المصدر الأول لاخبار اليمن

صور ومعلومات حصرية من موقع إستهداف الصماد.. الرئيس كان بين خيارين قبل القصف بدقائق.. تعرف عليهما

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//

الموقع الذي اغتالت فيه الطائرات الامريكية الرئيس اليمني صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في محافظة الحديدة لايزال لغزاً غامضاً ومبهماً ما إن تقع عليه عيناك حتى تنتشر حولك غيوم مخيفة من التساؤلات والتخمينات غير المقنعة عن سبب دخول الرئيس الصماد الى ذلك الموقع المهجور كلياً.

“وكالة الصحافة اليمنية” أرسلت مندوبها الى موقع استهداف الرئيس الصماد ، لمعاينة الموقع وإلتقاط عدد من الصور.

كان الوضع بالفعل محيراً.. ما الذي يجعل رئيس جمهورية تحت القصف منذ ثلاث سنوات يسلك هذا المكان الذي لم تلجه سيارة منذ سنوات؟!!.

لم يجد مندوب الوكالة اجابة لسؤاله، او بصيصاً من نور يبدد ظلمات حيرته..!!

كالدخان القاتم تصاعد الى رأسه خاطرة أن الرئيس تعرض للخيانة والاستدراج الى هذا الموقع؟.. هل هذا منطقي او معقول؟..

لا.. الرئيس يتمتع بحس أمني كبير.. ولا يمكن الايقاع به بهذه السهولة خاصة انه رجل خبر الحرب وشراكها اكثر من ثمان سنوات في محافظة صعدة…

إذن ماذا؟..

أحد المواطنين الذي عثرنا عليهم في الموقع قال إن الطريق الذي سلكته السيارة الأولى التي تعرضت لأول ضربة جوية ، يؤدي الى المدخل الخلفي للفندق..مضيفاً : ” ربما كان الرئيس متجهاً الى الفندق”.. آخر تكهن بأن يكون أحد اصدقاء الرئيس دعاه لوجبة الغداء في المنطقة…

طريق رملية غير سالك ولا تستخدمة السيارات .. يؤدي الى البوابة الخلفية للفندق

تلفتنا يميناً وشمالاً ، مؤشرات وجود الحياة في المنطقة ضعيفة جداً ولا يمكن ان يجازف الرئيس بقبول دعوة غداء في هكذا موقع مريب.

لم نعثر على اجابات مقنعة للتساؤلات.. فعدنا الى تأمل موقع القصف واحتراق السيارتين.. كان كل شيء ساكناً هامداً يخيم عليه الحزن..

من النظرة الأولى تدرك أن منفذ العملية الاجرامية ليس طائرات حربية ، بل طائرات بدون طيار.. وذلك ما أكده ايضا مشهد فيديو ارتكاب الجريمة الذي بثه التحالف..

لا توجد آثار حفرة على الارض نتيجة غارة جوية.. فقط الوان سوداء كبقايا حرائق ، تؤكد أن الصواريخ الثلاثة التي ضربت السيارتين وركابهما هي صواريخ حرارية صغيرة الحجم ومحدودة التأثير ، من المخصصة للطائرات بدون طيار لاستهداف السيارات والافراد المطلوبين. وهذا النوع من الصواريخ لا تحمله الطائرات الحربية.

آثار تهدم فقط لأسوار من الطوب ” البلك ” نتيجة ضغط الصواريخ. وبقعة فيها بقايا دماء قيل أنها نزفت من جسد الرئيس الشهيد أثناء محاولة مرافقيه اسعافه. ولم يتسنى للوكالة التأكد من صحة ذلك.

الطريق التي مر منها الرئيس الصماد ولا تظهر اثر للقصف ما يؤكد ان الطائرة التي استهدفته طائرة من دون طيار

عاد مندوب الوكالة الى العاصمة صنعاء والاسئلة تسبب له صداعاً مؤلماً ، وحيرته لا تغادر لحظة.. ما الذي ادخل الرئيس الى ذلك الموقع المهجور ليتلقى فيه الضربات الجوية..

