متابعات // وكالة الصحافة اليمنية //
قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الأربعاء إن تثبيت الهدوء في قطاع غزة يتطلب وقف كل أشكال “العدوان” الإسرائيلي.
وأكد الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع في بيان صحفي أن مصادقة المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية على توسيع الضربات على غزة “لن يفت من عضد الشعب الفلسطيني ومقاومتنا مستمرة”.
واعتبر القانوع أن “استهداف الاحتلال للأبراج والمباني السكنية دليل على إفلاسه وتخبطه ويأتي ذلك بعد حجم الضربات المؤلمة التي أصابته”.
وأضاف أن “تثبيت الهدوء يتطلب وقف كل أشكال العدوان على شعبنا في القدس وغزة ووقف وإنهاء تهجير أهلنا في حي الشيخ جراح”. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع إلى 65 من بينهم 16 طفلا و5 سيدات ومسن وإصابة 365 مواطن بجراح مختلفة.
من جهة أخرى، ارتفع عدد القتلى من الإسرائيليين جراء الهجمات الصاروخية من جانب الفصائل الفلسطينية إلى سبعة .
وقالت إسرائيل إنها قتلت 16 عضوا في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ضربة جوية على قطاع غزة اليوم الأربعاء في حين أمطر مسلحون فلسطينيون إسرائيل بالصواريخ بينما قالت واشنطن إنها سترسل مبعوثها لمحاولة تهدئة أعنف قتال بين الجانبين منذ سنوات.
واستشهد ما لا يقل عن 56 شخصا في قطاع غزة منذ تصاعد العنف يوم الاثنين وفقا لوزارة الصحة بالقطاع، وفي إسرائيل، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن ستة قُتلوا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قائد كتائب القسام في غزة من بين كبار القادة الذين استشهدوا من حماس وأضاف مهددا في بيان “هذه هي مجرد البداية، سنوجه للإرهابيين ضربات لم يتخيلوها”.
وبعد فترة وجيزة من هذا الإعلان، أطلق الفلسطينيون وابلا من الصواريخ على مدينة أسدود الإسرائيلية وقالت وسائل إعلام إن الجيش يستعد لزخات أخرى على منطقة تل أبيب.
وذكر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) أن من بين الشهداء الضربة القيادي المخضرم باسم عيسى، قائد لواء غزة في كتائب القسام، وجمعة طلحة مسؤول تكنولوجيا الصواريخ في حماس و13 عضوا في فريق تصنيع الأسلحة بالحركة.
وأكدت حماس الأنباء وقالت في بيان “تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى أبناء شعبنا وأمتنا في كل مكان استشهاد القائد القسامي المجاهد باسم عيسى… قائد لواء غزة في كتائب القسام، وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين” لكن البيان أضاف أن “من خلفهم آلاف من القادة والجند يواصلون المسير ويحملون الراية ويذيقون العدو الويلات”.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “المواجهة مع العدو مفتوحة”.
وذكر مصدر فلسطيني أن جهود مصر وقطر والأمم المتحدة بشأن التوصل إلى هدنة لم تحقق أي تقدم حتى الآن لإنهاء القصف المتبادل الذي اندلع هذا الأسبوع بعد تصاعد حدة التوتر خلال شهر رمضان والاشتباكات في القدس الشرقية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة سترسل دبلوماسيا رفيعا للشرق الأوسط لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على التهدئة، واصفا المشاهد في المنطقة بأنها “مروعة”.
وأضاف “الصور التي خرجت الليلة الماضية مروعة، مقتل أي مدني مأساة، طلبت من نائب مساعد وزير الخارجية (للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية) هادي عمرو أن يتوجه إلى المنطقة فورا للقاء الإسرائيليين والفلسطينيين… سيحث، نيابة عني وعن الرئيس (جو) بايدن، على وقف التصعيد”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أكد على دعم الولايات المتحدة “الراسخ” لإسرائيل وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، وفي بيان عن الاتصال من الجانب الإسرائيلي قال وزير الدفاع بيني جانتس إن إسرائيل ستواصل ضرب حماس لاستعادة الهدوء على المدى الطويل.
