تقرير خاص/عادل عبدالاله العصار: وكالة الصحافة اليمنية-
وحدها صنعاء، متجددة كالأيام، مشرقة كالصباح، عطرة كرياحين بساتينها، ملونة كقمرياتها، رائعة كأحلامها، نقية نقاء قلوب أهلها.. ولأنها المدينة الأزلية الوجود والبقاء والتجدد، كانت صنعاء وستظل كعهدها الأبدي لوحة التاريخ المطرزة بروعة وجمال ما شهدته وخلدته الأيام منذ بدء الحياة وستستمر كذلك حتى المنتهى والختام.
جوهرة الحياة
كثيرون هم الذين تساءلوا عن ماهية الروح التي تستمد منها صنعاء سحرها وسر بقائها وبهائها وروعتها، ولماذا يظل الخلود سر صنعاء الذي يلازمها دون سواها من مدن الأرض، التي ولدت وشاخت وتلاشت بينما ظلت صنعاء شابة لا تشيخ..؟! وكيف استطاعت صنعاء دون غيرها ملازمة قافلة السفر الانساني الطويل..؟! ولماذا ظلت وحدها جوهرة الحياة التي تتوارثها الاجيال، ومعها تتوارث الحرص على أن تظل بهية ومشرقة كالأيام؟!
قد لا تجد التساؤلات إجابات مقنعة عند الكثيرين ممن يبحثون ويفتشون عن أسرار صنعاء في صفحات التاريخ ومدونات الأحداث، ليس لأن تاريخ صنعاء يخلو مما يبحثون عنه وإنما لأنهم لم يروا صنعاء على حقيقتها وبساطتها، ولذلك لم يتوصلوا لمعرفة سر التجدد الذي تستمد منه صنعاء كل هذا الألق وكل هذا البهاء وكل هذا الخلود..
صنعاء تكشف أسرارها
لم يكونوا في حاجة للبحث عن أسرار صنعاء في النظريات العلمية المبنية على الفرضيات والاحتمالات التي سرعان ما تتغير وتتلاشى مع مرور الأيام، لم يكونوا في حاجة لكل ذلك لأن صنعاء لا تخفي أسرارها، وكان الأجدر بهم أن يتوقفوا قليلا لقراء قصة صنعاء ومعرفة سر بهائها الذي يتكشف كل يوم وكل لحظة بين يدي المعلقون في فضاء المدينة العتيقة.. بين يدي “حمود عتيق“ والكثير من أمثاله الذين تحملوا وتوارثوا مسئولية غسل وجه التاريخ جيلا بعد جيل..
وحدهم المعلقون في فضاء صنعاء يمتلكون الإجابات ويكشفون أسرار البهاء الصنعاني كل صباح، ووحده “حمود عتيق“ وأمثاله يغسلون وجه صنعاء ويزيلون عن ملامحها غبار وتجاعيد الأيام..
هنا في الفضاء الخارجي لهذا المنزل الصنعاني القريب من موقع الجريمة التي ارتكبتها طائرات العدوان عندما استهدفت بصواريخها صنعاء القديمة وسكانها الآمنين في حي القاسمي، وجدنا الحرفي ”حمود عتيق“ معلقا بنفس الاسلوب ونفس الطريقة التي كان يعتمدها أجداده وكل سابقيه ممن ولدوا وعاشوا في فضاء صنعاء، وبميراثهم الذي يمتهنه “حمود عتيق” اليوم سكنت أرواحهم وستظل تسكن فضاءات صنعاء وامتزجت بألوانها وإشراقاتها وخلودها الأبدي..
بيدي “حمود عتيق” وأمثاله تتكشف حقيقة صنعاء وتتجلى الأسرار التي تستمد منها المدينة العتيقة كل هذا البهاء والخلود.
بـطـــاقــة//
الاسم: حمود عتيق المهنة: حرفي (مقصص) العمر: 37 عاما مكان العمل: فضاءات صنعاء