جدد السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة شروط القبول بأي مفاوضات مع دول العدوان، ركزت في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال، وهي مطالب حق ومشروعة للشعب اليمني، لأنها قد حددت مستقبل الحرب والمفاوضات.. وفي ظل القبول بتلك النقاط يمكن الشروع بمفاوضات شاملة لإيجاد حل للأزمة، مالم فإن اليمنيين مستعدين وجاهزين لحرب أبدية بعمقها الاستراتيجي في الأرض اليمنية جغرافيًا وشعبيًا واقتصاديًا.
أما مسألة التخلي حتى ولو عن شبر واحد من الأرض اليمنية، فإن ذلك يدخل في إطار المستحيل وستستمر الحرب حتى خروج أخر محتل من شمال اليمن وجنوبه.
وباستعراض عميق لتاريخ المفاوضات وجولاتها المتعددة يلاحظ المراقب السياسي أن قوى العدوان لم تقدم أي تنازلات أخرى لوقف الحرب والشروع بتحقيق سلام دائم ومستدام وإنما تريد تنازلات أشبه ما تكون بالاستسلام الغير مشروط، وهذا هو المستحيل ذاته، ولم يكن هناك من خيار واحد أمام شعبنا اليمني سوى المقاومة ورفد الجبهات بالمال والسلاح؛ للتصدي لعدو شرس جاء ليحتل ويمزق ويقتل وينهب والعالم كله شاهد على ذلك، رغم الصمت الذي تتخذه دول العالم من إعلانها موقف صادق وصريح من الحرب اليمنية تحت ضغط المال من خلال صفقات سلاح وأخرى تجارية، الأمر الذي يؤكد انهيار مبادئ وقيم كانت تدعي دولا يوما ما إنها تسير وفقًا لها.
عالم اليوم هو العالم الذي تحدد فيه الولايات المتحدة الأمريكية لدول العالم كيف يسيرون أمورهم وفقًا لمصالحها وتوجيهاتها.. دجنت أمريكا بسياساتها تلك أمم كثيرة، ودمرت المنظومة الأخلاقية والمبادئ السامية التي كانت العديد من شعوب الأرض تتفاخر بانتهاجها والعمل وفقًا لها.
واليوم ما يحكم العالم هو أخلاقيات ومبادئ العولمة الأمريكية، التي لا تراعي حق ولا تنصر قضية عادلة ولا تعترف بقيم ومبادئ وأخلاقيات سامية.. لا شيء ينفع مع واقع كهذا سوى رفضه والتصدي له والتسلح بمزيد من المبادئ والأخلاقيات العالية لمواجهة الفساد الذي عممته أمريكا في العالم انطلاقًا من مبدأ القوة السائد في أمريكا والتي تلوح بها لدول العالم بالسير وفق رغباتها وأجندتها السياسية والاقتصادية وحتى الأخلاقية.
أدركت قيادة اليمن الثورية منذ وقت مبكر مرامي وابعاد السياسة الاستعمارية الأمريكية في حربها على اليمن وما تقوم به السعودية والإمارات من دور وظيفي لتنفيذ السياسية الأمريكية في المنطقة باعتبارهما مع العدو الصهيوني أذرع وعيون وآذان لأمريكا وبريطانيا، وبقية دول أوروبا الغربية لتحقيق مآربهم الخبيثة في منقطة الشرق الأوسط، الأمر الذي معه يمكن الجزم بأن الاستراتيجية الأمريكية الأوروبية في الشرق الأوسط قد أجهضت من قبل محور المقاومة الذي وقف لها سدًا منيعًا أفشل كل محاولاتها الرامية للسيطرة على المنطقة ونهب ثراوتها والتحكم بموقعها الجيوسياسي المتميز وأجبر أمريكا ومن يسيرون في فلكها بمراجعة سياستهم بعد الفشل الذريع الذي لحق بها.