خاص// وكالة الصحافة اليمنية
يبدو أن سجل تاريخ جماعة “الإخوان المسلمين” يرفض ألا يحوي سوى الفضائح، وهي الحقيقة التي تتجلى يوما بعد يوم لتكشف عن هذه الجماعة أقنعة الزيف التي تحرص على ارتدائها لتغطية جرائمها وصبغ أهدافها التدميرية بصبغة دينية وتدعي تمسكها بجوهر الدين ومكارم الأخلاق.
ولأن ما بني على باطل لا يمكنه إلا أن يظل باطلا تتكشف حقيقة جماعة الإخوان كل يوم، ومن حين لأخر تظهر فضائح وتسريبات جديدة تعري سوءات هذه الجماعة الارهابية، ووسط هذا الكم من الفضائح يتلقى تنظيم الإخوان اتهامات وانتقادات من قبل شخصيات ورموز دينية سلفية تؤكد انحراف هذه الجماعة منهجيا وفكريا وحركيا، مما يعكس اتفاق الرؤى السلفية حول الغموض والشك في أساس وأسس تيار “الاخوان”.
وحول واحدة من هذه الفضائح يقول أكد الداعية مشاري العفاسي في تغريدة له على “تويتر” أن مرشد الإخوان الأسبق عمر التلمساني اعترف في مذكراته بتعلمه الرقص في شارع عماد الدين، واصل المقرئ الكويتي العفاسي، هجومه على عناصر جماعة الإخوان المسلمين، في تغريدات أخرى مؤكدا أنهم الحاضن الرئيسي لكل فرقة ضالة ترعاهم وتستخدمهم كالمطايا، فلكل دولة مطية تناسبها، ومن أكبر المصائب وجود مطايا لهم سلفيين يتعاطفون معهم ثم يكونوا هم الضحايا لهم”.
أما الشيخ ياسر برهامي فوصلت انتقاداته إلى مساحات أكبر، وصف فيها الإخوان بأنها جماعة بدعية وتقبل بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وبناءً عليه تعرض لهجوم من قبل اللجان الإخوانية، ليكتب “برهامي” في مقال له نشره موقع صوت السلف، عن سبب هجومه على الإخوان مؤخرًا، فيقول في مقاله الذي جاء بعنوان “لماذا الأن”، قائلًا: “… ظَلَّ نزيف الشباب المسلم المتدين في اتجاه التكفير والتخريب!.. والتغير الذى بدأ منذ سيطرة “الجناح القطبِي” الوارث لفكر “التنظيم الخاص”، والذى نَظـَّر له “سيد قطب” و”محمد قطب” و”محمد سرور” وتلامذتُهم بدرجات مختلفة وأفهامٍ مُتَفَاوِتَة حول فكرة “المجتمع الجاهلي..”
وبخلاف الجدل الذي دار بين السلفيين والإخوان، طفت على السطح فضيحتان، الأولي اعترافات طارق رمضان حفيد مؤسس “الإخوان الإرهابية”، بعلاقاته الجنسية وغير الأخلاقية، والتي تتنافى مع كل ما يدعو له، وما يبدو عليه، فبعد نفي دام أشهر طويلة، أكد تورطه في قضايا الاغتصاب الموجهة إليه، وانسياقه وراء شهواته ورغباته الجنسية، فقد اعترف حفيد مؤسس جماعة الإخوان، بإقامة علاقة جنسية مع واحدة من ضمن الخمس نساء اللواتي يقاضينه بتهمة الاغتصاب، وأنها الضحية الثالثة له.
بينما تتعلق الفضيحة الثانية، بتسريبات للسفير الروسي السابق في قطر، فلاديمير تيتورينكو، وما اثارته من ردود أفعال واسعة، داخل منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج، والتي جاءت خلال مقابلة أجراها مع قناة روسيا اليوم، تطرق فيها إلى الحديث عن الداعية الإخواني المقيم في قطر، يوسف القرضاوي، والذي يعتبر الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، وقد عززت هذه التصريحات من صحة التقارير التي تتحدث عن نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل مؤسسة الحكم في البلد الخليجي الصغير والثري والذي أنفق مبالغ كبيرة على دعم الاحتجاجات في دول الربيع العربي.
وأشار الدبلوماسي الروسي في حديثه إلى “طلب” القرضاوي من الديوان الأميري القطري بتقديم الأموال إلى المعارضة في مصر لتقوية الثورة على حد تعبيره، وتناوله موضوع الأنظمة الحاكمة عموما وفي قطر وشبه الجزيرة العربية تحديدا، ويروي السفير: “قال لي القرضاوي: (على روسيا أن تقبل بحقيقة أن الأنظمة الدموية، والفاسدة، في البلدان العربية يجب أن تزول، وأن الشعوب سئِمَت من حكوماتها القديمة، ويجب أن تحل محلها قوة المجتمع.. وعندما تتخلص هذه البلدان من حكامها المنتهيين، فستتمكن من بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على تقاليدنا الأصيلة).
وأضاف السفير في روايته، أنه عند هذه النقطة، سألته: “أرجو المعذرة، أنت تردد باستمرار كلمة الديمقراطية؛ فهل تعتقد أن النظام في البلد الذي تعيش فيه ديمقراطي؟ أقصد قطر، والبلدان المجاورة الأخرى التي لا توجد فيها أحزاب سياسية، ولا برلمان، بل أنظمة ملكية مطلقة، فهل هذا ديمقراطي؟” فأجاب عليه القرضاوي: “لا.. ولكن دورها سيأتي أيضاً”، وتابع بقوله :”أعدت سؤالي: هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بحكام قطر وأمرائها أيضاً؟”، فأجاب عليه: “على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم، والشعب فيما بعد سيطيح بهم”.
والمثير في الأمر، ما أشار اليه الدبلوماسي الروسي السابق، عندما تحدث عن اعتقاده بنفوذ القرضاوي الممتد في قطر، والذي وصل إلى حد أنه كان يتصل بالديوان الأميري، كي تعرض محطة الجزيرة المزيد من اللقطات الفظيعة، وهو المشهد الذي حضره السفير بحسب روايته: “قالها أمامي.. اعرضوا المزيد من اللقطات التي فيها كثير من الدماء وقتل الأطفال أكثر ما يمكن”.
لكن السفير الروسي الذي عارضت بلاده تلك الاحتجاجات الشعبية قال إن موسكو تعرضت لضغط من وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم وصفه بالوقح بهدف تغيير موقفها آنذاك من تلك الاحتجاجات التي يدعمها الشيخ القرضاوي بشكل مباشر من داخل الدوحة ويصدر أوامر بتسليط الضوء عليها إعلاميًا.
وقال السفير تيتورينكو: إنه سأل القرضاوي وجهًا لوجه خلال أحد لقاءاتهما في الدوحة عما إذا كان يرى أن الاحتجاجات الشعبية يجب أن تصل قطر، فأجابه القرضاوي إن ذلك سيكون في مرحلة لاحقة ويشمل كل دول الخليج وليس قطر فقط.