المصدر الأول لاخبار اليمن

هل يعرف العالم ما يحدث في اليمن.. المثقفون اليمنيون أمام مسئولية وطنية

    استطلاع ماجد الكحلاني : وكالة الصحافة اليمنية يخط العام الرابع صفحته المأساوية من العدوان على  اليمن, والعالم الخارجي لا يزال يجهل ما يحدث في اليمن, من جرائم الإبادة, واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً, ومحاولة القضاء على كل ما هو حي وجماد, دون مراعاة للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية أو القوانين الانسانية, جراء ما تقوم به دول التحالف بقيادة […]

    استطلاع ماجد الكحلاني : وكالة الصحافة اليمنية

يخط العام الرابع صفحته المأساوية من العدوان على  اليمن, والعالم الخارجي لا يزال يجهل ما يحدث في اليمن, من جرائم الإبادة, واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً, ومحاولة القضاء على كل ما هو حي وجماد, دون مراعاة للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية أو القوانين الانسانية, جراء ما تقوم به دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي تضم تحت غطاءها العديد من الدول العربية والغربية, التي تستغل الإمكانات الإعلامية الهائلة, في التعتيم وتضليل الرأي العام العالمي, عما يجري في اليمن, يقابله دورٌ باهت للمثقفين والإعلاميين اليمنيين, الذين لم يستطيعوا أن يوصلوا مظلومية اليمن للعالم, نتيجة العديد من الأسباب, يتطرق لها مثقفي وإعلاميي اليمن, في هذا الاستطلاع الذي أجرته “وكالة الصحافة اليمنية” لتدارك القصور في جوانب الرسالة الإعلامية والخطاب الثقافي, وإطلاع شعوب العالم عما يجري في الجمهورية اليمنية, والدور اللا إنساني واللا أخلاقي من قبل القوات المتحالفة على اليمن.

معركة الثقافة والإعلام

تتحدث رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان, د.إبتسام المتوكل بالقول: لا ريب أن لكل انسان سوي الفطرة موقفاً من الإعتداء على وطنه وقتل أبناء شعبه, فما بالنا بالمثقف الذي تشكل رؤيته للحياة الانسانية وحدة لا تتجزأ, فنراه يرفض الظلم والقتل والتجبر على أي فرد في أي مكان في العالم, هذا الموقف المعروف بداهةَ يمضي بنا صوب تلمس الدور الوطني للثقافة والإعلام في مواجهة العدوان, خلال ثلاث سنين من جرائم قتل وتدمير ممنهج وحصار خانق بحق الشعب اليمني الأبي, أدت الجهات الثقافية والإعلامية دوراً في معركة الوطن ضد العدوان, وشكلت رافداً معنويا مهماً لجبهات المواجهة العسكرية, لكن هذه الأدوار ما تزال دون المستوى المأمول, وهذا ما يجعلنا نتطلع إلى تلافي جوانب الضعف أو الغياب في المرحلة القادمة.. يمكن التطلع إلى إنفتاح الخطاب الإعلامي والثقافي على الخارج دون إغفال لجبهة الداخل ذات الأثر الحاسم, أيضاً بوسعنا أن نشير إلى أهمية انجاز تنسيق وشراكة بين الجهات ذات العلاقة.. يتوجب الالتفات الجاد نحو دور الأغنية الوطنية والفلاشات القصيرة والأفلام الوثائقية والدرامية المصحوبة بالترجمة, لا بد من الاشتغال على الصورة الفوتوغرافية, ولوحات الفن التشكيلي, فهي لغة عالمية لا تحتاج إلى مترجم, وتبقى معركة الثقافة والإعلام هي الأكثر تهميشاً, رغم أهميتها في خطوط المواجهة الاولى.

