تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
لكل ملك دينه الخاص ولكل أمير مقاساته الخاصة ولكل منهم من الدين ما يناسب ذوقه الشخصي وتوجهه السياسي وعلاقاته الخارجية، ولأن الاسلام عند علماء آل سعود تحول إلى منتج وهابي فلا عجب إن وجدنا أمثال هؤلاء العلماء يتفننون ويجتهدون في تقديمه كسلعة استهلاكية ملكية محصورة في إطار الديوان الملكي السعودي، ثم يقولون هذا هو الاسلام وهذا هو الدين القويم.
ولأن عقيدة علماء السلطة في السعودية بنيت، منذ تأسيس الدولة الوهابية الأولى، على أساس أن “ولي الامر أعلم بالمصلحة وتجب طاعته فيما يراه..” وليس على أساس ان الدين والشرع يعلو فوق الحاكم، تحول علماء السعودية إلى أدوات تستقي علمها الشرعي من الأدوات الحاكمة التي تستقي نهجها السياسي والديني من أمريكا والغرب بشكل عام، وهي الحقيقة التي تجسدت في العبارة الشهيرة التي أسر بها الملك عبدالعزيز آل سعود الى الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت في الاجتماع الذي جمعهما على ظهر الباخرة كوينسي عام 1945م: “دولتنا لا تستقيم مع الروافض … فأنتم من يساعدنا … منكم السلاح, ومنا الشيوخ..”
وبالفعل ما كان لدولة آل سعود أن تظهر لولا الدعم الذي تلقاه من مشايخ ورجال دين التقت مصالحهم في تأسيس دولة ذات كيان وفكر غريب لا ينتمي الى جسد الأمة الإسلامية ولا يتصل بجذورها التاريخية والفكرية بأي صلة.
اليوم وبعد زيارة قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأحد مشايخ الوهابية “صالح الفوزان” أصدر “الفوزان” فتوى جديدة أو بالأصح منتجا وهابيا ملكيا يمنح الحاكم الحق في تحويل المواطنين إلى مخبرين ووشاة ضد بعضهم البعض.
“الفوزان” عضو هيئة كبار العلماء، وردا لجميل الزيارة التي حظي بها من “بن سلمان” أصدر فتوى اعتبر من يسبون الحكام من الخوارج وطالب فيها بإبلاغ السلطات عمن يسبون الحكام والعلماء في المجالس إذا لم يمتثلوا للإنكار عليهم، مشيرا إلى أنهم من الخوارج ويجب الإبلاغ عنهم.
فتوى الفوزان جاءت ردا على سؤال يقول: “هناك بعض الناس يكثر من سب الحكام والعلماء في المجالس، وخاصة في هذه الأيام، ما الواجب على المسلم في هذا الأمر؟” فرد الفوزان بقوله: “أن ينكر عليه، وإذا لم يمتثل يبلغ عنه، يبلغ عنه السلطة؛ لأن هذا من الخوارج”.