تقارير/ وكالة الصحافة اليمينة//
تحفل سجون الإمارات في اليمن بقصص صادمة عن تعذيب وحشي لانتزاع اعترافات مفبركة ضمن جرائم أبوظبي المستمرة منذ سنوات بحق اليمنيين.
وفي أحدث قصص انتهاكات الإمارات، روى معتقل سابق في سجون سرية تابعة لميليشيات أبوظبي في اليمن تفاصيل مروعة عن الممارسات الوحشية والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين.
وكشف سالم الربيزي الذي قضى في أحد المعتقلات التي تديرها الامارات ما يقارب العامين قبل أن يفرج عنه مطلع الشهر الجاري، أساليب التعذيب الوحشية التي كان يتعرض لها خلال جلسات الاستجواب لإجباره على تأليف قصة إدانته، بتهمة التخابر مع دول خارجية.
وقال الربيزي “اعتقلت في 10 يونيو 2019، حيث تم وضعي أولاً في سجن منشأة بلحاف بمحافظة شبوة، قبل أن أنقل إلى سجن في مطار الريان بمحافظة حضرموت، وبعدها إلى سجن بميناء الضبة النفطي بالمحافظة نفسها، وجميعها تحت إدارة قوات إماراتية”.
وأضاف – بصوت مرهق يحمل في نبراته قسوة التجربة- “كانت أياما قاسية، تعرضت خلالها لشتى أنواع التعذيب، من ضمنها الصعق الكهربائي والضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية حتى أغمي عليّ أكثر من مرة”.
وأستطرد “خلال الأيام الأولى للاعتقال في سجن منشأة بلحاف مورست علينا أنواع من التعذيب لا يمكن تخيلها من قبل جنود إماراتيين يقودهم ضابط يدعى أبو سيف الإماراتي، واستمر التعذيب خلال فترة الاعتقال والتحقيق في المنشأة مدة 3 أشهر”.
وأوضح الربيزي وهو من سكان شبوة ويشغل منصب رئيس هيئة الرقابة والتفتيش في مجلس الحراك الثوري الجنوبي وعضو المكتب السياسي للمجلس، “كنت مع 8 معتقلين في زنزانة واحدة، وكان يتم نقلي بين حين وآخر إلى زنزانة انفرادية”.
وأشار “كانوا يتفننون في طرق التعذيب النفسي، ومن بينها تجريد السجين من ملابسه والتكبيل والتعليق من الأيدي والأرجل لساعات والشتم والضرب المبرح على الوجه والإغراق في حوض ماء والحرمان من النوم ودخول دورة المياه”.
ويضيف “هناك سجون أخرى بها عدد كبير من المعتقلين لا يسمح لنا بالالتقاء بهم، كنا نسمع بكاء البعض ونتحدث مع بعضهم من خلف أسوار المعتقل”.
وعن أسباب الاعتقال، يقول الربيزي، “في البداية وجهت لي خلال التحقيق من قبل الضابط الإماراتي تهمة التخابر مع دول خارجية لكن بعد عدد من جلسات التحقيق أخبرني نفس الضابط أن سبب اعتقالي هو رفض سياسة الإمارات في اليمن”.
وتابع “بعد 3 أشهر، قام الإماراتيون بنقلي من سجن بلحاف إلى سجن في مطار الريان بحضرموت ثم سجن بميناء الضبة في المدينة نفسها، وبعد 7 أشهر تم إحالتي للمحكمة الجزائية بعد دعوات ومطالبات بالإفراج عني أو محاكمتي”.
وأضاف “استمرت المحاكمة أكثر من 5 أشهر مع بقائي في المعتقل بعد رفض ضباط إماراتيين قرار المحكمة بالإفراج عني بضمانة، وفي 2 أبريل/نيسان الجاري، تم الإفراج عني بموجب حكم المحكمة، قضى ببراءتي من جميع التهم الموجهة لي من قبل الجانب الإماراتي”.
وتعد منشأة بلحاف النفطية، التي تشرف عليها شركة “توتال” الفرنسية، بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، من أبرز السجون السرية التي تديرها الامارات.
وسبق أن سلطت تقارير إعلامية غربية، الضوء على هذه السجون، ووجهت اتهامات مباشرة لشركة توتال وللحكومة الفرنسية أيضا بالتورط في تلك الانتهاكات.
وتمثل منشأة بلحاف، أكبر مشروع استثماري في اليمن، حيث تقدر قيمته بـ5 مليارات دولار أميركي، وتديره الشركة المحلية اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تسيّرها “توتال”، وتسهم فيه بنسبة 39.6%.
وفي منتصف العام 2017 حولت الإمارات المنشأة إلى قاعدة عسكرية وسجنا سريا للمناوئين لسياساتها في اليمن، ما تسبب في حرمان اليمن من عوائد مالية كبيرة تفوق ملياري دولار سنويا، بحسب مايقول محللون اقتصاديون.
وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات الرسمية والشعبية بإخراج القوات الاماراتية منها، إلا أن تلك النداءات لم تلق أذانا صاغية.