تسعى روسيا لإكمال ممر “شمال-جنوب” الدولي الذي سيختصر مسافة وتكاليف نقل السلع والبضائع من آسيا إلى شمال أوروبا، والذي تم طرحه كمسار بديل لقناة السويس المصرية.
واعتبرت رئيسة مركز الصادرات الروسية “فيرونيكا نيكيشينا” خلال اللقاء مع السفير الإيراني لدى موسكو “كاظم جلالي”، أن ممر “شمال-جنوب” مهم للازدهار الاقتصادي للبلدين والمنطقة، مؤكدة أن هنالك حاجة ملحة لهذا الممر الممتد من أوروبا إلى الهند.
كما دعت المسؤولة الروسية، إلى إنشاء الخط السككي “رشت –آستارا” لإكمال الممر، مشيرة إلى أن الرئيس “فلاديمير بوتين” يؤكد على تدشين الممرات الدولية خاصة في مسار “شمال-جنوب”.
من جانبه، قال السفير الإيراني إن إكمال ممر “شمال-جنوب” يعد إحدى أهم القضايا التي تابعها مع المسؤولين الروس والإيرانيين خلال العام الأخير.
وأضاف أنه تم إرسال شحنة ورق من فنلندا إلى الهند عبر ممر شمال- جنوب الشهر الماضي، وذلك بواسطة شاحنات من آستارا (على بحر قزوين) إلى رشت (شمال غربي إيران)، ثم من رشت إلى جنوب البلاد بالقطار، ثم بحرا إلى الهند.
وأوضح أنه تم الاتفاق على الاستمرار بإرسال مثل هذه الشحنات من السلع عن طريق الشاحنات والقطار، على أن تكون شحنتين شهريا وبعد 3 أشهر شحنة أو شحنتين أسبوعيا.
وفي السياق، اقترحت الهند أول من أمس الخميس، تشغيل ميناء جابهار جنوب شرق إيران ضمن مشروع ممر “شمال – جنوب”.
مشروع نقل دولي عملاق
و”ممر شمال – جنوب” مشروع نقل دولي عملاق، طُرح خلال قمة الاتحاد الأوروبي في هلسنكي سنة 1992 كالممر التاسع من ضمن عشرة ممرات، ثم وقعت الدول الثلاث، إيران والهند وروسيا، عام 2000 على الوثيقة الأولى لإنشائه في سانت بطرسبرغ الروسية.
ويتكون “ممر شمال – جنوب” من شبكة خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية يبلغ طولها 7200 كيلومتر، ويبدأ من بومباي بالهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة الخليج مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم يتوجه إلى سان بطرسبرغ الروسية، ومنها إلى شمال أوروبا وصولا إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي.
ويعتبر هذا المشروع أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا، وبذلك ينافس قناة السويس، حيث تتقلص تكاليف النقل عبره بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طنًا، هذا فضلا عن أن ذلك يستغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يوما عبر طريق قناة السويس، حسب البيانات الإيرانية.
وروسيا ليست المنافس الوحيد لقناة السويس المصرية، إذ يجري الاحتلال الإسرائيلي والإمارات محادثات لنقل النفط الإماراتي عبر خط أنابيب “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى أوروبا مباشرة، دون المرور بقناة السويس.
ويجرى شحن نحو 66% من النفط المنتج بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أوروبا عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد الذي يربط الأسكندرية بالبحر الأحمر.
وتعد إيرادات قناة السويس مصدرا مهما للعملة الصعبة في مصر، إذ بلغت 5.8 مليارات دولار في العام المالي 2020/2019.
وإذا كان كل من طريق بحر الشمال والممر الشمالي الغربي الذي يربط المحيط الأطلسي بالهادئ، يحقق ميزة تنافسية وهي قصر الوقت المستغرق في المرور، لكنهما يواجهان مجموعة من القيود مقارنة بقناة السويس.
إذ إن أكبر السفن التي يمكن أن تمر عبر طريق بحر الشمال لا يمكنها أن تحمل إلا أقل من خمس حاويات الشحن البالغ عددها 25 ألفا التي يمكن أن تحملها أكبر السفن التي تمر عبر قناة السويس.