تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
على عكس ما تدعيه السلطات السعودية في العادة من أنها تمكنت من قتل قيادي يمني في جبهة ما، فضلت السكوت عن الجريمة التي اقترفتها بقتل الرئيس صالح الصماد الخميس الماضي، وتوقفت عن بث الشائعات والأكاذيب التي لم تنفك عنها منذ ثلاث سنوات، بعد أن ارتكبت جريمة اغتيال رجل السياسية والسلام توارى الناطق الرسمي باسم دول التحالف وذهب بعيداً لبث أخبار كاذبة ومضللة عن استهداف الجيش اليمني لمدينة نجران بعدة صواريخ باليستية في يوم لم تعلن القوة الصاروخية اليمنية عن إطلاق أي صواريخ.
أدركت السعودية بأنها ارتكبت خطأ جسيماً بتجاوزها لكل الخطوط الحمراء، وأنها قد أفرطت في حقدها وعدوانها على الشعب اليمني فقررت الصمت، ربما محاولة منها للبحث عن شائعات أخرى تلفق بها اغتيال الرئيس اليمني من قبيل أن هناك خلافات بين القيادات في صنعاء وغيرها، لكن الوقت لم يسعفها لطباخة كذبة يمكن تصديقها ولو مؤقتاً، اصطنعت تمثيلية هزلية في الرياض أدعت فيها بأن طائرة مسيرة حلقت فوق قصر الملك، لم تقترب تلك التمثيلية من أي هدف أرادته سلطات السعودية.
شعرت المملكة بفداحة جريمتها اذ اغتالت قائدا سياسيا وهي جريمة تتعارض مع القانون الدولي الذي يمنع استهداف رموز الدولة السياسيين وخاصة الرئيس اذا لم يكن في ميدان القتال.
اكتفت مملكة آل سعود بالاعلان عن استهداف الرئيس الصماد عبر نشطاء من الدرجة الصغيرة جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نائية بنفسها عن الجريمة وكأن المواطن اليمني يقتل نفسه كل يوم وطائراتهم في رحلة سياحية خارج الغلاف الجوي، ظن الأمراء السعوديين بأن الجريمة ستمر مرور الكرام، لكنهم تفاجأوا بالإعلان عنها من قبل اعلى سلطة في اليمن وهو المجلس السياسي الاعلى، لتنعقد عدة اجتماعات طارئة في معظم الوزارات والمؤسسات وتدخل البلاد في حداد لثلاثة أيام.
تلك طريقة السعودية المعروفة، تعلن وتتبنى قتل أبو علي الحاكم وأبو أحمد الحوثي ويوسف المداني وغيرهم من القيادات في إطار الحرب النفسية المبكرة التي تحاول فيها تفكيك الجبهة الداخلية، وعندما ترتكب جريمة حقيقية فسرعان ما تبادر الى انكارها والعمل على شراء المنظمات الانسانية المحلية والدولية التي تكشف عنها، وليست جريمة اغتيال الرئيس الصماد هي الوحيدة التي حاولت التنصل منها، بل تتنصل دوماً عن كل الجرائم وفي بعض الاحيان تلجأ لاستخدام أدواتها كقفازات أو شماعات تلقي عليهم بالمسئولية عن بعض الجرائم التي تلقى تفاعل وتنديد عالمي.