توعية وصمود

كما يتحدث عضو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين, الأستاذ يحيى شرف الدين قائلا : الحقيقة أنه ومن خلال متابعاتي للفعاليات التي تقوم بها الجبهة الثقافية أنها لم تؤدِ الدور المطلوب والفعال المؤثر على الشارع اليمني والرأي العام, ما يزال الكثير يتأثر لإعلام العدو, وينسب أسبابه إلى الدور النضالي المستبسل عن الوطن, ويقول أن أسبابه ما تقوم به حركة أنصار الله, مع أن الرأي العام في الداخل والخارج ومن يفكر وينظر إلى الأفق بواقعية يعرف الأسباب والدور الأمريكي  الصهيوني الذي ينفذونه بأياد عربية متمثلة في دول التحالف وفي مقدمتها السعودية ودول الخليج, ورأيي أن دور المثقف هام اذا ما أداه على الوجه المطلوب, في مختلف المنتديات والمحافل ووسائل التواصل الاجتماعي, وحتى في مقايل القات في ترسيخ مفهوم العدوان, ثم أن الجبهة الثقافية أرى أن مهامها يجب أن تقوم على محورين أساسيين هما توعية الجمهور إلى دور العدوان ولزوم مواجهته, والسير بخطىً ثابته في الخط السياسي, غايته الوصول إلى الحلول السليمة, بحفظ كرامة اليمن ومصالحها, وعدم إنبطاحها أو رضوخها إلى أي تدخل خارجي.

التحديات الإعلامية

بدوره محمد السماوي مذيع تلفزيوني يقول: الدور الوطني الذي لا بد أن يكون أولاً الاهتمام بالكوادر الإعلامية , الشفافية, وتسخير الامكانات المتاحة أمامها, من أجل أن تعمل بشكل يجعلها قادرة على أداء عملها على أكمل وجه, وأيضا على مواجهة التحديات , الدور الوطني كبير أمام كل الإعلاميين المثقفين في إيصال صوت الناس إلى العالم, وكذلك يعمل من أجل إيجاد بيئة تعمل على شحذ الهمم ودورها في مواجهة كل التحديات.

المثقف والوطن

المهندس علي اليعبري : أستطاع المثقف اليمني أن يجيد الدور بشكل جيد في الدفاع عن الوطن, هذا الدور لم يكن تمثيلي أو سيناريو مرسوم له من قبل, هذا الدور هو نابع من قلب كل مثقف تربى وترعرع وتعلم على تراب الوطن, الوطن قدم لكل شخص منا الكثير من الخيرات وأن كان هناك تباين في العطاء فهو يعود على المتلقي حسب استحقاقه لأن الوطن لا يميز بين أحد فهو يعطي ويمنح ويبث للجميع الخيرات دون سقف أو إطار محدد حتى جاء تاريخ 26 مارس المشئوم هذا التاريخ لم يستهدف حزب أو طائفة أو جماعة معينة فقط أنما كان الهدف هو كيفية أن نستهدف القلب النابض لهذه الأمة وهي اليمن التي تعطي وتمنح دون مقابل لأبنائه وبشكل مستمر, وكأن هذا التاريخ المشؤوم يقول للقلب إلى هنا وعليك أن تتوقف عن العطاء, نعم هم أرادوا أن يتوقف العطاء لليمن ويتوقف هذا القلب الكبير لكي يتنكر الجميع لهذا الوطن, لكن ما حدث هو العكس حيث بفضل الله تعالى وثقافة وعظمة الانسان اليمني خرج المثقف اليمني لينبض هو للوطن فعندما نقول كلمة مثقف لا نقصد شخص يعمل أو يمتلك مهنة معينة لا, المثقف هو ذلك الطالب, الاستاذ, الدكتور, المهندس, الفلاح, الشاعر, الأديب, المنشد, العامل, الجندي, … الخ, الذي ثُقف ما معنى أن يحيى ويموت من أجل الوطن, خرج هذا المثقف شاهر عدته ليقاتل ويحارب ويسطر أروع الملاحم للدفاع عن الوطن لكي يعيد للجميع هذا النبض المعطاء.

