متابعات : وكالة الصحافة اليمنية
وجد إرنستو فالفيردي، بعد أسابيع على توليه مسؤولية تدريب برشلونة، مطلع الموسم الجاري، نفسه في معضلة كبيرة، تمثلت في رحيل نيمار دا سيلفا، أحد أركان المثلث الهجومي للبارسا، بعدما اتخذ طريقه تجاه العاصمة الفرنسية، لينضم إلى باريس سان جيرمان.
وفرض نيمار، وليونيل ميسي، ولويس سواريز (MSN)، نفسه في الأعوام الأخيرة، على الساحة العالمية، وقادوا البارسا للكثير من البطولات المحلية، والأوروبية، ما جعل انكسار ضلع من مثلث الرعب، ضربة موجعة لفالفيردي؛ قبل الجماهير الكتالونية.
السوبر نقطة فاصلة
ظهر جليًا مدى تأثير غياب النجم البرازيلي، على الفريق الكتالوني، في أول اختبار رسمي للبارسا مطلع الموسم، أمام ريال مدريد، في كأس السوبر الإسباني، الذي خسره البلوجرانا ذهابًا، وإيابًا (5-1).
وأدرك المدرب صاحب (54 عامًا)، النواقص في فريقه سريعًا، والمتمثلة في الخلل بالخط الخلفي، ما عمل عليه بتحسين الأداء الدفاعي للفريق، باللعب كتلة واحدة، فيما ترك مهمة الهجوم، على كاهل نجم الفريق ليونيل ميسي، وبدرجة أقل لويس سواريز.
بديل نيمار
في ظل الثقة الكبيرة، التي أولاها فالفيردي، في كل من ميسي، وسواريز (الذي بدأ الموسم بمستوى ضعيف)، راح يبحث عن طرف ثالث، يُكمل الضلع في المثلث، الذي انكسر برحيل نيمار.
واعتمد فالفيردي في البداية، على الجناح الشاب عثمان ديمبلي، الذي انضم من بوروسيا دورتموند في الصيف بمبلغ قياسي، لكنَّ الصدمة تمثلت في الإصابة المبكرة للفرنسي، والتي ابتعد على إثرها لفترة كبيرة.
ولم يجد فالفيردي، بُدًا من الاعتماد على جيرارد دولوفيو، الذي عاد الصيف الماضي للفريق من ميلان، علَّه يعوض بعضًا من النقص الذي خلَّفه نيمار، لكن المحاولة باءت بالفشل.
خطة جديدة
في ظل عدم توافُر الأوراق البديلة أمام فالفيردي، وعدم ثقته في دينيس سواريز، لأداء هذا الدور، قرَّر المدرب تغيير خطة لعب الفريق.
وقرر فالفيردي انتهاج طريقة اللعب (4-4-2)، بالاعتماد على ميسي، وسواريز فقط في الأمام، مع الاعتماد على رباعي في خط وسط، وميل أحدهم ناحية الجناح الأيمن.
وأتى التغيير بثماره سريعًا، لا سيما مع تألق البرازيلي باولينيو جونيور، في أداء الدور الهجومي بشكل مميز، ليصبح ثالث هدافي الفريق في الليجا، بعد ميسي وسواريز، بتسجيله 8 أهداف.
لكن مع توالي المباريات تراجع أداء باولينيو؛ بسبب نفاد مردوده البدني، ما جعل فالفيردي يبحث عن البديل بالاعتماد على سيرجي روبرتو، وأندريه جوميز، بجانب ثلاثي الوسط، راكيتيتش، وأندريس إنييستا، وسيرجيو بوسكيتس.
بيد أنَّ اللاعبين لم يفلحا في أداء نفس الدور، الذي كان يؤديه باقتدار باولينيو، ما ظهر أثره على الأداء الهجومي للفريق.
الإصرار على ضم كوتينيو
نظرًا لعدم توافر أوراق بديلة قوية، أصرَّ برشلونة على التعاقد مع فيليب كوتينيو في الشتاء الماضي، وعدم الانتظار للصيف، ودفع مبلغ قياسي لجلبه من ليفربول، مقابل 160 مليون يورو.
وعاد فالفيردي للعب مرة أخرى بطريقة (4-3-3)، بيد أنَّ كوتينيو، لم يترك بصمته سريعًا خاصة وأنَّ إرنستو، اعتمد عليه في الجانب الأيمن، وهو ما لم يعتد عليه، وكان يلعب مع الريدز على الجانب الأيسر، أو في مركز صناعة اللعب.
ومع عدم توافر كوتينيو للعب في دوري الأبطال، لسابق لعبه مع ليفربول بنفس البطولة، كان فالفيردي يعتمد على طريقة (4-4-2)، في ظل عدم ثقته في ديمبلي العائد من إصابة طويلة.
وظهر مدى تأثر الفريق باللعب بهذه الطريقة في الجانب الهجومي، بمباراة العودة أمام روما في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، التي تلقى فيها الفريق هزيمة تاريخية بثلاثية نظيفة، كانت كفيلة بالإطاحة به من البطولة.
ولكن مع العودة للمنافسات المحلية، ومع تثبيت كوتينيو أقدامه مع الفريق، عاد فالفيردي لخطة (4-3-3)، والتي ظهرت فعاليتها أمام إشبيلية في نهائي الكأس، التي حسمها زملاء ميسي بخماسية نظيفة.
ومن المنتظر أن يعتمد فالفيردي في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، على نفس الثلاثي، كي يختبرهم في إحدى أقوى المواجهات التي يخوضها برشلونة في كل موسم.