ببريق المال من مؤيدي طارق 

 

قليلٌ فقط من منتسبي الحرس الجمهوري سابقاً حاولوا الالتحاق بمعسكر طارق عفاش في عدن تحت اغراء بريق المال ، إلا أنهم تعرضوا لإهانات كبيرة في محافظتي الضالع ولحج إذ قامت فصائل من المليشيا الجنوبية باعقتالهم وقتل عدد منهم واهانة البقية. مما رسّخ القناعة في نفوس منتسبي الحرس الجمهوري الرافضين للخيانة أنهم كانوا على الموقف الصحيح وأن لا روابط او مبادئ او قضية يمكن ان تجمعهم بمن قدموا ولاءاتهم للامارات او للسعودية مقابل فتات المال. كون المحصلة النهائية هي الخزي والتعرض للاهانات. ولا هدف يتحقق سوى التضحية بأرواحهم من أجل اطماع المستعمرين الغزاة.

 

بعد أكثر من شهرين من التجنيد انتقل طارق الى جبهة الساحل الغربي – المخا تحديداً – ليقوم باستعراض ما لديه من مليشيا ومدرعات إماراتية، وتنفيذ مناورات عسكرية وإعلامية على طريقة “حمود المخلافي”.

أسباب أولية لهزيمة مبكرة يحصدها طارق

وفي الواقع أن طارق صالح الذي يعشق الكاميرات كثيراً ويحيط نفسه وتحركاته بظاهرة صوتية أكبر من حجم واقعه ، وهو الذي خسر المعركة ضد قوات الأمن في مدينة صنعاء التي كان يتمتع فيها بالقوة والتاريخ العسكري والنفوذ ، ويستند فيها على شعبية عمه الواسعة والعلاقات القبلية مع ما سمي بـ “طوق صنعاء” ، لذا ترسخ لديه اعتقاد بأنه لن يهزم مرة أخرى في المخا وغيرها من الجبهات التي تعتزم الامارات إرساله إليها ، ولذا تجاهل حقيقة أن المجتمع اليمني يطلق عليه مسمى ” رجل الهزائم المبكرة ” ( أي الذي لا يدخل معركة إلا خسرها وتسبب في خسارة الواقفين خلفه فيها ) ، وأنه سيهزم أيضاً لأنه وحيدٌ بين قطعان من المرتزقة الحاقدين عليه الذين قاتلوا ضده وضد عمه منذ ثلاث سنوات ، وسيهزم لأن شخصيته العسكرية قد ضربت أساساً في أحداث ديسمبر، وسيهزم لأنه لا يحمل اليوم أي قضية تهم الشعب أو جزء منه، فقضيته اليوم لا تتجاوز رغبة شخصية بعدم التخلي عن الزي العسكري الذي عُرف به ولو كحارس شخصي لعمه.

اليوم هناك عدة قضايا تتقاتل جميع القوى تحت رايتها أو في سبيلها، غير أن القضية التي يتبناها طارق صالح هي الأدنى والأصغر، فبالإضافة الى كونه امتثل لرغبة إماراتية بالقتال من أجل تحقيق مصالحها، إلا أن قضيته اليوم لا تتجاوز رغبته بالبحث عن الفردوس المفقود الذي سُلب منه مؤخراً، وإذا كانت القوى والجماعات والقيادات الدولية قد فرضت عليه تسميه مليشياته الجديدة بـ “حرّاس الجمهورية” فإنه من السهل عليها تغيير هذا المسمّى وخلع زيه العسكري في أي لحظة، إنما في الوقت الذي تريده تلك القوى.

 

إذاً طارق صالح يقاتل اليوم بعدد من المسلحين المهزومين تحت راية “حراس الجمهورية” وأولئك المليشيا سبق وأن خذلوه وعمّه في معركة صنعاء ، والجمهورية في هذا الاسم الجديد أصبحت مجهولة ولم تعد يمنية ولا حتى شمالية أو جنوبية ، وبأولئك المهزومين فإن من المستحيل عليه أن يصنع جمهورية تريدها دبي والرياض وفق مقاسات وتفاصيل وهوية لا شأن لها باليمن وشعبه وتاريخه وحضارته.