الحروب الإعلامية

مدير إدارة الإعلام بمحافظة ريمة الصحفي محمد جابر المحجري يقول: يتعرض اليمن لأطول وأعنف قصف جوي في تاريخ الحروب, وحرب بلا أخلاق تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً, والمطلوب تضافر الجهود لتفعيل وتوسيع النشاط الثقافي والإعلامي بصورة أكبر, وتفعيل الإعلام المباشر حتى نتمكن من صناعة رأي عام ووعي ثقافي, والإعلام المباشر يتمثل في الندوات الفعاليات المختلفة, وتستهدف قادة الرأي العام أولا, والرأي العام بأنواعه الأمي والمثقف, ليكون الإعلام المباشر إضافة إلى الإعلام الجماهيري من تلفزيون وإذاعة وصحافة الكترونية, لأن الحرب العسكرية على اليمن يوازيها حروب اقتصادية وسياسيه, وحرب ناعمة ثقافية وإعلامية, وإعداد خطة ثقافية إعلامية مزمنة, ومعرفة الجمهور المستهدف والتعبئة الخاطئة التي تنفذ من خلال الطابور الخامس, وتفنيد تلك التعبئة التي تستهدف تزييف الوعي لدى المواطن البسيط وحتى الجمهور, سواء كان جمهور سياسي أو مستقل, ونتمنى تضافر جهود الجميع حتى تستطيع الجبهة الثقافية والإعلامية القيام بدورها في مواجهة العدوان, سيما والحروب الإعلامية والثقافية على اليمن تنفذها إمبراطوريات إعلامية بإمكانات هائلة, لكن اليمن يستند إلى تاريخ وحضارة ضاربة في أعماق التأريخ ولديه عدالة قضية, ويتعرض لحرب بلا أخلاق تقودها الدول الغربية الكبرى, وبتوجيه اللوبي الصهيوني, وبتمويل التحالف السعودي, وبأموال عربية, لكن عدالة القضية والله وحده بيده النصر, وحضارة آلآف السنين ستنتصر على حضارة الصحراء.

الإعلام الوطني

مدير قناة الساحات جلال الصلول: قدم الإعلام الوطني جهود كبيرة في مواجهة العدوان السعودي ومنذ اللحظة الأولى كان له دور بارز في كشف وتعرية إعلام العدوان ومحاولاته في التضليل والحرب النفسية, وقد تعرضت منشآت الإعلام الرسمي والخاص للاستهداف المتكرر من قبل طيران العدوان, ما تسبب بخسائر كبيرة على أكثر من مستوى, لكن الصمود هو سيد الموقف, لقد حاول العدوان بترسانته الإعلامية وحصاره الجائر التعتيم على حقيقة ما يحدث في الواقع من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان, لكن في المقابل ساهم الإعلام الوطني في توضيح ونقل جرائم هذا العدو, عشرات الشهداء الإعلاميين الذين استهدفهم العدوان ضمن جرائمه بحق الشعب اليمني, ومنذ ثلاثة أعوام ودون أن يحرك العالم.

سلاح المثقف

الكاتبة أسماء الشهاري: منذ لحظات العدوان الأولى كان هناك دور كبير ومهم وبارز للمثقف في مواجهة العدوان الكوني الغاشم على بلد التاريخ والحضارة, حيث أستل قلمه وحمل على عاتقه واجب الجهاد بالكلمة, والتصدي لأكبر ترسانة إعلامية للعدو, لم تقل شراسة ولا ضراوة أبدا عن الترسانة العسكرية, حيث استطاع المثقف كشف أباطيل وزيف العدوان والتصدي لأكاذيبه,  كما استطاع توثيق الحقائق التي تحصل على الأرض, سواءً من مظلومية الشعب اليمني التي لم يسبق لها مثيل في التأريخ أو من حقيقة الصمود العظيم الأسطوري لهذا الشعب امام هذا التحالف الأحمق والتكالب العالمي, واستطاع القلم كسلاح فعّال ومؤثر أن يُعزز من الثبات والصمود, وهو سلاح لا يقل أهمية عن الأسلحة الأخرى أن لم يكن المحرك الأول لجميع الأسلحة الأخرى, كما أنه كان مواكب لجميع الأحداث على الأرض, وفاضحاً لجرائم العدوان بحق الأطفال والنساء, فالمثقف أعتبر الجهاد بالكلمة القوية والصادقة واجب ديني ووطني وأخلاقي أمام ما يمر به بلده وشعبه, وعلى قدر هذه المسئولية رأينا هذا الدور الكبير والبارز للمثقف المواجه للعدوان على بلد الحكمة والإيمان.

