تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
لم يكن الرئيس الشهيد صالح الصماد حبيساً لقصور مزاولة السلطة بعيداً عن الهم اليومي لشعب اليمن، بل كان دائم الالتصاق بهموم شعبه، كان يدرك انه مثل كل ابناء الشعب لا يتمتع بأي حصانة يمكن أن توفر له الحماية من غدر غارات التحالف ، إلا أنه لم يتردد يوماً في التنقل بين جبهات المواجهة .
ورغم علمه بأن التحالف وضع مكافئة قيمتها (20) مليون دولار لكل من يدل على مكان تواجد الصماد الذي كان الاسم الثاني ضمن قائمة مكونة من 40 شخصاً من القيادات اليمنية ، إلا أن ذلك لم يمنع الرجل من التنقل بين الجبهات والمحافظات اليمنية ،متحدياً التحالف بكل ما يملك من طائرات الرصد واقمار التجسس ، إضافة إلى الجواسيس من الخونة على الارض، كانت تحركاته بين الناس واضحة ودون أي تحفظات يمكن من خلالها الاحتماء من غارات طيران التحالف.
ورغم معرفة الرئيس الشهيد صالح الصماد أن التحالف يحشد كل إمكانياته لاحتلال الحديدة ، الامر الذي اندفع على أساسه الصماد لزيارة الحديدة، في زيارة كانت اشبه بالاعصار الذي اجبر عاصفة التحالف على إعادة النظر في خططها في ظل وجود قادة مثل الصماد لا يمكن أن تكون خطط الاحتلال سهلة في ظل وجودهم ، اشعل خطاب الرئيس الشهيد حماس ابناء الحديدة أكثر في مواجهة الاحتلال ، فلا يمكن لرئيس تولى مسئولية وطن يتعرض لأبشع عملية إعتداء عرفها العالم ، أن يختبئ في جحور الفئران.
كان لدى الصماد القدرة على إختيار الوقت المناسب للإعلان عن المراحل ، وكان لديه خبرة واسعة في إدارة البلاد إدارة إستراتيجية ، فرغم زحمة الأعمال في ظل الظروف الإستثنائية التي تتعرض لها اليمن في ظل العدوان ، حيث يصفه عدد ممن تعرفوا عليه إلا أن الرئيس الشهيد كان يمتلك القدرة على إعطاء كل موضوع حقه على حده ، فهو يجتمع مع رجال الاقتصاد ليكون رجل اقتصاد من الدرجة الاولى، يجتمع بالعسكريين فيكون رجلاً عسكرياً من طراز رفيع، وعندما يلتقي بالوفود السياسية الاجنبية تجده قادراً على الاخذ والرد معهم بحنكة سياسية تذهل محاوريه.
كانت كلمات الرئيس الشهيد صالح الصماد تخرج مثل الطلقات لتصيب العدو بمقتل، وبمجرد أن أعلن عن أن العام الحالي هو عام بالستي بإمتياز، أثار حالة من الرعب في دول الحالف.
وقبل ان يستشهد الرئيس الصماد اعلن خلال زيارته لمحافظة ذمار انه في حال رزق الشهادة فإنه لا يمتلك شيئاً يعيل اطفاله الذين سيضطرون للعودة إلى صعدة ، لم يمتلك الرئيس الصماد حتى منزلاً ، وكان يعيش في منزل مستأجر بالعاصمة صنعاء.
رحل الرئيس صالح الصماد بتاريخ حافل بالتضحية والشرف، وقد منح رحيله ثورة التحرر التي اطلقها شعب اليمن في ال(21) سبتمبر دفعة جديدة ، و ما لا يدركه اعداء اليمن أن استشهاد الصماد لن يزيد اليمنيين إلا صموداً فاليمن زاخرة بالكثير من ابنائها الشجعان الاحرار، وعلى دول التحاف المعلقة على اوثان نصبتهم امريكا أن تقلق على نفسها كونها معرضة للانهيارالتام بمجرد سقوط صنم من اصنامها.