أنامل يمنية تعزف على قيثارة الإبداع
تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية “موهبتك وإبداعاتك هي التي ستجعل الأخرين يبحثون عنك..” بهذه العبارة يمكننا اختصار حكاية فتاة يمنية كرست وقتها وجهدها لتحقيق حلمها وتفعيل دورها واسهاماتها والرقي بمجتمعها. وكما قلنا سابقا وسنظل نكررها، ليس أجمل من أن يكون للإنسان حلم وهدف وغاية وإحساس بأنه فرد من مجتمع يتقاسم الجميع تحمل مسئولية النهوض به، […]
تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية
“موهبتك وإبداعاتك هي التي ستجعل الأخرين يبحثون عنك..” بهذه العبارة يمكننا اختصار حكاية فتاة يمنية كرست وقتها وجهدها لتحقيق حلمها وتفعيل دورها واسهاماتها والرقي بمجتمعها.
وكما قلنا سابقا وسنظل نكررها، ليس أجمل من أن يكون للإنسان حلم وهدف وغاية وإحساس بأنه فرد من مجتمع يتقاسم الجميع تحمل مسئولية النهوض به، ويؤمن بأنه من خلال نجاحاته يصنع النجاح لوطنه ومجتمعه ويتحول إلى مشعل ينير الطريق لمن سواه من الحالمين الذين سينظرون إليه كمثل ويعتبرونه نبراسا وقدوه, ومن نجاحاته يستمدون الاصرار وروح المثابرة والاجتهاد.
إرادة النجاح
أمينة أحمد الحيمي كأي فتاة يمنية كانت تحلم بالمستقبل الأفضل وتتطلع لأن تراه وتعيشه كما أرادته أن يكون، لكنها لم تنتظر مجيئه ليصنعها بل أمنت بأن الإنسان هو من يصنع المستقبل لذلك اجتهدت وحرصت على تأهيل نفسها لتكون ما أرادت لنفسها أن تكون، وها هي اليوم ربة بيت ناجحة وموظفة مؤهلة ومدربة متخصصة في مجالها الذي أحبته وأعطته كل ما لديها من وقت وجهد.
امتلكت “أمينة” من الارادة ما يكفي لأن تحقق أحلامها وتصقل موهبتها فالتحقت بدورات تدريبية أقامها المركز النسوي للحرف والمشغولات اليدوية عام 1990 في مجالات النسيج والتطريز والسجاد الايراني والمعاوز اليمنية واللوحات الجدارية وكل المهارات المتعلقة بالمشغولات اليدوية التراثية الموجودة في المركز.
نجحت “أمينة” بامتياز في كل الدورات المتعلقة بكل ما يحتويه المركز ويقدمه من أنشطة ومهارات حرفية ورغم أن مدة كل دورة كانت تصل لـ6 أشهر إلا أن “أمينة” كانت تسابق الزمن من أجل تحقيق هدفها فالتحقت بأكثر من دورة في نفس الوقت، وتمكنت من صقل موهبتها وسرعان ما تحول حلمها إلى حقيقة وواقع تعيش لحظاته وتفاصيله وتجسيده، خاصة عندما قوبلت نجاحاتها باهتمام وتقدير من المركز النسوي الذي طلبها وقدم لها وظيفة لتصبح مدربة في قسم النسيج اليدوي بالمركز.
سمفونية الجمال والإبداع
هناك في المركز النسوي للحرف والمشغولات اليدوية بصنعاء القديمة تجد النساء متسعا لإبراز مواهبهن وتطوير مهاراتهن وتحقيق أحلامهن وترجمة اسهاماتهن في الرقي بالمجتمع والحفاظ على موروث اليمن التاريخي، وهناك في واحدة من زوايا المركز توقفت كاميرا “وكالة الصحافة اليمنية” لتوثيق بعض المشاهد وتدوينها في ذاكرة اللحظة.
استوقفنا المشهد الذي بدت فيه “أمينة” وهي تتلاعب بالخيوط وتنسج واحدة من اللوحات وكأنها تعزف على القيثارة وتتلاعب بأوتارها وتؤدي دورها في سمفونية ومعزوفة موسيقية، لكن المشهد كان أكثر جمالا وإبداعا فـ”أمينة” هنا لم تكن تفعل ذلك ولا تحتاج لنوتة مكتوبة لتترجم من خلالها لحنا معينا، ولكنها تصنع لحنها الخاص بها الذي تستمد روعته من خيالها وتجسد وتترجم فيه محيطها وبيئتها اليمنية وبأناملها تحولت الخيوط إلى لوحات وأعمال تنطق بالحياة ومطرزة بالسحر والجمال والإبداع..
تقول أمينة: أنا لا اجيد الرسم على الورق لكنني استطيع من خلال الأعمال النسيجية رسم ما أريد وتحويل الخيوط والصوف إلى لوحات جدارية، وهنا أجد نفسي وأعمل بمتعه وشوق لكل لوحه وكل منظر اقوم بعمله..
وعن مستقبل هذه المهنة الحرفية تقول أمينة: اتمنى ان تتطور هذه الحرفة وتتوفر لها كل الامكانيات من معدات وصوف وجميع متطلباتها وأن تجد التسويق الجيد لمنجاتها لتعود بمردودات وفوائد على المشتغلين بها خاصة وأن العمل فيها متعب وتحتاج اللوحة الواحدة لوقت طويل لإنجازها، وهذا الأمر يجعل سعرها مرتفعا، ونظرا لذلك لا تجد لها سوقا أو طلبا إلا في النادر.