تقرير / وكالة الصحافة اليمنية//
فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق حول أزمة سد النهضة الذي يثير خلافًا بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.
وأوضحت تقارير إعلامية إنه بعد مناقشات استمرت لعدة ساعات، أبدت أمريكا وفرنسا تفهمًا لمخاوف مصر من الإجراءات الأحادية المتمثلة في الملء الثاني لبحيرة السد، في حين أيدت روسيا صراحة موقف أديس أبابا، منتقدة تلويح القاهرة الدائم باستخدام القوة.
وبحسب التقارير فقد شهدت الجلسة جولة جديدة من السجالات بين البلدان الثلاثة، وسط تغير في قواعد الاشتباك، جعل من المجتمع الدولي طرفا فيها.
وفيما دعمت فرنسا وأمريكا مصر، أظهرت موسكو دعمًا لأثيوبيا، وركزت على ضرورة توقف القاهرة عن التلويح باستخدام القوة، فيما تضمنت كلمة مصر التي ألقاها وزير الخارجية، سامح شكري، تأكيدا على «حق بلاده في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة».
كذلك، بدا الموقف الأميركي مؤيدا للقاهرة، لجهة «تفهم» تخوفها من الإجراءات الأحادية، مع التأكيد على ضرورة استئناف المفاوضات بشكل عاجل، وهو موقف يأتي متسقا مع التحركات المصرية، لاستمالة الموقف الأميركي.
في المقابل، أبدت روسيا والصين تحفظا، دفع وزير الري الإثيوبي إلى استجداء «فيتو» على مشروع القرار الذي أعدته تونس، العضو غير الدائم في المجلس، من أجل إلزام الأطراف الثلاثة على التوقيع على اتفاق قانوني ملزم في غضون ستة أشهر كحد أقصى.
رفض سوداني
التحولات في الجلسة، لم تكن على مستوى مواقف الدول الكبرى فحسب، بل أيضا على مستوى موقف السودان الذي ظهر رفضه للخطوات الإثيوبية، إذ أعربت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، عن أملها في أن يتبنى المجلس مشروع قرار يعبر فيه عن مسؤولياته بصفته «راعيا للسلام».
واختار وزير الخارجية المصري أن يخاطب المجلس بالإنكليزية، موجها رسائل واضحة إلى الجانب الإثيوبي، مفادها بأن بلاده «لن تسمح لأديس أبابا بالسيطرة على مياه النيل والتحكم فيها». وفي الكلمة الإثيوبية التي ألقاها وزير الري والطاقة، سيليشي بيكيلي، ظهرت واضحة رغبة بلاده في المراوغة وإغلاق الملف بشكل نهائي من جانب المجلس، إذ اعتبر الوزير أن مناقشة مسألة السد، وهي أمر فني، في مجلس يعتبر هيئة سياسية، أمر غير مجد، وخاصة أن «سد النهضة» ليس الأول من نوعه على مياه النيل.
لكن ممثل أديس أبابا بدا متمسكا بإعادة المفاوضات إلى «الاتحاد الأفريقي» الذي تترأسه الكونغو الديمقراطية في الدورة الحالية، والتي تحدث ممثلها في الجلسة عن إمكانية التوصل إلى اتفاق، إذا ما توافقت الإرادة السياسية بين الدول الثلاث، مؤكدا أن السد يهدد مصر والسودان اللذين يعتمد اقتصاداهما وسبل معيشة شعبيهما على نهر النيل.
وعلى عكس موقف الرئيس السابق للاتحاد، جنوب أفريقيا، التي دافعت ضمنا عن التحركات الإثيوبية، جاءت تصريحات مندوب الكونغو لتشدد على ضرورة كسر حاجز انعدام الثقة وتوفير الضمانات لجميع الأطراف لضمان نجاح المفاوضات.