كان من الصعب التكهن بأي شيء في هكذا قضية خطيرة وملابساتها غامضة.. والتحقيق فيها مستمر من قبل الاجهزة الامنية.

إنما التقت الوكالة احد الشخصيات القيادية العليا في الدولة قبل يومين، وطرحت عليه تساؤلاتها بخصوص الموقع الذي قتل فيه الرئيس.

 وسرعان ما تلاشت الحيرة وانزاح صداع الاسئلة ليحل محلها دموع حزينة ناجمة عن شجن وانفطار القلب المصدوم بعظمة رئيس لا يصفها قلم أو يدركها بال متأمل محدود الوعي.

اللحظة الاخيرة من حياة الرئيس .. والموقف الانساني المذهل!!

مثل تواجد الرئيس صالح الصماد في الاجتماع العام الاخير الذي عقده في جامعة الحديدة فرصة لا تعوض بالنسبة للتحالف ولجواسيسه على الارض .

 مصادر مطلعة روت ل”وكالة الصحافة اليمنية” تفاصيل من اللحظات الاخيرة والموقف الذي اتخذه الرئيس الشهيد صالح الصماد ،الذي  يتجلى من خلاله حجم التضحية التي كان يمتلكها الرئيس الصماد من اجل وطنه وشعبه عندما ادرك أن كل الأسباب للقاء وجه ربه قد تجمعت ، وكيف واجهها الرئيس الشهيد بكل رباطة جئش، بما يؤدي إلى تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين.

الرئيس الصماد خلال لقائه الاخير مع مشائخ واعيان في جامعة الحديدة

فبمجرد ان انتهى الاجتماع غادر الرئيس الصماد الجامعة ، وخلال تحركه تم ابلاغه  ان طائرات التحالف تحلق بكثافة في اجواء المكان  وأن الوضع خطير للغاية ، ثم تلقى البلاغ الآخر من غرفة العمليات بأن الاتصالات التي تم التقاطها من العدو تؤكد ان سيارته هي الهدف للطائرات الأمريكية، ورصده العدو بصفته قيادي حوثي كبير ، وطلبوا منه التحرك سريعاً الى اقرب سوق شعبي في المنطقة التي يتحرك فيها بسيارتيه والدخول بين المواطنين المزدحمين في السوق ليتسنى له التخفي وبما يتيح له التملص من الطيران.

مكان إحتراق السيارة الاولى لرئيس الصماد

وبحسب ما أكد مسؤول رفيع في الدولة ل”وكالة الصحافة اليمنية” : كان الصماد  يدرك حقيقة أن العدو الامريكي متوحش ولا انساني ولا يمتلك من القيم الاخلاقية ما يردعه حتى عن قصف سوق شعبي أو حفل زفاف او مخيم عزاء ، مما يجعل من مسألة انخراطه بين الجموع في سوق عام يكتظ بأبناء تهامة والحديدة البسطاء الذين لا ذنب لهم في شيء ، أمراً بالغ الخطورة على الجميع ، خصوصاً أن التحالف لا يمتلك من الاخلاق ما يمنع إرتكابه مجزرة بين المواطنين بحجة استهداف وقتل قيادي حوثي كبير هو رئيس الجمهورية اليمنية.

الرئيس الصماد ووزير الدفاع الى جواره خلال زيارة تفقدية الى احدى الجزر اليمنية

عندما نطق الصماد بكلماته عن استعداد ابناء اليمن ان يخوضوا البحر دون ابناء الحديدة، لم يكن احد يعلم ان الرئيس سيتلقى لاحقاً بلاغاً بأنه هدف، ويكون أمام خيارين لا ثالث لهما في مهلة دقائق قليلة لا تسعفه حتى النفاذ بنفسه ومرافقيه ،  ولم يكن احد .يعرف أن الرئيس بتلك الكلمات عن التضحية فداء لأبناء وطنه في الحديدة، كان  يعلن تحديه لآلة القتل الطائشة للتحالف ، واستعداده لأن يضحي بنفسه لو تطلب الأمر حتى لا تسيل قطرة دم من جسد رجل او طفل تهامي.

