ماهو البلاغ الخطير الذي تلقاه الصماد قبل لحظات من اغتياله؟!
تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية// الموقع الذي اغتالت فيه الطائرات الامريكية الرئيس اليمني صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في محافظة الحديدة لايزال لغزاً غامضاً ومبهماً ما إن تقع عليه عيناك حتى تنتشر حولك غيوم مخيفة من التساؤلات والتخمينات غير المقنعة عن سبب دخول الرئيس الصماد الى ذلك الموقع المهجور كلياً. مثل تواجد الرئيس […]
تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
الموقع الذي اغتالت فيه الطائرات الامريكية الرئيس اليمني صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في محافظة الحديدة لايزال لغزاً غامضاً ومبهماً ما إن تقع عليه عيناك حتى تنتشر حولك غيوم مخيفة من التساؤلات والتخمينات غير المقنعة عن سبب دخول الرئيس الصماد الى ذلك الموقع المهجور كلياً.
مثل تواجد الرئيس صالح الصماد في الاجتماع العام الاخير الذي عقده في جامعة الحديدة فرصة لا تعوض بالنسبة للتحالف ولجواسيسه على الارض .
مصادر مطلعة روت لوكالة الصحافة اليمنية تفاصيل من اللحظات الاخيرة والموقف الذي اتخذه الرئيس الشهيد صالح الصماد ،الذي يتجلى من خلاله حجم التضحية التي كان يمتلكها الرئيس الصماد من اجل وطنه وشعبه عندما ادرك أن كل الأسباب للقاء وجه ربه قد تجمعت ، وكيف واجهها الرئيس الشهيد بكل رباطة جئش، بما يؤدي إلى تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين.
فبمجرد ان انتهى الاجتماع غادر الرئيس الصماد الجامعة ، وخلال تحركه تم ابلاغه ان طائرات التحالف تحلق بكثافة في اجواء المكان وأن الوضع خطير للغاية ، ثم تلقى البلاغ الآخر من غرفة العمليات بأن الاتصالات التي تم التقاطها من العدو تؤكد ان سيارته هي الهدف للطائرات الأمريكية ، ورصده العدو بصفته قيادي حوثي كبير ، وطلبوا منه التحرك سريعاً الى اقرب سوق شعبي في المنطقة التي يتحرك فيها بسيارتيه والدخول بين المواطنين المزدحمين في السوق ليتسنى له التخفي وبما يتيح له التملص من الطيران.
وبحسب ما أكد مسؤول رفيع في الدولة لوكالة الصحافة اليمنية ، كان الصماد يدرك حقيقة أن العدو الامريكي متوحش ولا انساني ولا يمتلك من القيم الاخلاقية ما يردعه حتى عن قصف سوق شعبي أو حفل زفاف او مخيم عزاء ، مما يجعل من مسألة انخراطه بين الجموع في سوق عام يكتظ بأبناء تهامة والحديدة البسطاء الذين لا ذنب لهم في شيء ، أمراً بالغ الخطورة على الجميع ، خصوصاً أن التحالف لا يمتلك من الاخلاق ما يمنع إرتكابه مجزرة بين المواطنين بحجة استهداف وقتل قيادي حوثي كبير هو رئيس الجمهورية اليمنية.
عندما نطق الصماد بكلماته عن استعداد ابناء اليمن ان يخوضوا البحر دون ابناء الحديدة، لم يكن احد يعلم ان الرئيس سيتلقى لاحقاً بلاغاً بأنه هدف ، ويكون أمام خيارين لا ثالث لهما في مهلة دقائق قليلة لا تسعفه حتى النفاذ بنفسه ومرافقيه ، ولم يكن احد .يعرف أن الرئيس بتلك الكلمات عن التضحية فداء لأبناء وطنه في الحديدة، كان يعلن تحديه لآلة القتل الطائشة للتحالف ، واستعداده لأن يضحي بنفسه لو تطلب الأمر حتى لا تسيل قطرة دم من جسد رجل او طفل تهامي. فكان عليه أن يختار: إما ان يدخل السوق الشعبي القريب من مكان تحركه والمتمثل في سوق 17 يوليو مع احتمال بنسبة 1% أن العدو قد يقصفه بالغارات المدمرة وسط السوق دون رادع انساني او اخلاقي ، فيكون قد تسبب في مقتل عدد كبير من الابرياء من ابناء تهامة ، أو ان يتحرك من فوره الى منطقة نائية لا يوجد فيها حتى منزل واحد يمكن ان يتضرر وتتكسر ولو زجاجات نوافذه ليواجه مصيره هناك متوكلاً على الله تعالى ومحتسبا به.
الصماد ، الرجل الانسان ، الذي عرفه كل اليمنيين بمختلف مشاربهم وأحبوه وهو يعتني بالصغير والكبير ويتحرك بين الجميع ببساطة وتواضع وود ولطف ، لم يكن وارداً لديه أبداً ان يضحي بحياة أي شخص آخر من أجله..
ولربما أن اخيتار لموقع استشهاده خلف فندق قصر الاتحاد في جولة الاقرعي بمديرية الحالي ، كان ايماناً منه بأنه لا يجب أن ينزل حتى من فوق سيارته لينجو بنفسه بينما يستمر مرافقوه الستة بالتحرك على السيارتين لتضليل الطائرات الامريكية حتى يتمكن الرئيس من النجاة وبلوغ مكان آمن حتى ولو كان ذلك على حساب حياتهم وبتضحية منهم لأجل رئيسهم.
لكن الرئيس اليمني الصماد الذي رفض الاختلاط بالمئات من المواطنين في سوق شعبي ، بالتأكيد ما كان ليقبل على نفسه ان يضحي بحياة مرافقيه من اجل بقائه هو رغم أهميته بالنسبة لليمن واليمنيين في هذه المرحلة ، لكن أخلاقه وثوابته وقيمه تمنعه من ذلك.
فدون أن يبدي الرئيس صالح الصماد أي اكتراث بحجم الخطر الغير مسبوق وهو يدرك أن الطيران أحاط به وسيقصفه في أي لحظة تحرك بسرعة مع مرافقيه الى ذلك المكان النائي ، الذي هو عبارة عن اراضي مفتوحة تم تقسيمها بين مالكيها وتسويرها دون استحداث اي مبانٍ فيها الا بنسبة لا تكاد تلفت النظر ، ليبرهن للجميع ان ما قاله عن التضحية فداءً لأبناء الحديدة لم تكن مجرد كلمات.
واختار السير بعيداً عن الاماكن التي يتواجد فيها المدنيون ، مفضلاً أن يحظى بالشهادة و تجنب أي خسائر قد تطال المدنيين عند استهدافه ، فكان هذا هو السبب الانساني المذهل والذي فطر قلوب كل من علم به ، الذي دفع الرئيس الشهيد الى الدخول بسيارتيه في طرق تسدها الكثبان الرملية لعشرات الامتار ويصعب فيها تحرك السيارات او حتى جري المشاة. حيث لا حيوانات يمكن ان تتعرض للقتل بسببه ولا بشر أيضاً ولا منازل قد تتضرر.