فلسطين المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
استهتاراً بمشاعر المسلمين.. ومع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك، شهد المسجد الأقصى اعتداءً صارخاً وتصعيداً خطيرا تمثل في تحطيم قوات الاحتلال الإسرائيلي لأبواب مئذنتي المغاربة والأسباط، وقطع الأسلاك الكهربائية الخاصة بمكبرات الصوت، بدعوى عدم إزعاج المستوطنين الذين كانوا يؤدون طقوسًا تلمودية في ساحة البراق.
وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ونقلا عن شهود عيان ذكرت أن شرطة الاحتلال منعت أيضاً المواطنين من الإفطار في ساحة الغزالي قرب باب الأسباط.. مضيفة: إن ضباط من شرطة الاحتلال قاموا بخلع باب مئذنة باب الأسباط واقتحموا سطح المئذنة وشرعوا بعملية تفتيش وتخريب.
كما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، ولليوم الثاني على التوالي إدخال وجبات الإفطار للصائمين المتواجدين في باحات المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ احتلال الكيان الصهيوني لمدينة القدس عام 1967 فقد دأب على القيام بحفريات تحت المدينة بهدف إحكام السيطرة على ساحات الحرم القدسي.. بحسب مسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
ويقتحم المئات بل الآلاف من قطعان المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى بشكل يومي ما عدا يومي الجمعة الذي يصادف يوم العطلة الأسبوعية للمسلمين، والسبت الذي يصادف يوم عطلة أسبوعية لليهود، حتى أصبحت الاقتحامات عادة شبه يومية لدى الصهاينة.
الرئاسة الفلسطينية نددت بقطع شرطة الاحتلال أسلاك الصوت عن مآذن المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة ما حال دون رفع أذان صلاة العشاء عبر المكبرات في أول أيام شهر رمضان.
ودعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان له المجتمع الدولي إلى تحرك جدي لوقف هذه الانتهاكات.
وشدد أبو ردينة على أن هذه الممارسات هي عدوان عنصري على حرمة المقدسات وعلى حرية العبادة وانتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان العالمية.
من جهته قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم في بيان له: إن قيام شرطة الاحتلال بقطع أسلاك مكبرات الصوت في المسجد الأقصى ومنع رفع أذان العشاء في أول أيام رمضان (هو) عدوان عنصري على المقدسات وانتهاك لحرية العبادة.
وأضاف قاسم: إن هذه التصرفات تكشف حجم الاستهتار الصهيوني لمشاعر المسلمين في كل مكان وضربها بعرض الحائط لكل القوانين والأعراف الإنسانية.
بدوره طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بتوفير الحماية الدولية للمقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ووقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة عليها.
ونقلت (وفا) عن المالكي في بيان له اليوم الأربعاء، القول: إن “اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى الليلة الماضية واعتداءاتها على الفلسطينيين وتحطيم أبواب مئذنتي المغاربة والأسباط وقطع أسلاك مكبرات الصوت في باحاته تأتي في إطار مخططات الاحتلال لتهويد المسجد والسيطرة عليه”.
ودعا المالكي المجتمع الدولي إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه المتواصل على المقدسات المسيحية والإسلامية.
إلى ذلك وجه المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، نداء عاجلاً للرؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية وشعوبهم، ناشدهم وحثهم فيه على ضرورة العمل لوقف العدوان العنصري المبيت على المسجد الأقصى المبارك.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الشيخ حسين في بيان صدر عن دار الإفتاء، مساء اليوم الأربعاء، القول: إن خلع سلطات الاحتلال أمس الثلاثاء بوابات مآذن المسجد الأقصى، وقطع أسلاك الكهرباء عنها، لمنع رفع الأذان، وكذلك منع إدخال وجبات الإفطار للصائمين، إضافة إلى التهديدات باقتحام المسجد في أواخر شهر رمضان المبارك، هو بداية لحرب دينية يتحمل العالم أجمع نتائجها.
وأضاف: إن سلطات الاحتلال تعمل على استفزاز مشاعر المسلمين في العالم أجمع، من خلال هذه الغطرسة والعنصرية ضد المسلمين ومقدساتهم، وأنها تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على فلسطين، لإيجاد مكان لمستوطنيها ومتطرفيها في المسجد الأقصى المبارك، لمصالح أحزاب المستوطنين الانتخابية العنصرية.
واعتبر قرار شرطة الاحتلال العنصري والجائر بمنع إدخال وجبات الإفطار للصائمين في المسجد الأقصى المبارك، بأنه محاولة منهم لاستفزاز المصلين والصائمين، وتحديا واضحا لمشاعرهم في هذا الشهر الفضيل، وذلك في ظل حرمانهم من حقهم في أداء عباداتهم، الأمر الذي من شأنه أن يشعل فتيل التوتر في المنطقة بأكملها.
وأكد أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى سداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه تدنيس ساحاته واروقته.
ودعا الأمتين العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي بمؤسساته كافة، إلى وقفة حقيقية لرد هذا العدوان الآثم عن المسجد الأقصى المبارك.
بدوره أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس الشيخ محمد أبو طير، أن ما يحدث من انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس يمثل اعتداءً صارخًا على مقدساتنا وحرية العبادة وعلى عقيدتنا وتاريخنا، يتطلب وقفة جادة ومواجهة للاحتلال.