 

قتل120 جندياً وضابطاً من الحرس الجمهوري وضحاياه ملء المحافظات

 

هاهو طارق عفاش تلقى أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء أول الهزائم المبكرة كعادته ، إذ يفتقد للإلف بينه وبين الفوز بالجولات المسلحة ، ولا ينسجم ذلك مع شخصيته المتوحشة التي تبطش فقط من وراء العوازل وكتائب الحراسات المدججة بالمدافع والرشاشات ، وتبطش فقط بالعُزَّل المغلوبين على أمرهم ، فطارق خلّف وراءه خلال السنوات من2011 إلى 4 ديسمبر 2017 كمّا هائلاً من الضحايا والمظلومين سواء في صفوف قوات الحرس الجمهوري الذين قتل منهم بمسدسه الشخصي داخل منزله في صنعاء أكثر من 120 جندياً وضابطاً ليلة حادثة جامع النهدين التي اصيب فيها عمه صالح عام 2011 متهماً إياهم بالخيانة بعد أن جردهم من اسلحتهم الشخصية ، أو بفعل الانتهاكات التي مارسها ومليشياه المسلحة في احداث ديسمبر الماضي بالعاصمة صنعاء في محيط منزله والحارات التي انتشر فيها مسلحوه ، وصلت بعضها الى قضايا انتهاك اعراض واعتداء على نساء وقتل اطفال ونهب مدنيين واعدام أسرى ، وسحل صومالي كان يخدم احد المساجد بجوار منزل طارق. وغير ذلك من الجرائم الاخرى التي ضربت نفسيته وقضت على شخصيته لتثخنها بأسوأ أنواع الاحباط والخزي والشعور الداخلي بأن المجتمع يرفضه رفضاً كلياً وغير مستعد للوقوف معه.

 

العامل الرئيسي لتشكل صفوف الحرس الجمهوري تحت قيادة عبدالخالق بدرالدين

 

من العوامل الرئيسية التي ينساها طارق عفّاش في حربه الممنهجة ضد انصارالله ، وكانت سببا رئيسياً في هزائمه المتكررة ، هي الحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون ويرفضون الايمان بها ، كحقيقة جغرافية حكمت اليمن لعدة قرون ماضية ، والمتثملة في الهوية الوطنية والتاريخية التي يحملها منتسبو قوات الحرس الجمهوري في صدورهم كإرث ممتزج بالجينات الوراثية. وكانت عاملاً هاماً لرفض قوات الحرس الجمهوري القتال بجدية ضد أنصارالله خلال الحروب الست على محافظة صعدة في الفترة 2004-2010م.

فمنتسبو الحرس الجمهوري لا تتملكهم الايديولجيا الثقافية الدينية التي تملكت قوات الفرقة الاولى مدرع بقيادة الاخواني علي محسن الاحمر وكانت سبباً في شن الحروب الست والتضحية بأكثر من 60 ألف جندي وضابط من منتسبي الألوية العسكرية للفرقة الأولى.. فهم حملوا الفكر الوهابي المظلم الحاقد والمتشبع بالكراهية تجاه جمال الحياة وبشكل انتزع من نفوسهم قيم الولاء الوطني والانساني والحضاري.

بينما قوات الحرس الجمهوري رغم حرص طارق آنذاك على ارسالها الى معسكرات الجبل الاسود في مديرية حرف سفيان والى الملاحيظ وحرض لتقاتل مع قوات الفرقة الأولى مدرع ، إلا أن منتسبيها تمسكوا بجذورهم الثقافية ووجدوا نفوسهم خالية من الحقد تجاه انصارالله من سكان محافظات صعدة وعمران والجوف ، بل عثروا على انفسهم متصلين بهم هويةً وثقافةً وتاريخاً وأصالةً دينية. كمجتمع للزيدية. لا يحمل العداء تجاه بعض البعض ، وترفض القناعات السوداء التشكل داخله والانصراف به الى التفكك والتمزق والذوبان في شخصية جديدة لا أصل لها في اليمن.

ذات العامل هو نفسه اليوم السبب في تحول طارق صالح الى رجل للهزائم المبكرة في عقيدة كل يمني حتى المرتزقة الذين يتحرك بهم حالياً في المخا ، ولا يحظى بأي استجابة مجتمعية مع طموحاته وتطلعاته الضيقة. لذا وجدنا قوات الحرس الجمهوري تذهب الى اعادة تشكيل صفوفها تحت قيادة اللواء / عبدالخالق بدرالدين الحوثي ، فور انهزام طارق صالح في احداث صنعاء ديسمبر. غير متعثرة في توجهها هذا بأي انتماءات جانبية او عقد ثقافية أو اسباب للاختلاف مع انصارالله مطلقاً.

قد يعجبك ايضا