والقتال هو الأعنف بين إسرائيل وحماس منذ حربهما عام 2014 في قطاع غزة ويزيد من القلق الدولي من خروج الوضع عن السيطرة.
وانهار في غزة برج سكني متعدد الطوابق كانت إسرائيل قد أنذرت سكانه بإخلائه وبرج يضم مقرات لحماس ووسائل إعلامية ولحقت أضرار شديدة بآخر جراء الضربات الجوية.
وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية أصابت في ضربات أخرى مواقع قال الجيش إنها مخصصة لإطلاق الصواريخ ومقار لحماس ومنازل لقيادييها.
وقال رجل في شارع بغزة أخذ الناس يهرولون فيه خارج منازلهم بينما كانت الانفجارات تهز المباني “إسرائيل جن جنونها”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت 24 مواطنا بالقطاع اليوم الأربعاء، وذكر شهود ومسؤولون بقطاع الصحة في غزة أن ضربة جوية إسرائيلية ادت لاستشهاد ثلاثة كانوا في سيارة بينهم امرأة.
ولم يغمض لكثير من الإسرائيليين أيضا جفن الليلة مع انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب تحذيرا من موجات الصواريخ التي استهدفت قلب إسرائيل.
وقالت إسرائيلية في مدينة عسقلان الساحلية للقناة الحادية عشرة بالتلفزيون الإسرائيلي “الأطفال نجوا من فيروس كورونا ليواجهوا الآن صدمة جديدة”.
وركض إسرائيليون للاحتماء بالملاجئ أو انبطحوا أرضا على الأرصفة في تجمعات سكانية على بعد أكثر من 70 كيلومترا عن غزة بينما كانت الصواريخ الاعتراضية تشق السماء.
وقالت مارجو آرونوفيتش، وهي طالبة في تل أبيب عمرها 26 عاما، “إسرائيل كلها تحت الهجوم. إنه وضع مرعب حقا”.
ولقي إسرائيلي حتفه بصاروخ مضاد للدبابات انطلق من غزة وسقط على عربة قرب الحدود حسبما قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية. وقُتل شخصان بصاروخ أصاب سيارتهما في بلدة اللد القريبة من تل أبيب.
وشهدت بلدات يسكنها مزيج من العرب واليهود في إسرائيل توترا ومظاهرات بسبب العنف الدائر في غزة والتوتر بالقدس. وبعد إضرام النيران في كنيس يهودي في اللد، نشرت الشرطة تعزيزات أمنية وأعلنت فرض حظر التجول.
في ذات السياق قالت شركة شيفرون الأمريكية للطاقة اليوم الأربعاء إنها أغلقت منصة تمار للغاز الطبيعي قبالة ساحل إسرائيل في شرق البحر المتوسط بناء على تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية التي قالت بدورها إنه سيتم تلبية كل حاجات إسرائيل من الطاقة.
وقال جناح حماس المسلح إنه أطلق 210 صواريخ باتجاه بئر السبع وتل أبيب خلال الليل ردا على قصف البرج السكني في مدينة غزة.
وقال هنية “إذا أرادوا التصعيد فالمقاومة جاهزة وإذا أرادوا التهدئة فالمقاومة جاهزة”.
وبالنسبة لإسرائيل، يشكل استهداف المسلحين لعاصمتها التجارية تل أبيب تحديا جديدا في المواجهة مع حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وجاءت أعمال العنف بعد توتر على مدى أسابيع في القدس مع اشتباك الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين عند المسجد الأقصى وفي محيطه.
وتصاعد التوتر قبل جلسة محكمة، تقرر تأجيلها، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.
وأدى العنف إلى تجميد محادثات معارضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية لخلعه من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس آذار.
واحتدم العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة، وقالت مصادر طبية إن فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاما استشهد برصاص القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن هناك 14 طفلا من بين شهداء القطاع.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من مئتي صاروخ من بين نحو ألف أطلقتها الفصائل المسلحة في غزة لم تبلغ أهدافها وسقطت داخل القطاع بما يعني أنها تسببت أيضا في سقوط شهداء من المدنيين الفلسطينيين.