وشدد النائب أبو طير على أن “المقدسيين لن يستسلموا لهذا الواقع وستكون المواجهة ساخنة دفاعا عن الأقصى”.
وقال: “هذه الانتهاكات تمثل كابوسًا مظلمًا ليس بالجديد تعاني منه المدينة المقدسة”.. موضحًا أن هناك حربًا مفتوحة ومواجهة مستمرة بين الاحتلال والمقدسيين.
وأضاف: إن ممارسات الاحتلال تهدف للتضييق على المقدسيين حياتهم بهدف طردهم وتشريدهم من القدس وإبعادهم عن الأقصى والمدينة المقدسة.
بدوره اعتبر قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، أن اعتداءات الاحتلال المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، سوف تقود إلى أتون الحرب الدينية التي أصبحت على الأبواب، والتي لن يسلم من نارها أحد ولن يدفع ثمنها الفلسطينيين وحدهم.
وأدان الهباش الجريمة الجديدة التي أقدمت عليها شرطة الاحتلال الليلة الماضية، من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك في وقت صلاة العشاء والتراويح وفي أول أيام الشهر الفضيل وقطع أسلاك الكهرباء عن مآذن المسجد مما حال دون رفع الأذان عبر مكبرات الصوت.
وقال: إن هذه الجريمة تضاف لسلسة الجرائم اليومية التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق الحرم القدسي الشريف من خلال فرض حصار مطبق عليه ومنع الفلسطينيين من زيارة المسجد الأقصى وإعماره خلال شهر رمضان المبارك وإحياء لياليه، بالإضافة الى زيادة وتيرة الاقتحامات اليومية للمستوطنين وتدنيسه بحجج واهية تحت مسمى “الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية”.
وكان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قد دعا أبناء القدس وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك أن يعمره، لتفويت الفرصة على المستوطنين المتطرفين.. محذراً من تداعيات إصرار سلطات الاحتلال والمستوطنين على اقتحام الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية وغيرها، حيث شهدت الفترة الأخيرة محاولاتهم إدخال “قربان” حي إلى داخل المسجد.
ودعت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة بالقدس الاثنين الماضي، إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك وتكثيف الرباط فيه مع حلول شهر رمضان، والحفاظ على حرمته وآدابه ونظافته، ومراعاة استخدام وسائل الوقاية اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا.
وذكّرت الهيئتان في بيان لهما، أن كل ما دار عليه السور هو من المسجد الأقصى، وأن المسجد هو للصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم والرباط فيه.. مؤكدين أن “الأقصى” كله مصلى ويشمل الأماكن المسقوفة وغير المسقوفة.
ودعا البيان المسلمين كافة لأن يجعلوا شهر رمضان فاتحة خير بينهم لإنهاء كل النزاعات والقطيعة على مستوى الأفراد والعائلات والدول العربية والإسلامية، فرمضان شهر الوحدة والتسامح والمحبة.
ويشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قرر أمس الثلاثاء، السماح بدخول 10 آلاف من الفلسطينيين ممن تلقوا التطعيم فقط بأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.
كما أقدمت مجموعة من المستوطنين الصهاينة مساء اليوم على استفزاز مشاعر المسلمين في ساحات المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة وذلك بأداء رقصات وترديد اغاني عبرية.
وأفاد شهود عيان بأن المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الإبراهيمي بحماية من جيش الاحتلال وقاموا بالرقص والغناء في ساحات المسجد، حيث بثوا الموسيقى الصاخبة عبر مكبرات الصوت التي وصل صداها لمناطق واسعة في الخليل.
ويذكر أن عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات مانويل مسلم، وجه رسالة للأمتين الإسلامية والعربية، طالب فيها بحماية المسجد الأقصى من تهديدات العدو الصهيوني والاعتداءات.
وقال مسلم في رسالته: “أيها المسلمون الأحرار في العالم العربي، إن كانت القدس أسيرة فكل عواصمكم أسيرة”.
وخاطب مسلم الحكام العرب قائلا: “إن كان الأقصى يترنّح من الحفريات ويرتجف من التهديد بهدمه فكل عروشكم تترنح ومهددة بالحطم والذل”.
كما وجه رسالته للحكام العرب المطبعين مع الاحتلال، قائلا: “أيها الحكام العرب المطبّعون مع الاحتلال، إذا بالَ الاحتلال الصهيوني في جوانب مقدساتكم فاعلموا أنه قادم ليتبوّل في أحضانكم”.
الجدير ذكره أن المسجد الأقصى المبارك هو أحد أكبر مساجد العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها، وهو أيضًا أول القبلتين في الإسلام، ويقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين، وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.
وبعد احتلال اليهود الصهاينة لأرض فلسطين منذ عام 1948م صارت سطوتهم على الأماكن الدينية كبيرة، فقد هدموا كثيرًا من المساجد داخل مدينة القدس المحتلة وغيرها من المناطق التي صارت تحت سيطرتهم، وقد تمخّض عن هذه الأعمال الحاقدة على الإسلام أن أقدم أحد الصهاينة واسمه “دينيس مايكل” على إحراق الجامع القبلي في المسجد الأقصى عام 1969م.
سبأ