متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //
شهدت الجبهة الغربية لمدينة مأرب مواجهات عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، بين الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» من جهة، والقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من جهة أخرى.
وعلى رغم كثافة غارات طيران العدوان السعودي ــــ الإماراتي الذي شنّ أكثر من 20 غارة، مساء السبت وفجر الأحد، على مناطق التماس في الطلعة الحمراء شرق صرواح وفي الجبهة الشمالية الغربية، تقدّمت قوات صنعاء غرب «الطلعة»، ونقلت المعركة إلى الشمال منها.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد نفّذ الجيش و»اللجان»، فجر السبت، عملية التفاف سريعة من مسارَين على مواقع قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» وعناصر التنظيمات الإرهابية غرب الطلعة الحمراء، حيث استمرّت المواجهات لأكثر من عشر ساعات انتهت بمقتل وجرح عدد كبير من عناصر المجاميع الموالية لـ»التحالف» وقياداتها، بينهم قائد الجبهات الغربية للمدينة المُعيّن منذ أيّام، العميد أحمد راجح أبو إصبع، الذي أصيب إصابات بالغة.
كما اعترفت قوات هادي بمقتل قائد الإمداد العسكري للطلعة الحمراء القيادي السلفي سالم صالح المُلقَّب بـ»أبو تراب»، والقيادي في «الإصلاح» عبد المقيت رفيق الخفجي، فضلاً عن إصابة القيادي عبد الإله ناجي القردعي إصابة بليغة.
وبعد توقُّف المعارك لساعات، حاولت خلالها قوات هادي الدفع بتعزيزات جديدة من البيضاء وشبوة للدفاع عن الطلعة الحمراء التي بسقوطها سيصل الجيش و»اللجان» إلى منطقة الجفينة التي تُعدّ من ضمن الأحياء الجنوبية لمدينة مأرب، تجدَّدت المواجهات فجر أمس غرب «الطلعة»، لتتمكّن قوات صنعاء من السيطرة على الجانب الغربي منها ونقْل المعركة إلى شمالها.
وأكدت مصادر محلية امتداد المعارك إلى الخطّ العام الرابط بين صرواح ومدينة مأرب، وصولاً إلى الجبهة الشمالية الغربية.
إذ شنّ الجيش و»اللجان» هجوماً مزدوجاً على مواقع قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» المقابِلة لحمة الديرة التي سقطت الجمعة، وتقدَّما نحو أرض الهبوط القريبة من قاعدة صحن الجن العسكرية غربي المدينة.
كما أكدت مصادر قبلية، بدورها، سقوط عدد كبير من المواقع الصغيرة الواقعة في أطراف وادي نخلا، وتقدُّم قوات صنعاء في منطقة ذات الراء بعد المشجح، ونقلها المعركة إلى مناطق حسّاسة غرب الطلعة الحمراء، قد تتسبّب بوقوع من تبقّى من قوات هادي في «الطلعة» تحت الحصار.
وأفادت المصادر نفسها بأن المجاميع الموالية لـ»التحالف» فشلت في الحفاظ على مواقعها في محيط تبّة البس غربيّ المدينة، مضيفة إن تلك المجاميع دفعت، خلال اليومين الماضيين، بكلّ ثقلها العسكري إلى جبهات غرب المدينة وشمال غربها، لوقف تقدُّم الجيش و»اللجان» لكنها فشلت، متحدّثة عن وقوع «مقتلة كبيرة» لتعزيزات عسكرية تابعة لـ»الإصلاح» قَدِمت من البيضاء، وكانت في طريقها إلى الطلعة الحمراء للدفاع عنها بعد سقوط أجزاء منها غرباً.
وأوضحت المصادر أن قوات صنعاء تلقّت، السبت، معلومات استخبارية من المتعاونين معها بأماكن وجود التعزيزات «الإصلاحية»، لتستهدفها بهجوم صاروخي أوقع عشرات القتلى.
وكانت قوات هادي قد فقدت عدداً كبيراً من قادتها العسكريين خلال الأسبوعين الماضيين (آخرهم عبد ربه الشدادي، نجل قائد المنطقة العسكرية الثالثة، والمُكلَّف بقيادة جبهات مراد)، وهو ما ضاعَف حالة الانهيار المعنوي في صفوفها، توازياً مع تساقُط مواقعها المتقدّمة غربي مأرب.
مع هذا، حاولت تلك القوات، السبت، تجهيز ﺧﻂّ دﻓﺎﻉ جديد يمتدّ ﻣﻦ ﺣﻤﺔ ﺍﻟﺒﺲ وﺧﻂّ ﺍلأﻧﺒﻮﺏ إﻟﻰ منطقتَي ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ شمال غرب المدينة، وذلك ﺑﻌﺪ اﻧﻜﺴﺎﺭ ﺧﻂّ دفاعها ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ إﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌُﻄﻴﻒ وملبودة ودش الخشب والحمة الحمراء.
لكن خطوتها هذه لم تَحُل دون خسارتها، السبت، عدداً من المواقع في منطقة الميل غربي المدينة.
ووفقاً للناشط طارق بن سلامة، وهو من أبناء المحافظة، فقد سيطر الجيش و»اللجان» على أكثر من 10 مواقع صغيرة بالقرب من تبّة المصارية، آخر التباب الواقعة بالقرب من الأحياء الغربية لمركز المحافظة.
وكان سقوط تبّة سنجر في جبهة المشجح، مطلع الأسبوع الفائت، قد وضَع تبّة ماهر، المقابلة لتبّة المصارية، تحت نيران قوات صنعاء.
المصدر: جريدة “لأخبار” اللبنانية.