يتخذ البعض من رحابة الصدر عند قيادات أنصار الله، وسيلة لضخ السموم في المجتمع اليمني.
حيث يلاحظ كثير من المتابعين، أن هجوم “علي الصنعاني” ضد الأستاذ أحمد حامد ” أبو محفوظ”، مدير مكتب رئيس المجلس السياسي الأعلى، تجاوز النقد الموضوعي، وتحول إلى تحريض ضد شخص الرجُل.
ما ينساه “علي الصنعاني” في حملته، هو أن أبو محفوظ لا يملك عصا سحرية يمكن لها تغيير كل شيء دفعة واحدة، وأن الرجُل جزء من نظام يحاول الحفاظ على مؤسسات الدولة، في الحد الأدنى، في ظل العدوان الغاشم والحصار الذي تتعرض له البلاد للعام السابع على التوالي. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل أبو محفوظ كامل المسئولية على أخطاء الماضي والحاضر.
ولا يمكن أن تسير الدول حسب أمزجة الأشخاص، على أن التنظير عن بعد يصطدم بواقع أكثر تعقيداً من مجرد الأمنيات، والسخط إن لم تتحقق أحلام اليقظة عند البعض.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن التربص لاصطياد كل شاردة وواردة، واعتبار كل ما يحدث هنا أو هناك أخطاء، يتحمل مسئوليتها فلان من المسئولين، يعتبر مجرد مكايدة تفتقر إلى المنطق، يهدف أصحابها، إلى زرع البلبة حول أحد قيادات الدولة.
حيث يبدو واضحاً أن استهداف “أبو محفوظ” ليس مصادفة، وإنما نتيجة لمخطط تم دراسته بعناية، فإذا نجحت الخطة في النيل من شخص مثل “أبو محفوظ” انتقلت تلقائياً إلى قيادي أخر، ضمن مؤامرة تحمل ابعاد خطيرة، تعمل على ضرب الثقة بين الحكومة والمواطن.
بينما يتضمن الشق الثاني من المخطط في حال نجاحه في استهداف أبو محفوظ، العودة إلى التغني بتضحيات أبو محفوظ التي “لم تجد أي تقدير من جانب انصار الله، الذين أهملوا الرجل رغم كل ما قدمه مع المسيرة، إنهم حقاً أناس لا يخجلون.. إذا كان أهملوا أبو محفوظ عيهتموا فيك أنت”.
الخطير في الأمر أن “علي الصنعاني” يستخدم لغة ظاهرها الحرص على الثورة والمسيرة القرآنية، لكن باطنها يتسم باللؤم والدسائس.
يستطيع “علي الصنعاني” توزيع التهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى افتراض حسن النية ربما لا يدرك أن تقبل الرأي الآخر من قبل أبو محفوظ، لا يعني انهم على صواب. بينما كان الأحرى بشخص يحمل درجة اكاديمية مثل علي الصنعاني، أن يكون أكثر حرصاً على توخي الموضوعية بعيداً عن التحامل والأحقاد الشخصية.
سيمضي أبو محفوظ في مهامه ولسان حاله يقول “سوف تلقى سبهم.. يا ليتهم أحسنوا صنعة حتى سبابي”.