المصدر الأول لاخبار اليمن

فضيحة جديدة للصناعات الأمريكية.. كيف تمكنت قوات صنعاء من إسقاط طائرة تجسس أمريكية؟

متابعات / وكالة الصحافة اليمنية//

 

تقرير:

 

ليس هنالك دولة على وجه الأرض ترغب أن تدخل بلادها أتون الحرب، لما يترتب على هذا الأمر من نتائج سلبية تحصد أعدادا هائلة من الأرواح فضلا عن التدمير الكبير الذي سيلحق بالبنى التحتية، ولكن في بعض الأحيان تكون الحرب هي الحل الوحيد للحفاظ على الأرض والكرامة والوجود وسط بيئة معادية. وكما هو الحال بالنسبة لأي قضية في هذه الحياة، هناك وجه إيجابي وسلبي لأي حدث، ومن إيجابيات الحرب أنها تصنع الانتصارات وتزيد من ثقة الشعوب في نفسها، كما أنها تفرض هيبة الدولة على الدول الأخرى، وتساعد في تطوير منظومات الأسلحة نظرا للحاجة الماسة للدفاع عن النفس، وهذا ما حدث خلال حرب اليمن التي جسّد أبناؤها هذا الأمر بطريقة كانت مدهشة للصديق قبل العدو. فقد سّطر الشعب اليمني المقاوم أروع ملاحم البطولة خلال سنوات الحرب على بلاده، وطوّر قدراته العسكرية الدفاعية منها والصاروخية، وتمكنت الأدمغة اليمنية من تطوير منظومات صاروخية استطاعت قلب موازين القوى في الصراع مع التحالف ، الذي أصبح على يقين تام بأن الحرب على اليمن ليست بـ”النزهة”.

وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير أن اليمن أصبح يمتلك منظومة متطورة من الطائرات من دون طيار، وأعلنت دائرة التصنيع العسكرية بوزارة الدفاع اليمنية عن صناعة عدد من الطائرات من دون طيار ذات ‏التقنيات المتطورة في مواجهة التحالف ونشرت الدائرة عرضا مصوراً لهذه الطائرات وأنواعها ومواصفاتها المتطورة، والتي تؤدي الاغراض القتالية ‏والاستطلاعية واعمال المسح والتقييم واعمال الانذار المبكر. وخلال سنوات الحرب، تمكن الجيش اليمني من إنتاج طائرات دون طيار خاصة ومتنوعة ذات قدرة قتالية عالية ودقيقة، وأهمها طائرات “صماد 1 – 2 – 3” و “قاصف  K2”. ويبلغ طول طائرة “صماد 1” دون طيار 15 كم، وهذا النوع من الطائرات لديه القدرة على الوصول إلی الأهداف المباشرة لغرفة العمليات. وأما طائرة “صماد 2” المسيرة فهي سلاح يمني دخل ساحة المعركة في النصف الثاني من العام الرابع للحرب والحصار الأمريكي المفروض على اليمن من قبل التحالف ومسلحيه. وطائرة “صماد 2” هي سلاح ذو قوة وتقنية عاليتين، ويبلغ مداها أكثر من ألف كيلومتر. كذلك، يبلغ مدى طائرة “صماد 3” دون طيار 1500 إلى 1700 كيلومتر، وقد وصلت إلى الإنتاج الضخم بعد عملية ناجحة لاستهداف المطارات السعودية والإماراتية.

وحول هذا السياق، أعلن العميد “يحيي سريع” المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية يوم الاحد، إسقاط طائرة تجسس أمريكية بمديرية صرواح محافظة مأرب. وأوضح العميد “يحيى سريع” في بيان مقتضب صباح الاثنين، أن الطائرة التي تم إسقاطها من نوع سكان إيغل، تم إسقاطها بصاروخ أرض جو أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة “المشجح”. وأشار إلى أن العملية موثقة بعدسة الإعلام الحربي وسوف يتم بث مشاهد العملية وحطام الطائرة لاحقا إن شاء الله.. مؤكداً أن القوات المسلحة لن تألو جهدا في القيام بمسؤلياتها في حماية الأجواء اليمنية والتصدي لكل العمليات العدائية. وتعد طائرة سكان إيغل استطلاعية من دون طيار وتتميز بحجمها الصغير وتحلق على إرتفاعات عالية. ويتراوح وزن الطائرة بين 14 و18 كجم وتبلغ سرعتها 148 كلم في الساعة، ويمكن أن تبقى في الجو لمدة 24 ساعة على ارتفاع خمسة آلاف و950 متراً. وأثبتت طائرة “سكان إيغل”، قدرتها في أداء المهام وتقوم بمهام قتالية أسرع من أي نظام جوي تكتيكي دون طيار. وكان “سريع” قد أعلن أمس الأحد مهاجمة قاعدة الملك “خالد” الجوية جنوب غربي السعودية، بطائرة مُسيرة مفخخة. وتتواصل المواجهات العنيفة بين قوات حكومة صنعاء من جهة ومرتزقة الرئيس المستقيل “هادي” المسنودة بطائرات تحالف العدوان السعودي في الجبهات الشرقية لمديرية “صرواح” القريبة من مدينة مأرب غربي محافظة مأرب شمال شرق اليمن، وشنت مقاتلات تحالف العدوان السعودي خلال الساعات الماضية 5 غارات على مديرية “صرواح” وغارتين على مديرية “مجزر” شمالي غرب المحافظة الغنية بالنفط..