الخطاب الإعلامي

يحيى نشوان يقول عن الدور الوطني للثقافة والإعلام: بلا شك وبلا مواربة هو در حيوي وعظيم لمن يجيد أداءه ولمن له شرف القيام به, أو مساندة كل ما يقوم به وهي مساهمة فاعلة في الدفاع والذود عن حياض الوطن وتتجلى بالنسبة للمثقف والإعلامي في دوره المناط به في إقامة الحجة والدفاع عن المبادئ وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الهجمة الشرسة, التي تقوم الجهات المضادة بها مستخدمة كل الوسائل وبكل ما تمتلك من إمكانيات, وهنا فإن دور الثقافة والإعلام كمؤسسات وكأفراد ينبغي أن يرقى لمستوى عالٍ, وقد أثبتت كثير من المؤسسات والأفراد برغم ما واجهته من تحديات قدرتها على الصمود والوقوف بصلابة في وجه كل التحديات الفكرية والإعلامية, وتحسن الأداء في جوانب شتى برغم الضخ الكثيف, إلا أن المثقف والإعلامي اليمني بإمكانياته المتواضعة تمكن عن جدارة من الثبات والزمن وحجم التحديات وإفرازات الواقع من أكبر الشواهد على ذلك, تحية للمؤسسات الثقافية والإعلامية وكل إعلامي ومثقف ثبت ووقف بصمود وصلابة وجسارة, ولا يزال في وجه العواصف والقواصف, ورحمته على كل شهداء اليمن, سيما منهم شهداء الثقافة والإعلام الذين استهدفهم العدوان في منازلهم وفي أماكن شتى, ونخص بصورة اساسية شهداء الإعلام والمثقفين اثناء أداء واجبهم الوطني في الميادين اثناء أداء رسالتهم الوطنية وأداء الواجب.

وعن دور الثقافة والإعلام كمؤسسات ودور الثقافة الإعلام كأفراد ومدى مقدرتها على إقناع الرأي العام الخارجي من خلال الاستفادة من مختلف الوسائل يقول: ننصح بتطوير اللغة في الخطاب الإعلامي بما يمكن من إيصال الرسالة بمعنى التحرر من العامية , إمتلاك الأسلوب الأمثل في إعداد الرسالة وتغيير الطرق التي توصل الر سالة وليس غريباً أن نواجه هجمات مضادة تحاول تغييب رسالتنا, ونعبر عن مظلوميتنا, لكننا أصبحنا نثبت للعالم أننا اقوياء من خلال هذا الصمود الأسطوري وهو أكبر حجة ستفرض إحترامنا على العالم وتؤثر فيه, وسيتسبب هذا الصمود بفرض ثقافتنا وإن طال المدى, لا بد أن تكون مقبولة لدى العالم.

دور المؤسسات الإعلامية

الشاعرة وفية محمد عبدالله العُمري: نجد أن كثير من المؤسسات الثقافية لم تقم بدورها الوطني بها مثل إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين, وغيره من المؤسسات, وفي المقابل نجد الكثير من المؤسسات الوطنية والحرة تواجه العدوان بكل تحدٍ وشموخ, مثل الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان, ومؤسسات الثورة والجمهورية و26 سبتمبر وغيرها, كما نلاحظ أن الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية كان لها دوراً كبيرً جداً في مواجهة العدوان وإيصال الحقيقة التي تتلخص في سبب العدوان على اليمن والانتهاكات الغير أخلاقية التي يمارسها العدوان الهمجي على أبناء الشعب اليمني والأرض اليمنية أرضا وإنساناً, والآن وبعد مرور ثلاث سنوات لا زالت الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الحرة تقوم بدورها بكل صدق وحيادية سوى حياديتهم لمظلومية الشعب اليمني.

تكثيف الأعمال الفنية

الفنان المسرحي سمير الجرباني: دور الثقافة والإعلام في مواجهة العدوان هو دور مهم جداً في المجتمع, وفي هذا الوقت والتطور التكنولوجي بالذات, مثله مثل الجبهة العسكرية بل وأهم, وهو يهتم بتوضيح الحقائق ويعري الأكاذيب والإشاعات المغرضة بين أوساط الناس ومهم هذا الدور بالمثقفين والفنانين والشعراء والإعلام الحربي, وتكثيف الأعمال الفنية والفلاشات التوعوية والأعمال المسرحية المتنوعة للمجتمع ومحاربة الاشاعات من جهة العدو, وعمل تعبئة واحتشاد بين أفراد المجتمع لمواجهة العدوان, وكذا تكثيف الفعاليات الفنية والثقافية والشعرية والغنائية ضد العدوان ومواجهته.