فكان عليه أن يختار: إما ان يدخل السوق الشعبي القريب من مكان تحركه والمتمثل في سوق 17 يوليو مع احتمال بنسبة 1% أن العدو قد يقصفه بالغارات المدمرة وسط السوق دون رادع انساني او اخلاقي ، فيكون قد تسبب في مقتل عدد كبير من الابرياء من ابناء تهامة ، أو ان يتحرك من فوره الى منطقة نائية لا يوجد فيها حتى منزل واحد يمكن ان يتضرر وتتكسر ولو زجاجات نوافذه ليواجه مصيره هناك متوكلاً على الله تعالى ومحتسبا به.

آثار لدماء قيل ان الرئيس الصماد نزفها عندما حاول مرافقيه اسعافه بعد الضربة الاولى

الصماد ، الرجل الانسان ، الذي عرفه كل اليمنيين بمختلف مشاربهم وأحبوه وهو يعتني بالصغير والكبير ويتحرك بين الجميع ببساطة وتواضع وود ولطف ، لم يكن وارداً لديه أبداً ان يضحي بحياة أي شخص آخر من أجله..

ولربما أن اخيتار لموقع استشهاده خلف فندق قصر الاتحاد في جولة الاقرعي بمديرية الحالي، كان ايماناً منه بأنه لا يجب أن ينزل حتى من فوق سيارته لينجو بنفسه بينما يستمر مرافقوه الستة بالتحرك على السيارتين لتضليل الطائرات الامريكية حتى يتمكن الرئيس من النجاة وبلوغ مكان آمن حتى ولو كان ذلك على حساب حياتهم وبتضحية منهم لأجل رئيسهم.

رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن صالح الصماد

 لكن الرئيس اليمني الصماد الذي رفض الاختلاط بالمئات من المواطنين في سوق شعبي، بالتأكيد ما كان ليقبل على نفسه ان يضحي بحياة مرافقيه من اجل بقائه هو رغم أهميته بالنسبة لليمن واليمنيين في هذه المرحلة ، لكن أخلاقه وثوابته وقيمه تمنعه من ذلك.

فدون أن يبدي الرئيس صالح الصماد أي اكتراث بحجم الخطر الغير مسبوق وهو يدرك أن الطيران أحاط به وسيقصفه في أي لحظة تحرك بسرعة مع مرافقيه الى ذلك المكان النائي ، الذي هو عبارة عن اراضي مفتوحة تم تقسيمها بين مالكيها وتسويرها دون استحداث اي مبانٍ فيها الا بنسبة لا تكاد تلفت النظر ، ليبرهن للجميع ان ما قاله عن التضحية فداءً لأبناء الحديدة لم تكن مجرد كلمات.

مكان إحتراق السيارة الاولى للرئيس الصماد

واختار السير بعيداً عن الاماكن التي يتواجد فيها المدنيون ، مفضلاً أن يحظى بالشهادة و تجنب أي خسائر قد تطال المدنيين عند استهدافه ، فكان هذا هو السبب الانساني المذهل والذي فطر قلوب كل من علم به ، الذي دفع الرئيس الشهيد الى الدخول بسيارتيه في طرق تسدها الكثبان الرملية لعشرات الامتار ويصعب فيها تحرك السيارات او حتى جري المشاة. حيث لا حيوانات يمكن ان تتعرض للقتل بسببه ولا بشر أيضاً ولا منازل قد تتضرر.

إنها لحظات اخيرة في حياة رجل يعلم انه سيرحل الى ربه في أي لحظة ، فأن يكون خياره بهذا القدر العظيم من الانسانية والتضحية والفداء بنفسه حرصا على ارواح المدنيين من ابناء محافظة الحديدة فإنما يعكس ذلك عظمة هذا الرجل وعمق ارتباطه بالله تعالى وخوفه من ان يلاقي ربه وفي ذمته قطرة دم سفكت من جسد بريء بسببه.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com