متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
ما زال الشارع الأردني بانتظار توضيحات من الجهات الرسمية تكشف تفاصيل الأحداث التي جرت أمس السبت، بعد اعتقال شخصيات أردنية بارزة والحديث عن إحباط محاولة انقلاب مزعومة، لا سيما أنه من النادر حدوث اعتقالات سياسية رفيعة المستوى، أو الحديث عن وجود خلافات أو اختلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة.
ويقابل حالة الهدوء في الشارع ضجيج على مواقع التواصل ينصبّ حول البحث عن أجوبة للأسئلة المعلقة التي ترتبط بما شهده الأردن مساء السبت من استنفار أمني، شمل اعتقالات طاولت مسؤولين مقربين من الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وتأكيد الأمير إخضاعه للإقامة الجبرية وفق فيديو نشرته “بي بي سي”.
ووصفت الملكة نور، أرملة العاهل الأردني الراحل الملك حسين، اليوم الأحد، مزاعم وجهتها السلطات لابنها ولي العهد السابق الأمير حمزة بالقيام بتصرفات تستهدف استقرار المملكة بأنها “بهتان آثم”.
وكتبت على “تويتر” تقول “أتوجه بالدعاء أن تسود الحقيقة والعدالة لكل الضحايا الأبرياء لهذا البهتان الآثم. بارك الله فيهم وحفظهم”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد ذكرت أمس السبت أن السلطات الأردنية وضعت الأمير حمزة بن الحسين، تحت الإقامة الجبرية، إثر “مؤامرة معقدة لإطاحة الملك عبد الله الثاني”.
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد اعتقلت السلطات الأردنية، السبت، الأمير حمزة بن الحسين وزهاء 20 شخصاً آخرين، بعد ما وصفه مسؤولون بأنه تهديد لاستقرار البلاد.
في المقابل، قال رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، إنه طُلب من الأمير حمزة التوقف عن أي تحركات وأنشطة توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره، مؤكداً في الوقت نفسه “عدم صحة ما نُشر من ادعاءات” حول اعتقاله. كذلك نفت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” أن يكون الأمير حمزة بن الحسين موقوفاً أو خاضعاً للإقامة الجبرية.
وحتى الآن لم تظهر تداعيات ما حدث بشكل واضح، خاصة أن الأسرة الهاشمية الحاكمة كانت دائما متماسكة، ولم يحدث سابقا أن ظهرت خلافات واضحة حول الحكم.
واعتبر الأمين العام للحزب “الوطني الدستوري”، أحمد الشناق، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن مثل هذه الأحداث لا تؤثر على استقرار الأردن القوي بتلاحم شعبه، لافتا إلى أن الدولة تمتلك منظومة أمنية متميزة.
وتابع قائلا: ما تم يوم أمس قد تكون له تفاصيل عديدة، داعيا الجميع إلى انتظار نتائج التحقيقات الأمنية، والتي قد تكشف قضايا متعلقة بأمن واستقرار البلاد، وبالتالي صورة أكثر وضوحاً”.
وقال “الشناق” إن الأردن مستهدف من عدة أطراف، وعلى رأس ذلك إسرائيل والعلاقات مع الإسرائيليين في الفترة الأخيرة شابها التوتر، مضيفا أنه كان هناك أيضا موقف متأزم مع الإدارة الأميركية السابقة إدارة دونالد ترامب، ما قبل (جو) بايدن والمتعلقة بصفقة القرن.
وبرأي الشناق، فإن موقع الأردن الجيو استراتيجي، وموقفه الثابت تجاه العديد من القضايا في المنطقة، تجعله دائما في دائرة الاستهداف، مشيراً إلى أن الأمور الآن بيد القوات المسلحة، وهي التي تمسك بزمام الأمور.
إيران تتهم الاحتلال الإسرائيلي بإحداث “الفتنة“
وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على أحداث الأردن أمس السبت، مؤكدا “أهمية السلم والاستقرار في الأردن”.
وقال خطيب زادة في بيان مقتضب “إن أي توتر وزعزعة للاستقرار الداخلي في الشرق الأوسط يعود بالنفع على الكيان الصهيوني”، متهما الاحتلال الإسرائيلي بالضلوع في “أي فتنة في الدول الإسلامية”.
وأكد المتحدث الإيراني على علاقات بلاده “الطيبة” مع الأردن، مضيفا أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض أي زعزعة للاستقرار الداخلي والتدخل الخارجي وتعتقد أن الشؤون الداخلية يجب أن تتابع في إطار القانون”.