مصالح المثقف

الأستاذ عبد الرحمن القوسي: لم يصل المثقف اليمني إلى الدور المطلوب منه في مواجهة ومقاومة العدوان والمؤسف أن اليوم دوره ضعيف بل أكثر من سلبي, كونه خلط بين موقفه السياسي في الصراع المحلي وموقفه من الإعتداء على وطنه, بل وللأسف المثقف يدرك بُعد المؤامرة أكثر من غيره ومع ذلك يختزل عقله بعواطفه, ويخلط بين المصلحة الوطنية العليا وبين طموحاته كفرد, لقد أضاع الكثير من المثقفين ضمائرهم بين زحمة الخلافات الضيقة ومصالحها الآنية, المثقف يجب أن يكون رافداً للمقاتلين في مواجهة العدوان.

طفرة الإعلام وعجز الأداء

ثابت القوطاري: في الحقيقة لا نستطيع إنكار وجود الدور الثقافي في مواجهة العدوان, إلا أنه خافت بسبب تنوع الخطاب الثقافي اليمني, هذا التنوع الذي يخلق التكامل المهم والمحافظ على النسيج ألاجتماعي كذلك الحال بالنسبة لدور الإعلام الذي يعاني من طفرة واضحة في كثرة وجود الاذاعات والصحف والقنوات التلفزيونية العاجزة إلى حدٍ ما في تقديم خطاب إعلامي مواكب وبحجم المظلومية وأستثني الإعلام الحربي الذي فعلا كان في المستوى المطلوب.

البُعد الثقافي

أروى احمد شرف الدين  باحثة في جامعة صنعاء: لعل أبرز تجليات الدور تأتي مواكبة في الأصل لشراسة العدوان نفسه وتأتي استجابة ضرورية ملحة للمشهد الدموي العنيف الذي تعرض له كل شبر من وطننا الغالي, فقد تفتقت تلكمُ التحديات عن تحدٍ هو الآخر أكثر ضراوة وشراسة, ولكنه تحد استحق الخلود هو خيار المقاومة والصمود بالموقف والكلمة والفكر, ناهيك عن صمود السلاح, وإذا كانت استراتيجية العدوان قد تمحورت في ثلاثة محاور ارتكازية المحور العسكري, المحور الاقتصادي, المحور الثقافي, وبالنسبة للبعد الثقافي الذي يتجلى عبر محاولة هدم الذات والهوية اليمنية ماضياً وحاضراً, أرتكزت على محاولة اجتياح العدوان الحضاري والتاريخي لليمن, وذلك بصور شتى تتفاوت في قبحها وغبائها من قصف للآثار إلى محاولة تزييف وتشويه التاريخ بالأبحاث والمحاولات السمجة, كأقل وصف يُقال عنها إلى سرقة المخطوطات, والأدهى محاولة سرقة الرموز الحضارية لليمن إلى سرقة الأغاني القديمة والفلكلور فكان هذه الامة الخاوية من أي مظهر للتحضر الانساني تنقب فينا عما تسد به قبساُ من حضارة وإرث إنساني, فالتحضر أولا وأخيراً هو سلوك خسرته مع انسانيتها, مع أول تدشين لهذا العدوان الغاشم على بلادنا, لن يجدي معه أي بحث عن هوية أو تنقيب عن حضارة, لتغدو سوءة هذا العدوان عارية عن الانسانية والحق, مفلسة من ضميرها الانساني كما وتحاول سرقة الحاضر من الصورة إلى القصة إلى اغتيالات المفكرين الذين لم يباعوا ويلهثوا وراء بريق وزيف نفطها ويبيعوا قضية وطن وانتماء أو محاولة ابتياع البطولات التي هي منها بعيد اخرها هذه الحماقة في سلسلة الحماقات التي عكست ما وصلت اليه من خيبة وانهزام وتدهور اخلاقي وفكري, بازاء كل ذلك يجدر بنظام المواجهة إن يتجاوز ديوان الحماسة وحدها إلى بيان هذا التهبط الثقافي لعدو وكشف زيفه وتعريته من مواقف الادعاء والاتكاء على أمجاد غيره كونه مفرغ من المجد خاوٍ من الحق والحضارة وكشف ألاعيبه السياسية والثقافية للرأي العام والعالم.