عرض للطائرات من دون طيار الأمريكية والصينية والتركية التي تساقطت كالذباب في اليمن

منذ بداية العام الجديد، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من اسقاط 7 طائرات من دون طيار من النماذج القتالية والاستطلاعية في أجزاء مختلفة من اليمن، وهي كالتالي:

1- طائرة “غرايل” من دون طيار (من صنع الصناعات العسكرية التركية)، تابعة للقوات الجوية السعودية، في الـ 6 يناير 2021، في محافظة الجوف.

2- اسقاط طائرة CH-4V UAV (صنعت في الصين) تابعة لسلاح الجو السعودي، في الـ 12 فبراير 2021، في محافظة مأرب.

3- اسقاط طائرة “كريال يو إي في” من دون طيار تابعة لسلاح الجو السعودي، في الـ 7 آذار 2021، في محافظة الجوف.

4- اسقاط طائرة من دون طيار سعودية من طراز CH-4V ، في الـ 23 مارس 2021، في منطقة صرواح بمحافظة مأرب.

5- اسقاط طائرة من دون طيار سعودية من طراز Wing Loong UAV (صنعت في الصين) تابعة لسلاح الجو السعودي، في الـ 21 مايو 2021، في منطقة نجران الحدودية.

6- اسقاط الطائرة السعودية CH-4V من دون طيار، في الـ 23 مايو 2021، في محافظة الجوف.

7- اسقاط طائرة من دون طيار سعودية من طراز Scan Eagle UAV USA ، في الـ 20 يونيو 2021، في منطقة صرواح بمحافظة مأرب.

الدفاعات الجوية تساعد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمني على التقدم على الأرض في جبهة مأرب

قد يعتقد الكثيرون أن إسقاط طائرات من دون طيار للعدو السعودي ليس بنفس أهمية الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية السعودية، لكن هذا غير صحيح من الناحية الفنية وذلك لأن أن القوات واللجان الشعبية اليمنية تخوض معارك متعددة في جبهة مأرب منذ عدة أشهر بهدف تحرير هذه المدينة والسيطرة عليها وطرد مرتزقة تحالف العدوان والجماعات الإرهابية منها التي قدمت خلال الفترة الماضية الكثير من المعلومات حول مواقع تمركز أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية للقواعد الجوية السعودية. ومع اسقاط هذه الطائرات المسيرة التابعة لتحالف العدوان السعودي التي تلعب دور الاستطلاع وجمع المعلومات، فإن مرتزقة تحالف العدوان والقوات الغازية لن يتمكنوا من جمع الكثير من المعلومات التي قد تنقذهم من هجمات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. وإخلاء سماء المنطقة من تلك الطائرات المسيرة للعدو سيقلل من الضغط على القوات البرية للجيش اليمني وسوف يساعده هذا الامر على التقدم على هذه الجبهة، وهذا يظهر القيمة العالية لإسقاط مثل هذه الطائرات المسيرة.

بشكل عام، كلما ابتعدنا عن بداية الغزو السعودي لليمن، زاد ميزان القوى في الحرب اليمنية ثقلاً لمصلحة الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني. ولهذا نقول إن تحرك السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، إذا حدث اليوم سيكون أفضل من الغد، وذلك لأنها تتکبَّد تكاليف عسكرية وسياسية باهظة. وفي وقتنا الحالي لا يعلم السعوديون كيف السبيل للخروج من مستنقع اليمن، ولقد دخلت السعودية حربا خاسرة مع شعب اعتاد الصمود والتحدي وتقديم الشهداء قرابين للدفاع عن أرضه وكرامته، وهو اليوم يتحدى ويحقق انتصارات على دولة صرفت مليارات الدولارات على صفقات الأسلحة التي لم تجد نفعا في اليمن، ونحن نعتقد أنه آن الآوان لكي تعلم السعودية بأن الحل العسكري لن يحقق أي هدف ولابد من الاتجاه إلى حل سياسي ستكون فيه السعودية مرغمة على التحاور مع انصار الله وإشراكه في العملية السياسية.

وفي الختام ينبغي القول إنه لم تعد مناورة التأثير المعنوي على العدو بالاعلان عن القدرات النوعية ضرورية كما في بداية المواجهة، فاليوم، حققت الوحدات الصاروخية والجوية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الكثير من النقاط المتقدمة فيما خص الضغط المعنوي والاعلامي على التحالف، وأصبحت حاجة المعركة الأساسية والتي يمكن القول إنها في مراحلها الأخيرة، تتعلق بتحقيق المفاجأة في الميدان، وهذا ما لمسناه من متابعة اغلب معارك التحرير الاخيرة، مثل “نصر من الله” و”البنيان المرصوص” و”فأمكن منهم”، وأيضًا معركة تحرير مناطق البيضاء والضالع من الوحدات الارهابية، ومعارك جيزان الاخيرة، حيث تم الاعلان عن كل تلك المعارك والتي امتد بعضها لأسابيع أو أشهر بعد انتهائها وبعد الانتصار فيها واستثمار النجاح. لقد كان اليمن على مر الزمان وسيبقى مقبرة للغزاة؛ ولكن علينا أن نقول منذ اليوم إن اليمن مقبرة للغزاة وساحة خردة لطائراتهم وكل انواع آلياتهم وحتى المصفحة منها.

 

 

 

المصدر:الوقت التحليلي
قد يعجبك ايضا