تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
تتكشف يومًا بعد يوم خطورة التطبيع الإماراتي الصهيوني على الأمة العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، ذلك ما تؤكده سلسلة الخطوات والتنازلات الإماراتية لترتيب وجود إسرائيلي فيها يمكنه الانطلاق إلى أي دولة عربية بما في ذلك المقدسات الإسلامية مكة والمدينة دون أي عوائق، حاملين معهم الجنسية الإماراتية كجواز عبور في تنقلاتهم العربية والخليجية.
وفي الحقيقة إن تجنيس الإمارات للصهاينة يُشكل خطرًا بالغاً على حاضر الأمة ومستقبل أجيالها، لما يحمل ذلك من أبعاد كارثية تمس بالحاضر والمستقبل، الأمر الذي يؤكد حقيقة مؤداها أن ما تقوم به الإمارات في هذا الشأن، هو تنفيذها لسلسلة من الإملاءات الأمريكية والصهيونية والغربية والتي تتعلق بضرورة وجود استيطان جديد في الإمارات، يكون بمثابة بداية للتغير الديمغرافي فيها، ونقطة ارتكاز لتدمير هذه الدولة وبقية دول الخليج، والانطلاق للدخول للمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، خاصة إذا ما عرفنا أن تجنيس الإمارات للإسرائيليين يشكل وباءً قاتلًا للأمة العربية؛ إذ سيكون للإسرائيلي الحق في التنقل بحرية تامة في مختلف الدول العربية حاملين الجنسية الإماراتية.
حتى الآن وكما هو معلن خمسة آلاف إسرائيلي حصلوا على الجنسية الإماراتية خلال الثلاثة الأشهر الماضية بعد تعديل قانون منح الجنسية الإماراتية، وتعديلات أخرى طرأت مؤخرًا في الإمارات منها إتاحة بيع الخمور في شتى الأماكن والسماح بسكن رجل وإمراة في الفنادق دون اشتراط عقد الزواج، وغيرها من التعديلات القانونية التي تُهيئ وجود قانوني آمن للإسرائيليين.
هذه المسألة قوبلت بانتقادات واسعة في الإمارات والدول العربية لخطورتها على التركيبة السكانية والتواجد الصهيوني في المنطقة العربية.
قرارات مصيرية كهذه تكشف مدى هشاشة الأنظمة الخليجية وبنيتها السياسية الضعيفة وجهل قاداتها لحقيقة ما يجري في العالم وعدم معرفتهم بالأطماع الأمريكية والغربية والصهيونية في المنطقة العربية وثرواتها وموقعها الجيوسياسي المتميز.
يتساءل المرء والمراقب والمتابع للشأن الخليجي هل حصلت عملية التجنيس الإسرائيلي في الإمارات لدراسة معمقة راعت أبعاد وخطورة هذه المساءلة على واقع الإمارات والواقع الخليجي والعربي بشكل عام ..؟ ولصالح من يلهث حكام الإمارات لتدمير كل شيء قيمي وأخلاقي في هذه المنطقة.. لقد بات واضحًا أن الإسرائيلي الحامل للجنسية الإماراتية سيكون بمقدوره الدخول للحرم المكي ومسجد رسول الله في المدينة وأن يعمل فيهما ما يريد، بحكم أنه مواطن إماراتي، هذه المساءلة كانت في السابق من المستحيلات بالنسبة للإسرائيليين، ليأتي حكام الإمارات ويقدموها للصهاينة على طبق من ذهب.