غياب دور المؤسسات الثقافية والإعلامية

زياد حمود السالمي –  إدارة الإعلام والتوعية القضائية بوزارة العدل: من خلال الاطلاع والمواكبة للأحداث وللمشهد الثقافي اليمني نجد أن دور المؤسسات الثقافية ظل غائباً تماما فتنصلت كافة المؤسسات عن دورها والتزمت الصمت وعلى سبيل المثال إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لم يقم بأي موقف حول العدوان مخيباً للآمال, والتزم الصمت دون حتى صدور بيان له يرفض العدوان ويناهضه, ويدعو إلى وحدة الصف في مواجهته, أو يقوم بالتواصل مع إتحاد الأدباء العرب لاتخاذ موقف جمعي من العدوان, وأيضا مركز الدراسات والبحوث لم يقم بأبسط موقف يؤكد وطنيته ومسؤوليته التاريخية للعدوان, الدور ذاته للكثير من المنتديات والمنظمات الثقافية التي كانت موجودة قبل العدوان لزمت الحياد التام, بينما وزارة الثقافة فكان دورها ذات الدور لسابقيها في حين كانت وزارة الإعلام تبذل ما استطاعت من دور في مواجهة العدوان, إلا أن ذلك الدور لم يرتقِ إلى مستوى الاشادة, كما أن المؤسسات الصحفية التي كانت تصدر حينها تنصلت عن موقفها وأغلقت أبوابها وامتنعت عن الصدور والنماذج كثيرة, باستثناء بعض المؤسسات الصحفية الرسمية.

القوة الناعمة

الفنان محمود خليل: للآسف الشديد أن دور المثقف في اليمن بطيئ وهابط جداً حتى الإعلام, والدليل على ذلك أننا لم نستطيع أن نوصل مظلوميتنا لرجل الشارع العربي, الشارع العربي لا يدرك ولا يعي ولا يفهم ماذا يحدث في اليمن منذ ثلاث سنوات, وما أحدثه العدوان من تدمير للبنى التحتية, لا أسمي ما يحدث في اليمن حرب الذي يحدث في اليمن عدوان, والذي يقول عنها حرب لا يفقه في السياسة شيء, العدوان يحاول يفبركها على أنها حرب والذي بيصور كلمة حرب في الخارج بيسمعها حرب داخلية وأنا شاهدتها في أحد المسلسلات الأمريكية يقول “كنت اريد أن أذهب إلى اليمن ولكن هناك حرب داخلية في اليمن”

في فترة الأربعينات إلى الستينات كانت مصر الدولة الوحيدة التي تمتلك القوة الناعمة على المستوى الاقليمي, وتؤثر تأثيراً كبيراً على على دول المحيط, فما كان من دولتي أمريكا وبريطانيا إلا أن إضطرتا وأوجدت لمصر عن طريق وزارة المستعمرات البريطانية التعليم الخاص بالوطن العربي, الذي هو عبارة عن تعليم تلقين وحفظ من أجل جعل الطالب يحفظ من أجل الحصول على شهادة, كي يحصل على وظيفة لا من أجل العلم ذاته, وبذا استطاعوا أن يفرضوا علينا مواد دراسية تُحفظ وتُفرغ,  وآخر السنة تُنسى وتأتي السنة التي تليها كسابقتها, وهكذا حتى أصبحنا بعيدين عن العلم الذي يقود للابتكار والمعرفة, حتى نواجه العدوان علينا إستخدام القوة الناعمة – ما هي القوة الناعمة؟ – هي التمثيلية, القصة, الندوة, الفيلم, المسرحية, الرواية, ولذا لسنا قادرين نعمل شيء  للأسف الشديد فلو كنت عملت فيلم من 20 دقيقة أو من 15 دقيقة أو من 10 دقائق وبعثناه, نعمل فيه مسابقات في العالم سنستطيع أن نوضح للعالم ماذا يحدث في اليمن من انتهاكات وجرائم تقوم بها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها, من قتل وتدمير للارض والإنسان, ولذا كيف سنستطيع أن نواجه ونوضح للعالم ما يجري في اليمن والقوة الناعمة لدينا صفر.

