قال تقرير نشره موقع ” ذا سيتزن” الجنوب إفريقي اليوم الثلاثاء، إن العلاقات بين جنوب إفريقيا والسعودية والإمارات آخذة في الازدياد – هي مصدر عار للدولة؛ فعلى الرغم من كونها مربحة ومهمة للاقتصاد الأفريقي ، إلا أن هذه العلاقات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتجارة الأسلحة العسكرية للدول العربية المشاركة في الحرب على اليمن ، حيث تم الإبلاغ عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن جنوب إفريقيا ملتزمة تاريخيًا بحماية حقوق الإنسان، ويحظر قانونها الوطني الشراكة العسكرية مع الدول التي تنتهك هذه الحقوق، إلا أن استمرار علاقتها العسكرية بالسعودية والإمارات يعني أن البلاد تنتهك علانية مبادئها وتعطي الأولوية للربع على القانون وحقوق الإنسان.
واستنكر التقرير تناقض جنوب إفريقيا فيما يخص قانون يحظر توريد الأسلحة إلى الدول التي تستخدمها في انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك تتساهل بخصوص الحرب على اليمن التي وصفت الأمم المتحدة أزمتها بالأسوأ في العالم، لتصبح الدولة الأفريقية واحدة من أكبر موردي الأسلحة للسعوديين.
وبحسب التقرير الذي كتبه ” لوكاس ليروز” يصف مراقبين حكومة جنوب إفريقيا بـ “المنافقين” بسبب هذا الموقف الغامض، ويرى آخرون القضية على أنها “سياسة حقيقية” خالصة ، مع انتهاك القيم غير المادية بسبب الضرورة الاستراتيجية.
حرب اليمن عمل تجاري ربحي
وأشار التقرير إلى أن الحرب الجارية حاليًا في اليمن تُعد أحد أكثر الأعمال التجارية ربحية لاقتصاد جنوب إفريقيا وهو ما يمثل نموًا ملحوظًا في مبيعات الأسلحة في البلاد. شكلت التجارة في المعدات العسكرية بين جنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في عام 2013م، 3% من إجمالي صادرات الأسلحة في جنوب إفريقيا، ليقفز الرقم إلى 42٪ في عام 2015 و 49٪ في عام 2016 ، وهي زيادة هائلة.
وكشف التقرير أن جنوب إفريقيات استفادت بالفعل ما يصل إلى 550 مليون دولار من مبيعات الأسلحة خلال حرب اليمن، شملت هذه المبيعات معدات جوية حديثة، مثل طائرات بدون طيار، التي تم استخدامها في قتل المدنيين في اليمن.
وواصل التقرير سرد أبرز المبيعات، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار ، تم بيع مدافع الهاون والعربات المدرعة وأنواع عديدة من القنابل بشكل متكرر، بين عامي 2019 و 2020 والتي تعتمد على شركة “راينميتال دينيل” التي افتتحت عام 2016م، مصنعًا في السعودية؛ لتكون جنوب أفريقيا واحدة من عدة دول استفادت بمبالغ كبيرة من الأزمة الإنسانية اليمنية.
تواصل تصدير الأسلحة
وتطرق التقرير إلى قرار الرئيس الأمريكي بايدن بشأن تعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية وإيقاف صفقة طائرات اف 35 التي أبرمت لصالح الإمارات، وقيام المانيا بحظر بيع الأسلحة إلى السعودية، وفي وقت سابق من هذا العام ، حظرت إيطاليا أيضًا أي تجارة أسلحة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ما يدعو جنوب إفريقيا إلى اتخاذ قرار مماثل وإيقاف تصدير الأسلحة إلى الإمارات والسعودية.
ونوه التقرير إلى أنه على عكس الدول الغربية، واصلت جنوب إفريقيا بيع وزيادة صادراتها، وأنه من المرجح أن تصبح قريبًا أكبر مورد للأسلحة للدول العربية