تحليل خاص// وكالة الصحافة اليمنية
كل يوم يثبت نظام آل سعود ورموزه الاستبدادية جهلهم السياسي ويكشفون حقيقة تبعيتهم العمياء لأمريكا واسرائيل والدول الغربية، التي حولتهم إلى أدوات لا تعي ما تقول ولا تفقه مما يدور حولها شيئا.
ولأن الأدوات تحرص وتجتهد من أجل الحفاظ على طوق عبوديتها وتخشى سقوطه عنها تظل مسلوبة الارادة والكرامة والقرار السياسي، وهي الحقيقة التي تتجلى كل يوم وتتجسد في تصريحات نظام آل سعود ويعبر عنها مسئوليه بين الحين والأخر.
وإذا ما توقفنا عند آخر تصريحات لأحد أبناء سلمان والذي يمثل نظام والده الهزيل كسفير للمملكة في واشنطن فسنجد أن مجموعة من الجهلة والطائشين هم من يديرون مملكة الزهايمر الآيلة للسقوط ويسيرون بها نحو الهاوية.
“بن سلمان” الذي تم تعيينه سفيرا لدى واشنطن خرج أمس الثلاثاء بتصريح ينم عن غباء منقطع النضير يجسد جهله السياسي ويؤكد أن الدبلوماسي الطائش لا يعلم عن الدبلوماسية شيئا ويجهل أن ما يقوله يمثل إدانة واعترافا بارتكاب جريمة تدينها القوانين والمواثيق الدولية التي تجرم الاغتيال السياسي واستهداف رئيس دولة تحت أي ظرف من الظروف وبأي وسيلة كانت.
لكن ولأن هذا الجاهل لا يعي ما يقول ولا ينفذ إلا ما يملى عليه فلا عجب إن وجدناه يتباهى بإغتيال الرئيس اليمني صالح الصماد.
شقيق الطائش محمد بن سلمان المعين سفيرا لنظام والده في واشنطن، صرح ودونما حياء أن عملية استهداف الرئيس صالح الصماد، تم تنفيذها من قبل القوات الملكية الجوية السعودية ردا على تهديدات الصماد بإطلاق الصواريخ على السعودية.
وقال خالد بن سلمان في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، أمس الثلاثاء: “تمكن الأبطال في القوات الجوية الملكية السعودية بحمد الله من استهداف القيادي صالح الصماد بنجاح”، مشيرا إلى أن “شقيقه” ولي العهد ووزير الدفاع أشرف على العملية بنفسه.
ما ذكره “بن سلمان” في تغريدته التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية تأكيد واضح على الفشل والهزيمة العسكرية والاستخباراتية للنظام السعودي والتحالف بشكل عام لأن الجريمة التي قال أن ولي العهد ووزير الدفاع أشرف عليها بنفسه، ظلت مجهولة النتائج بالنسبة لهم ولم يعلنوا عنها إلا بعد أن أصدر المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بيانا للشعب اليمني نعى فيه استشهاد الرئيس صالح الصماد بعد مرور خمسة أيام على الجريمة التي نفذتها طائرات آل سعود، الأمر الذي يثبت نجاح الاستخبارات والسلطات اليمنية في احتواء الموقف وإفشال المخطط السعودي الذي أراد من وراء جريمة الاغتيال خلط الأوراق السياسية ونشر الفوضى في الداخل اليمني، وفي ذات الوقت نجحت المؤسسة السياسية في اجراء الترتيبات السياسية اللازمة وقامت بتسمية الرئيس الذي سيقود البلاد في مرحلة ما بعد الصماد، وبمثل هذه الاجراءات والترتيبات أثبت اليمنيون مدى جهل وحماقة آل سعود الذين لم يدركوا أن اغتيال الرئيس الصماد لن يغيّر في معادلة الحرب شيئا بقدر ما سيدفعها للمزيد من التصعيد.
لكن ولأن نظام آل سعود يأبى إلا أن يظل حبيس فشله العسكري وجهله السياسي ويبحث عن قشة انتصار يبرر بها هزائمه متجاهلا ان الرئيس الشهيد صالح الصماد شخصية تتمتع بحصانة تحميها اتفاقيات دولية تنظم حالات الحرب، وأعراف تحكم الحروب وتعزز مساعي التفاوض وتقود إلى اتفاق سياسي، والرئيس الصماد لم يكن إلا شخصية سياسية مرموقة، مفاوض بارع، ولن يضيف استهدافه إلى سجل قَتَلته علامة شجاعة ولا دليل قوة، بقدر ما سيضيف جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم التي لن يلغيها التعامي الدولي المدفوع عنها، وستبقى تلاحق مرتكبيها، وستنتقم لأرواح الضحايا مهما طال الزمن.