إعلام سلبي

خالد الفصيح نائب مدير إدارة البرامج في إذاعة سام أف إم: الإعلام منذ بداية العدوان يعتبر جبهة في الجانب الداخلي ويعزز الصمود, لكن على المستوى الخارجي وعلى مستوى المظلومية, لا يزال الإعلام اليمني بمختلف توجهاته في القطاع الخاص, أو الجانب الرسمي, لم نرَ حتى إعلاماً يرتقي إلى اعلام ينقل المظلومية بشكل خاص, وهذا اعلام سلبي, كنا نأمل من القنوات الرسمية التي لديها ميزانية رغم الامكانيات الصعبة أن تؤدي دوراً ملموساً, لكن هناك قنوات في الجانب الرسمي موجودة لكن لا أثر لها نهائياً, كقناة سبأ, الايمان, عدن, ما الفائدة وما الذي يمكن إن تضيفه هذه القنوات بمعنى معنا معنا قناة رسمية واحدة وباقي القنوات لم تظهر, قنوات القطاع الخاص ربما هي مشاركة في هذه الجبهة ولكن استطاعت كل القنوات أن عززت الجبهة الداخلية وتواجه الإعلام الخارجي وتفضح أكاذيبة والأباطيل التي تقوم به قنوات العدوان.. كنت ذات مرة في حوار مع إحدى الصحفيات الايطاليات عبر المراسلة كنت احدثها عن اليمن فقالت” أنا لا أعرف شيء إسمه اليمن “, هي لا تعرف بأن هناك حرب في اليمن نهائياً, وكانت تتسآءل إذا كنا نتعرض لهذه الحرب لماذا الإعلام مُكتم .. أيضا كنا في دورة أقامتها الآوتشا في وزارة الخارجية بحضور وزيري الإعلام والخارجية, فقالت احدى المدربات أنتم تقولون أن المنظمات دورها سلبي , المنظمات دورها إيجابي لكن أنتم لم تشتغلوا على أنفسكم صح, وضربت لنا مثل عن الطفلة بثينة وكيف أننا لم نستغل الجانب الانساني, قائلة “انتم تشتغلوا في كل قنواتكم  في الجانب السياسي وهذا يؤثر سلبا”, الافلام القصيرة غائبة عن إعلامنا لا نستطيع أن نوصل رسالة في دقيقة أو دقيقتين  للخارج, لا يوجد إعلام في اليمن أعلامنا يوجد في الفيسبوك أما غيره لا يوجد, لدينا قنوات, فعندما نتابع الاخبار نجدها كلها موجهه على إنتصار الجبهة الداخلية, أما الخارج لا, نحن نستطيع أن نتعامل مع الخارج بالخطاب الذي يفهموه هم وليس الخطاب الذي نفهمه, الشعوب لديهم لغة معينة نخاطبهم بها, أخاطب الشعب باللغة التي يفهمها الشعب في الداخل واخاطب الخارج باللغة التي يفهما الخارج, المواطن الخارجي عندما يشاهد الصورة التي ينقلها الإعلام الرسمي أو الخاص للخارج لا يقول إن لدينا حرب وابادة وجرائم, بل يفهم أن الحرب بين اليمنيين أنفسهم بسبب عدم تناولنا في هذه الصورة للقصة الانسانية التي تشرح وتبين مضمون الرسالة بلغة يفهما الخارج, يجب على الإعلام في اليمن إن يهتم بتناولة للجانب الانساني عبر كل الطرق والوسائل كالتقارير والفلاشات وغير ذلك من الوسائل والطرق.

 المشكلة أن القائمين على الجانب الإعلامي غير مؤهلين, نتمنى من الجانب الرسمي النظر في واقع الإعلام وإعادة الخطاب الموجه للخارج والتفريق بين الخطاب الموجه للداخل والخطاب الموجه للخارج.

قد يعجبك ايضا