تقرير/ عمرو عبدالحميد/ وكالة الصحافة اليمنية//
لم ولن تمر تهديدات جماعات “الهيكل” الصهيونية التي أطلقتها قبل أيام ودعت المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى من الـ 7 صباحاً وحتى الـ 11 صباحاً في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، تزامناً مع ما يسمى “توحيد القدس” عند الإسرائيليين.
بعد دعوات اقتحام أولى القبلتين من قبل المنظمات الصهيونية عملت حكومة الكيان الإسرائيلي على نصب حواجز عسكرية في باب “العامود” بمحيط الأقصى بهدف ضمان تحقيق آمال المستوطنين إلا أن الخطة الإسرائيلية أجهضتها انتفاضة أحرار المقدس بعد خوضهم معركة التصدي في وجه الجيش الإسرائيلي واجبروه على رفع حواجزه بعد أيام من المواجهات توحدت خلالها سواعد الفلسطينيين وقلوب الأمة الحية خصوصاً مع اقتراب يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان.
جدار المقاومة يزيل حواجز الاحتلال
أحلام المستوطنين اصطدمت بجدار المقاومة وتلاشت لا سيما بعد تأكيد قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، واحدية المصير في ما يخص القضية الفلسطينية والتي شدد عليها مراراً وتكراراً كان آخرها في كلمة متلفزة له خلال مشاركته اليوم مع رموز المقاومة في المنطقة بفعالية ” المنبر الواحد ” الذي نظمته اللجنة المركزية لإحياء يوم القدس العالمي.
اليمن في قلب المعركة
السيد عبدالملك أكد في كلمته أن الشعب اليمني لن يكون محايدا في معركة الأمة ومناصرة فلسطين وماضٍ بكل ثبات في تمسكه بالموقف الحق والعمل مع أحرار المقاومة والسعي ليس في تحرير فلسطين وحسب بل وسائر الأراضي العربية المحتلة من منطلق هويته الإيمانية وقيمه الدينية والإنسانية.
واعتبر قائد الثورة اليمنية أن يوم “القدس” مناسبة مهمة لاستنهاض الأمة وشحذ الهمم ورفع مستوى الوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة.
وأكد أن عنوان التطبيع فضح بعض الأنظمة بعمالتها وخيانتها ومسارعتها في الولاء لليهود إلا أن هذا العنوان عمل على فراز وانكشاف تلك الأنظمة التي كانت تكبل الأمة.
فلسطين على رأس الإهتمام
سبعة أعوام منذ أعلن التحالف حربه الواسعة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً على اليمن مع ذلك تظل القضية الفلسطينية محور اهتمام اليمنيين قيادة وشعباً وهو ما اقلق الكيان الإسرائيلي الذي افرد مساحات واسعة على منصاته الإعلامية لمتابعة وتحليل خطابات السيد عبدالملك والذي سبق وأن أعلن بكلمته بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، في يوليو من العام 2018م، استعداد اليمن للمشاركة العسكرية في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا إلى إعادة توجيه بوصلة العداء إلى إسرائيل وأمريكا ومشاريعهما الرامية إلى تفتيت المنطقة والقضاء على مقوماتها ومقدساتها ومقدراتها.
رسائل قائد الثورة اليمنية تقلق الصهاينة
رسائل السيد عبدالملك، اقلقت بالفعل الكيان الإسرائيلي بحسب ما يتناوله الإعلام العبري لتتسارع وتيرة التقارب العلني بين السعودية والإمارات مع عدو الأمة الإسلامية والعمل بقدر الإمكان على إضعاف جهود المقاومة واستمرار الحرب على اليمن إحدى أوجه ذلك التقارب.
لعب النظام السعودي طويلاً على الخلافات المذهبية حتى يتسنى له قتل روح أي مكون يقاوم الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة وفق ما رسمت له الولايات المتحدة، التي تمسك بخيوط اللعبة منذ تغيير خارطة القوى بعد الحرب العالمية الثانية.
في الواقع العملي اذاب السيد عبدالملك، خطط السعودية المفضوحة والرامية إلى تشتيت محور المقاومة من خلال تقديمه مبادرة تقوم على استعداد اليمن الإفراج عن احد الطيارين وأربعة ضباط وجنود سعوديين أسرى، مقابل افراج السعودية عن معتقلين من حركة حماس الأمر الذي كشف سوءة النظام السعودي بوضوح بعد رفضه وتعنته لإطلاق المعتقلين وفي طليعتهم المُسن محمد الخضري ونجله.
مرة أخرى سيترجم الشعب اليمني على الأرض دعوات قائده السيد عبدالملك، في التحرك الجاد والمسؤول في مناصرة فلسطين الجمعة القادمة والأخيرة من شهر رمضان في خروج جديد يعقد المسألة أمام الكيان الإسرائيلي الذي حاول زرع خنجر في خاصرة اليمنيين من خلال تقاربه مع “الانتقالي الجنوبي” الذي سيتحول إلى رقم صفر في المعادلة الحقيقية عند المواجهة الكبرى.