تحليل : وكالة الصحافة اليمنية
بعد فرار هادي من العاصمة صنعاء الى مدينة عدن خرج بقرار تم بموجبه تسمية عدن بـ “العاصمة المؤقتة”، لكنها لم ترحب به وسرعان ما وصل الجيش اليمني الى المدينة ليفر هادي ومن معه الى الخليج عبر جيبوتي ويستقر في العاصمة السعودية الرياض، ويقود منها عدواناً دولياً على شعبه بمساعدة وتمويل من النظام السعودي.
وبعد أحداث يناير الماضي في عدن فر رئيس حكومة المستقيل هادي الى الرياض ومنها الى القاهرة، لم يخطئ الرئيس المستقيل هادي في القرار الذي اتخذه قبل ثلاث سنوات بتسمية عدن “عاصمة مؤقته”، فقد أعلنت مدينة عدن وأبنائها رفض هادي وحكومته وبدأت تنادي حتى برفض التواجد العسكري لدول التحالف الذي استقدمها هادي لحماية وإعادة “شرعيته” المفقودة.
عجز المستقيل هادي عن البقاء في عدن وعجز من بعده رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر، ومر كل منهما بتجارب فاشلة كثيرة حاولوا بها ترسيخ عدن كعاصمة، أبرز تلك القرارات التي حاول هادي تثبيت عدن كعاصمة تمثل في قراره الذي قضى بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الى “عاصمته المؤقته”، وبالرغم من تعاون العالم معه ومساعدته في ذلك، إلا أن الأيام أثبتت فشل تلك الخطوة الاقتصادية الكبيرة.
استسلم هادي ليترك مهمة التواجد في عدن على عاتق رئيس حكومته بن دغر، الذي عاد مؤخراً بشروط صارمة وأخيرة من دول التحالف التي طلبت منه عدة خطوات سياسية منها تغيير وزير داخليته أحمد الميسري والبحث عن مدينة أخرى غير مدينة عدن لإعتمادها عاصمة مؤقتة جديدة له ولحكومته الرحالة.
عقد اجتماع مع بعض من وزرائه بالأمس في مدينة سيئون في حضرموت، في إطار جولة لعدة مدن يمنية من تلك المدن التي خضعت لسيطرة دول التحالف للبحث عن المدينة التي من الممكن أن توفر له ولحكومته مناخ هادئاً للفساد والسرقة وبدون إرعاج، وهي المهمة التي يبدو أنها مستحيلة خصوصاً مع وصول الشارع الجنوبي الى حالة من الرفض والعصيان المدني والمواجهة المسلحة مع أتباع هادي وحكومته.
بن دغر وبمقترحات خارجية وافق في وقت سابق على نقل البنك المركزي الى العاصمة الاردنية عمان، كما وبحث مع جهات معنية في الأردن عن امكانية فتح فرع لشركة التبغ اليمنية “كمران” في العاصمة عمان، من هنا وبناء على ما تمتلكه مدينة عمَّان من مميزات سياحية ونظراً لتواجد عدد كبير من المرضى اليمنيين هناك فإنه من الأفضل لبن دغر وهادي أن يعلناً مدينة “عمَّان” عاصمة مؤقتة لهما، وإن أرادا فليعاناها عاصمة أبدية لكل المرضى اليمنيين سواءً أمراض الجسد أو أمراض العقول والقلوب وكبيري البطون وأصحاب الارصدة البنكية الضخمة.