تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بعد الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة تعز خلال الأسبوع الماضي والمواجهات المسلحة التي دارت بين مسلحي التحالف ، على خلفية إعلان أمين محمود محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المستقيل هادي انطلاق حملة أمنية لاستعادة المقرات الحكومية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة شرق المدينة، وبعد هدنة هشة وتوقف لإطلاق النار غير منضبط توصلت إليها لجان التهدئة في الاتفاق المبرم بين الأطراف الجمعة الماضية، شكل قيادةالتحالف – وتحديداً الإمارات – لجنة عسكرية للاشراف على عملية استلام المقرات الحكومية والخاصة التي تم تسليمها من قبل أبو العباس الموالي للإمارات .
وقد جرى صباح اليوم الاثنين تسليم عدد من المباني والمقرات الحكومية في الجهة الشرقية للمدينة كانت تحت سيطرة جماعات أبو العباس المدعومةإماراتيا، لقوات الأمن الخاصة ووحدات الشرطة العسكرية الموالية للتحالف، فيما المقرات الأخرى شرق المدينة ما تزال بيد الجماعات الأخرى المحسوبة على الإصلاح وتنظيم القاعدة، ولم تسلم حتى اللحظة، بالاضافة إلى المنشأت الحكومية وسط وشمال
وغرب مدينة تعز، ومن المقرر تسليمها في المرحلة الثانية، بحسب الاتفاق الذي فرضته “الإمارات”.
ويبقى السؤال الملح هنا لماذا وافق ابو العباس سحب مسلحيه من المؤسسات والمقرات التي يسيطر عليها وتسليمها لقوات الأمن الخاصة التي يطلق عليها الإصلاحيين تسمية “الحزام الأمني”..؟.
تجيب الكثير من المؤشرات والوقائع بأن رضوخ الرجل للجان التهدئة كونها مشكلة من قبل الإمارات، فتجاوب أبو العباس لتوجيهات المحافظ الجديد الذي فرضته ابوظبي ، يكشف جزءاً من تفاصيل لعبة تتجاوز السعودية وحكومة عدن .
الغريب في الأمر كما تشير المعلومات بأن جميع المقرات الحكوميةوالخاصة ، التي جرى تسليمها صباح اليوم الإثنين، ليست سوى مباني مفرغة من تجهيزاتها واثاثها، وادوات العمل الخاصة بها، وبالذات الحكومية التي طالتها عملية نهب واسعة طوال الفترات الماضية بصورة غير مسبوقة، وتبلغ كلفتها عشرات المليارات .
هذا وقد وصلت إلی المدينة اليوم اللجنة العسكرية العليا المكلفة بالإشراف على استلام وتسليم المقرات الحكومية في مدينة تعز قادمة من عدن، يرأسها نائب رئيس هيئة الأركان العامة التابع لسلطات الرئيس المستقيل هادي اللواء الركن صالح الزنداني وعضويتها قائد ما يسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة اللواءفضل حسن ومدير دائرة الإستخبارات العسكرية العميد جغمان الجنيدي وعدد من القيادات العسكرية المعينة من الرئيس المستقيل هادي والموالية للتحالف..
لكن ما يثير الاستغراب أن هذه اللجنة تعمل بإشراف مباشر من قبل قوات التحالف في عدن، وليس من قبل الرئيس المستقيل هادي، وهذا ما يقود البعض إلى التنبؤ بقادم معتم للمدينة ، خصوصا مانتج أيام الهدن من عمليات اغتيالات واسعة لعسكريين ومدنيين.
