عربي//وكالة الصحافة اليمنية/
كشفت موقع “المونتور” الأمريكي، تفاصيل مهمة بشأن تردد مصر في التجاوب مع المبادرة الإماراتية لإنهاء أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وتأتي المبادرة الإماراتية، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد، وسط جمود وفشل متكرر لمفاوضات “سد النهضة”، وفق الموقع الأمريكي.
ووقعت مصر والسودان في 2 مارس/آذار اتفاقية للتعاون العسكري عقب زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق “محمد فريد” إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
في غضون ذلك، جددت مصر موقفها من “سد النهضة”.
وقال وزير الخارجية المصري “سامح شكري”، في تصريحات إعلامية في 24 مارس/آذار: “لدينا العديد من السيناريوهات على الطاولة، ويتم تقييمها جميعا بشكل جيد لاختيار السيناريو الذي سوف يفيدنا أكثر”.
وأشار “شفاء العفاري” إلى أن “الإمارات تمتلك أوراق ضغط كبيرة على إثيوبيا. حيث أن لديها استثمارات ضخمة في إثيوبيا وعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد”.
وتعد الإمارات أيضا واحدة من أكبر المستثمرين الدوليين في مصر. وخلال العام المالي 2019-2020، بلغت استثمارات الإمارات في مصر نحو 1.61 مليار دولار.
وأوضح “شفاء العفاري” سبب عدم قيام مصر بالتعبير عن دعمها للمبادرة الإماراتية حتى الآن، قائلا: “مصر تخشى أن تظهر إثيوبيا مرة أخرى خلاف ما تبطن”.
وقال إن “القاهرة أصرت على وساطة الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة”.
وتابع: “لقد سعت مصر من خلال ذلك إلى إحراج إثيوبيا أمام العالم والحصول على حق الدفاع عن نفسها حتى ولو بالتدخل العسكري”.
وفي 20 مارس/آذار، رفضت إثيوبيا اقتراح مصر والسودان باللجوء إلى الرباعية الدولية في أزمة “سد النهضة”. وتخطط أديس أبابا لبدء المرحلة الثانية لملء خزان السد في يوليو/تموز.
وقال “العفاري” إن “مصر تجري حاليا مشاورات ومناقشات مع الإمارات على أمل التوصل إلى صيغة توافقية.
وأكمل: “تخشى مصر الإعلان عن دعمها للمبادرة ثم تراها تفشل بعد ذلك مثل المبادرات السابقة. ولكن يبدو أيضا أن بنود المبادرة غير المعلنة جعلت الأجهزة المصرية متشككة للغاية بشأنها”.
وأضاف: “تدرك مصر جيدا قيمة الوقت ولا تريد إضاعة المزيد من الوقت بعد 10 أعوام من المفاوضات غير المثمرة”.
من جهته، قال “شريف الجبلي” رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان المصري، لـ”المونيتور”: “هناك سيناريوهات كثيرة للتعامل مع أزمة سد النهضة.
وأضاف: “مصر تدرس حالياً خيارات للحفاظ على حقوقها المائية بالشكل الذي تراه مناسبا. كما أنها تدرس اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي مرة أخرى”.
كما وقال “الجبلي”، إن مصر “تبذل جهودا دبلوماسية ملحوظة للوصول إلى العالم بأسره لإظهار أهمية مياه النيل للمصريين كقضية وجودية.
وأكمل: “تتحرك مصر في أكثر من اتجاه. وهي على استعداد تام للتعامل مع العديد من السيناريوهات المحتملة”.
ويختم الموقع بالقول: “يبقى أن نرى كيف ستؤثر تطورات الأيام المقبلة على رد فعل مصر تجاه المبادرة الإماراتية التي تجاوب معها السودان”، وفق تعبيره.