متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
نشرت صحيفة واشنطن بوست وصف المعلق ماكس بوت، في مقال له عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بأنه يكذب ويتآمر ويطعن في الظهر، من أجل الترويج لنفسه، وليس خدمة للشعب.
وأشار بوت إلى أن خطاب نتنياهو الأخير يكشف عن ضرورة عدم السماح له مرة ثانية للقيادة، فقد أظهر أنه أناني وأخرق مثل ترامب، وفق وصفه.
وتابع كاتب المقال أنه في الدول التي تتجذر فيها الديمقراطيات عادة ما يتصرف الزعيم المهزوم بأدب مع المنتصر، وليظهر وحدة الأمة رغم الغضب والإهانة التي تحترق في داخله”.
وأضاف بوت في مقاله “بواشنطن بوست” أنه ربما ساد اعتقاد أن قادة الديمقراطيات الآخرين قد يتجنبون مثال ترامب البغيض، لكن ليس هذا هو الحال، وبالتأكيد ليس رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.
وبعد فترة من مصادقة الكنيست على سقوطه، ألقى نتنياهو خطاب أرض محروقة مليئا بالذم والغضب وحافل بالاستعارات الترامبية، وحتى تصدق ما جاء فيه من فظاعة وتفاهة يجب عليك أن تقرأه.
ووفق الكاتب بدأ نتنياهو خطابه بالمديح المفرط لنفسه قبل أن ينحرف لذم الحكومة الخطيرة. ومع أن بينيت ناقد للاتفاقية الإيرانية لكن نتنياهو زعم أن تلميذه السابق لن يقف أمام محاولات الرئيس بايدن العودة للاتفاقية مثله.
بل وهاجم فرانكلين روزفلت لأنه لم يقم بقصف معسكرات الاعتقال الألمانية والقطارات مما قاد إلى 1944. وهي طريقة أخرى للاقتراح ومرة أخرى أن الولايات المتحدة لا تقوم بعمل أي شيء لإنقاذ الشعب اليهودي من المحو وأن نتنياهو هو الوحيد القادر على عمل هذا.
وزعم أن بينيت لا يحظى “بموقف دولي” لكي يعارض الاتفاقية النووية ولن يعمل ما عمله نتنياهو في 2015 عندما تحدث إلى الكونغرس ضدها.
ووفق مقال بوت بـ”واشنطن بوست” فإن كلام نتنياهو هو محاولة مجنونة لتصحيح التاريخ، فقد شك المؤرخون في قدرة الولايات المتحدة على وقف الهولوكوست علاوة على إبطائه. كما أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس لم يوقف إدارة باراك أوباما عن المضي في توقيع الاتفاقية النووية.
وكان وقوف نتنياهو مع الجمهوريين ضد الرئيس عاملا مضرا بالتحالف الأمريكي- الإسرائيلي. والأهم من كل هذا هو أن تهديد إيران ضد إسرائيل زاد خطورة منذ خروج ترامب، بضغط من نتنياهو ضد الاتفاقية النووية عام 2018.
ويرى الكاتب أن لدى نتنياهو الكثير ليتحدث فيه عن إنجازاته من نجاح حملة التطعيم ضد كوفيد-19 إلى التطبيع مع دول عربية، فهو أنجح من ترامب وأذكى منه سياسيا، لكنه خطابه الوداعي يكشف عن السبب الذي دفع عددا من حلفائه السابقين للتخلي عنه والتحالف فيما بينهم لإخراجه من السلطة. فهو مثل ترامب يعاني من عيب يشل الشخصية. فهو يكذب ويتآمر ويطعن في الظهر، وكل هذا من أجل الترويج لنفسه، وليس خدمة للشعب. وخطابه الأخير يكشف عن ضرورة عدم السماح له مرة ثانية للقيادة.