تناول تقرير لصحيفة الـ “اندبندنت” البريطانية، حول الجمال الطبيعي لجزيرة سقطرى اليمنية، وما تتمتع به من مناظر خلابة، وحاجة الجزيرة للتطوير في ظل ما تتميز به من مقومات سياحية تُضاهي به أفضل جزر العالم.
وقال كاتب التقرير أرجون نيل عليم الذي قام برحلة إلى الجزيرة مع أصدقائه بأنه خالجهم شعور غامر بالتواجد على الجزيرة، وخاصة عندما وصولوا إلى أحد الكهوف الذي يمتد على مسافة 3 كيلو مترات في قمة جبل مرتفع.
وقال الكاتب بأن الجزيرة التي أطلق عليها “الجوهرة الخفية” لبحر العرب، والمكان الأكثر غرابة في العالم، شكلت هاجسًا لعشاق السفر والأكاديميين، حيث أكسبتها الأنواع الفريدة والمناظر الطبيعية الخلابة غير المطورة، ميزة متفردة على مستوى غرائب العالم.
وأضاف “نيل عليم” بأنه بقي على الجزيرة أربعة أيام اكتشف شواطئها البرية وتراثها الثقافي القديم، كما ألتقى السكان المحليين وتعرف على أنظمتها البيئية الرائعة وكيفية الحفاظ عليها، لتطوير المنطقة غير المعروفة كوجهة سياحية.
وتابع: تعتبر الجزيرة رسميًا جزءًا من اليمن الذي مزقته الحرب ، وتم ضمها لقائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 2008م.
وعن البنية السياحية في الجزيرة وصفها كاتب التقرير بأنها شحيحة، مع وجود فندق بسيط في العاصمة حديبو، وهي بلدة صغيرة تصطف على جانبيها المحلات التجارية التي تبيع التوابل والبقالات والملابس المحلية والعطور، وأكبر مطعم فيها “شبوة” الذي يقدم السمك المشوي الطازج والمأكولات المحلية الشهية – بما في ذلك كعكة لذيذة مصنوعة من التمر المقشور والقشدة السميكة والعسل السقطري.
وواصل التقرير: يميل المسافرون إلى التخييم في جميع أنحاء الجزيرة ، والبقاء على أراضي السكان المحليين أثناء التنزه والتسلق والسباحة عبر العديد من مناطق الجذب الطبيعية؛ مشيرًا إلى أن هذا المصدر الضئيل للإيرادات جف قبل عام 2010 ، خاصة مع زيارة حوالي 2000 سائح لـ سقطرى كل عام.
ولفت التقرير إلى أن الحرب التي يقودها التحالف على اليمن أجهضت خطط تطوير الجزيرة سياحيًا، على الرغم مما تزخر به من حياة بحرية متنوعة وشعاب مرجانية شاسعة ، كما أن بحيرة “ديتوا” مع كثبانها الرميلة وشواطئها البيضاء والدلافين التي تقفز في الأفق زاد الجزيرة جمالًا.
تقلص عدد السواح
التقى كاتب التقرير بـ مدير إحدى المحميات البحرية محمد نسيم 37 عامًا، الذي أعرب عن أسفه لانتهاء عائدات السياحة في الجزيرة، حيث قال اعتدنا على استضافة 30-60 سائحًا يوميًا في المحمية “. الآن جعل الافتقار إلى البنية التحتية والزائرين وظيفته شبه مستحيلة. “مع الأخذ في الاعتبار عدم محاولة إنشاء فنادق كبيرة. ما زلنا نحاول حماية التنوع الطبيعي للمنطقة “، يضيف نسيم.
محط أنظار القوى الأجنبية
وعن الصراع الدائر حول سقطرى قال نيل عليم إن الجزيرة محط أنظار قوى أجنبية منذ القدم، حيث اشتهى الرومان العصارة الحمراء لأشجار “دم التنين” ليستخدموها كطلاء حرب لمصارعوهم، وفي القرن الـ 19 كانت بريطانيا تعتزم استخدام الجزيرة كقاعدة بحرية يمكن من خلالها القيام بدوريات في خليج عدن ذي الأهمية الاستراتيجية ، قبل أن تختار بريطانيا عدن نفسها.
وبحسب أحد سكان الجزيرة محمد سالم القباني 55 عامًا، فإن سقطرى شهدت مجاعة بسبب الحرب؛ لكن انخفاض أسعار النفط وانخفاض التدفقات التجارية من براليمن الرئيسي إلى سقطرى نتيجة الحرب المستمرة ، فرض ضغوطًا اقتصادية على سكان الجزر ، لا سيما بسبب ندرة الوقود المتزايدة مما أثر على معيشتهم.
وتحدث التقرير عن محمية ” حُمهل” أحد أبرز معالم الجزيرة وتحديدًا عن الرحلة إليها عبر النتوءات الصخرية ، ومنحدرات الأنهار الجافة ، وشجيرات الألوة فيرا الأصلية النادرة ، جنبًا إلى جنب مع صفوف أشجار الزجاجة الوردية المتعرجة، وفي نهاية التسلق ، الذي استغرق من الكاتب وأصدقائه حوالي 30 دقيقة ، ظهرت حافة منحدر مع حوض سباحة لا متناهي يتشكل بشكل طبيعي يغذيه شلال، المياه العذبة ذات اللون الأزرق المخضر منعشة ومبهجة.
السياحة البيئية وتحذير اليونسكو
وأوضح الكاتب بأنه لم يتم الحفاظ على الجزيرة، القمامة تتناثر ومعظمها من الزجاجات البلاستيكية، عبر الطرق المتعرجة بين المدن والجبال. فيما تتجول الماعز البرية أو جزءًا من قطعان المزارعين ، في المنطقة التي ترعى على نباتات نادرة (37 في المائة من أنواع نباتات سقطرى لا تنمو في أي مكان آخر في العالم) بما في ذلك شجرة دم التنين الأسطورية ” دم الأخوين” ، والتي تستغرق مئات السنين لتنمو من شجيرة ، وقد اقتصرت تقريبًا على أعلى الهضاب ودور حضانة آمنة في الجزيرة.
وأشار تقرير الكاتب إلى أهمية تحذير منظمة اليونسكو حول ضرورة التخطيط الإداري للتعامل مع التهديدات الحالية بما في ذلك الطرق والرعي الجائر والحصاد الجائر للأراضي البرية والبحرية والطبيعية، خاصة وقد أصحبت الجزيرة ضمن قوائم التراث العالمي.